داعش يعود من بوابة إدلب.. قسد أكثر المستفيدين

وسام دالاتي - وكالة أنباء آسيا

2020.07.01 - 12:44
Facebook Share
طباعة

 أعلنت مجموعة من الفصائل المتشددة المنتشرة في إدلب والتي اتحدت فيما أسمي بـ "غرفة عمليات وأثبتوا "البيعة لتنظيم "داعش"، معلنة العداء لكل من "جبهة النصرة"، وما أسمته بـ "العلمانيين الأتراك"، فيما يبدوا أن أخذ لـ "الساحة الإدلبية"، نحو اقتتال بين الفصائل الجهادية التي تنتشر في الشمال الغربي من سورية، الأمر الذي تعود الأسباب فيه بحسب معلومات رشحت في المواقع التابعة للتظيمات التكفيرية إلى خلاف شديد بين "أبو مالك التلي"، وزعيم تنظيم "جبهة النصرة"، "أبو محمد الجولاني"، إذ يجد "التلي"، في نفسه الأحق في زعامة "النصرة"، نتيجة لـ "تاريخه الجهادي مع القاعدة"، ولم تكن مسألة اعلان "الجولاني"، لفك الارتباط بـ "القاعدة"، مرضية للكثير من القيادات البارزة في "النصرة"، أبرزهم "التلي"، الذي رفض في وقت سابق تسليم الأموال التي تلقاها كـ "فدية"، مقابل إطلاق سراح "راهبات معلولا" في العام ٢٠١٣، وهي الفترة التي كان "التلي"، يشغل منصب "أمير جبهة النصرة في منطقة القلمون الغربي"، وبعد خروجه ومجموعته إلى إدلب، قرر "التلي"، الاستثمار الخاص في عدد من المشاريع التي مكنته من استقطاب واستمالة عدد كبير من العناصر الذين انشقوا معه مؤخراً عن "جبهة النصرة"، وتمركزوا في منطقة "سرمدا"، التي تعد "العاصمة الاقتصادية" للشمال حالياً، بفعل وجود عدد كبير من تجار العملات والمشتقات النفطية.

التنظيمات التي أعلنت "البيعة"، لـ "داعش"، هي "حراس الدين - أنصار الإسلام - تنسيقية الجهاد - مجموعة التلي - أنصار الدين"، وفصائل أخرى من شأنها أن تعيد "داعش"، الذي يتزعمه حالياً "أبو إبراهيم القريشي"، إلى الساحة الميدانية بقوة، ما يجعل من قوات الاحتلال التركي و"جبهة النصرة"، في مهب العمليات الانتحارية التي قد تكون السيناريو الأقوى خلال الأيام القليلة القادمة، وبالتالي ستكون إدلب على موعد مع اقتتال بين "الأخوة الأعداء"، الأمر الذي يجعل من الأتراك أمام ضرورة إعلان الدعم لـ "جبهة النصرة"، بحجة قتال "داعش"، الأمر الذي يجعل الأخير أمام ضرورة استمالة المزيد من المقاتلين الذين يتواجدون في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام التركي في ريف الرقة الشمالي أو ريف حلب الشمالي الغربي، إذ أن الأتراك كانوا قد سهلوا عملية هروب عوائل مرتبطة بـ "داعش"، من المخيمات التي كانت في شمال محافظة الرقة وتسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية".

الاقتتال بين الفصائل المتشددة قد لا يعجب "الحزب الإسلامي التركستاني"، الذي كان يجد دائماً في ضرورة توحيد الصف بين "النصرة"، و "داعش"، ضرورة لتحقيق أهداف التنظيم الأم "القاعدة"، في إقامة "إمارة إسلامية"، في مكان ما من العالم، وبالتالي قد يذهب "التركستاني"، المشكل من مقاتلين متحدرين من أقلية "الإيغور"، الصينية نحو الحياد المطلق، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن "التركستاتي"، سيكون بمثابة "بيضة القبان"، في الفصل في هذا النزاع بين الطرفين إذا ما تدخل لصالح أحدهما نتيجة لامتلاكه عدداً كبيراً من المقاتلين، وفرصة استمالة "الإيغور"، حالياً مرهونة بالحصول على التمويل المالي الذي قلّ نتيجة لقيود فرضتها "النصرة"، على العمليات التجارية التي كان يديرها "التركستاني"، وإغلاق الحدود من قبل "الأتراك"، أمام القوافل التجارية الخاصة بهذا التنظيم، وبناءاً على ذلك، فقد يكون "الإيغور"، صيداً ثميناً بالنسبة لـ "داعش"، من خلال تمويلهم وتحويلهم لصالحه.

إن سيطرة "داعش"، على أجزاء من محافظة "إدلب"، سيعني بالضرورة أن الدولة السورية أمام انتظار نتائج المعركة المقبلة بين الفصائل الجهادية التي ستكون معركة حسم بين "داعش"، الذي كان قد تمكن من طرد "النصرة"، من المنطقة الشرقية والبادية، وظل عقدة بالنسبة لهم في إدلب حتى التمكن من تفكيك تنظيم "جند الأقصى"، الموالي له في العام ٢٠١٦، فعلى الرغم من صغر هذا التنظيم إلا أنه أوقع خسائر كبيرة بـ "النصرة"، في إدلب قبل أن تتحالف مع كل الفصائل المتواجدة في المنطقة "ضده"، وبوساطة من "التركستاني"، أنهي الصراع بتفكيك "جند الأٌقصى"، وخروج من لا يرغب بالتفكيك إلى مناطق البادية السورية حينذاك، وإن كان النتيجة تميل نظرياًُ لـ "التلي"، وحلفائه، إلا أن الخارج من هذه المعركة سيكون منهكاً وسيخسر الكثير من قدراته المالية والبشرية.

عودة ظهور "داعش"، قد يعطي المزيد من المبررات لـ "الإدارة الأمريكية"، بالحفاظ على مسار التعقيد في الملفات السورية، وقد يعطي المبرر الأكبر لـ "الإبقاء على قواتها في الأراضي السورية"، وهذا ما كانت تنتظره "قوات سورية الديمقراطية"، لكون الضامن الوحيد لبقائها على خارطة الميدان والسياسة في سورية هو بقاء قوات الاحتلال الأمريكي متمركزة في الشرق، وبالتالي فإن "داعش"، يقدم خدمة مباشرة لـ "قسد"، ويحرج "النصرة"، في عقر دارها، ويضع الأتراك أمام خيارات ضيقة تجبرهم على الاعتراف بدعم فصيل إرهابي كـ "النصرة"، أو ترك ما تسميه بـ "الجيش الوطني - هيئة التحرير الوطنية"، الموالين لها في مهب صراع لن يكون سهلاً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8