"ذا أتلانتك": موجة كورونا الثانية المتوقعة تعرقل إعادة فتح الاقتصادات الكبرى

ترجمة: عبير علي حطيط

2020.07.01 - 12:25
Facebook Share
طباعة

 واجهت الاقتصادات الكبرى في العالم، حديثًا، صعوبات فيما يتعلّق بقرار "فتحِ الاقتصاد من جديد" مع اقتراب موجة ثانية من كورونا، في الولايات المتحدة وكندا في الأميركيتين، وألمانيا وفرنسا في أوروبا.

وأعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، أمس الإثنين، أنّ الاقتصاد الأميركي بدأ بالتعافي في وقت أبكر من المتوقّع، محذّرًا في الوقت نفسه من أنّ انتعاشه سيكون رهنًا باحتواء وباء كوفيد-19 وبإجراءات الدعم التي ستتّخذها الحكومة. وكتب باول أنّ "الطريق أمام الاقتصاد غير مؤكّدة بالمرّة، وستكون إلى حدّ كبير رهنًا بنجاحنا في احتواء الفيروس".

ولفت باول إلى أنّ معدلات البطالة لا تزال أعلى بكثير ممّا كانت عليه قبل تفشّي الوباء، بالرغم من أنّ الاقتصاد الأميركي بدأ يتعافى أسرع مما كان متوقعًا.

وقال:" لقد دخلنا مرحلة جديدة مهمّة وفعلنا ذلك في وقت أبكر مما كان متوقّعًا "، لكنّ معدّلات الإنتاج والتوظيف لا تزال في مستويات أقل بكثير مما كانت عليه قبل الوباء.

وسجّلت مبيعات التجزئة في الولايات المتّحدة ارتفاعًا كبيرًا في أيّار/ مايو، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إنفاق المستهلكين، لكنّ هذا الانتعاش كان مدفوعًا إلى حدّ كبير بالمساعدات الضخمة التي قدّمتها الحكومة الفدرالية لتحفيز الاقتصاد.

وخشي الخبراء الاقتصاديون من أنّ هذا الانتعاش لن يستمرّ مع انتهاء هذه المساعدات وظهور بؤر جديدة لفيروس كورونا المستجدّ ولا سيّما في جنوبيّ غرب البلاد، في ولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا التي تتميّز بكثافتها السكانية العالية.

ومنذ أسابيع يحضّ باول الكونغرس على إقرار خطة ثانية لتحفيز الاقتصاد، وقد حذّر أمس الإثنين من أنّ معدّل انكماش الناتج المحلّي الإجمالي في الربع الثاني من العام قد يسجّل مستوى غير مسبوق في التاريخ الأميركي.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أمس الإثنين، أنّ حكومته تستعدّ لموجة ثانية من فيروس كورونا المستجدّ يمكن أن تضرب البلاد في الخريف، داعيًا مواطنيه إلى توخّي الحذر.

وأضاف في مؤتمره الصحافي الذي بات شبه يومي منذ بدء جائحة كوفيد-19 بقوله إن "نحن نُعيد فتح الاقتصاد، وسيتعيّن علينا الاستمرار في أخذ تدابير، ووضع أقنعة عندما لا نستطيع الإبقاء على مسافة مترين، والتنبّه إلى التواصل مع الآخرين".

ولم تتلق الشركات الكندية بعد دولارًا من برنامج الإقراض الحكومي الفدرالي للشركات الكبيرة المتضررة من جائحة كوفيد-19، وعقّب وزير المالية، بيل مورنو، الأسبوع الماضي أنه "لم تتم الموافقة على أي منها لأنه يستغرق بعض الوقت لاستكمال هذه الإجراءات. يعد المرور بهذه التطبيقات أمرًا معقدًا نسبيًا، هذهِ منظمات كبيرة".

وأغلقت الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، منذ 21 آذار/ مارس، وقد استُثنيت من هذا الإجراء تجارة السلع والبضائع.

دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خلال قمّة ثنائية في ألمانيا، أمس الإثنين بقية دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيّما "المقتصدة" منها، إلى التوافق خلال القمة الأوروبية المرتقبة منتصف تموز/ يوليو المقبل على خطة لإنعاش اقتصادات دول التكتّل التي تضرّرت بشدّة من جراء جائحة كوفيد-19.

وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون عقب قمة جمعتهما : " نحن نواجه تحدّيات اقتصادية لم يسبق لنا أن شهدنا مثيلًا لها منذ عقود، وربّما على مرّ التاريخ بأسره".

وأضافت: "نأمل أن نتوصّل إلى حلّ (خلال القمة الأوروبية المقررة يومي 17 و18 تموز/ يوليو) حتّى وإن كان الطريق لا يزال طويلًا أمامنا".

وهذه أول قمة تعقد وجهًا لوجه منذ تدابير الحجر الصحّي التي أقرّت في أوروبا في آذار/ مارس للحدّ من تفشّي فيروس كورونا المستجدّ الذي أغرق القارة العجوز في انكماش اقتصادي تاريخي.

واقترحت المفوضية الأوروبية في أواخر أيار/ مايو خطة للنهوض الاقتصادي لمرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19 تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، تتوزّع على 500 مليار يورو على شكل منح و250 مليار يورو على شكل قروض للدول الأعضاء. لكن هذه الخطة تصطدم بمعارضة شديدة من جانب دول يطلق عليها اسم "المقتصدة" وهي هولندا والنمسا والسويد والدنمارك.

وقالت ميركل: "إذا كانت هناك دول لا تزال مشكّكة فإن الجميع متّفق على وجوب أن نخرج أقوى من هذه الأزمة". من جهته وجّه الرئيس الفرنسي تحذيرا إلى هذه الدول الأربع، معتبراً أنّ "لا مصلحة" لها في عرقلة إقرار خطة النهوض الأوروبي.

وقال ماكرون:" إن الدول المقتصدة الشهيرة هي دول تحقّق استفادة خالصة من سير السوق الموحّدة، والمشاركة في فضاء مشترك تؤمّن لها أكثر بكثير من سواها"، متابعًا أنه "لقد بلغنا ساعة الحقيقة بالنسبة إلى أوروبا".

وفي حال تغلب الاتحاد الأوروبي على تحفّظات الدول الأربع المعارضة لخطة النهوض كما هي مطروحة، ستكون الرئاسة الدورية الألمانية تكلّلت جزئيًا بالنجاح. وهناك معضلة أخرى بانتظار الاتحاد الأوروبي مع وصول مفاوضات ما بعد بريكست إلى طريق مسدود.

المصدر : https://amp.theatlantic.com/amp/article/611668/#aoh=15935244162882&csi=1&referrer=https%3A%2F%2Fwww.google.com&_tf=From%20%251%24s

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5