محاولات أمريكية لإزاحة روسيا من القطب الشمالي

فادي صايغ - موسكو

2020.05.28 - 10:38
Facebook Share
طباعة

 لا يتخلَّى الغرب عن محاولات السيطرة على المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، ومنها القطب الشمالي ذو الأهمية الاستراتيجية. المشكلة الوحيدة هي أنه من الضروري إزاحة روسيا، التي استقرَّت بقوة ولفترة طويلة في المنطقة. في الوقت نفسه، تعمل الوحدة العسكرية الروسية القوية في القطب الشمالي كحجة جادة ضد استخدام القوة. لذلك، تبحث واشنطن وحلفاؤها عن فرص أخرى لأخذ زمام الأمور من موسكو.
في المقال السابقة، كتبنا كيف أنَّه بحجة انتهاك روسيا للنظام البيئي والتهديد للسلامة النووية في القطب الشمالي، قرَّر "مجلس القطب الشمالي"، وبمبادرة من الولايات المتحدة، مراقبة المنشآت النووية الروسية في القطب الشمالي. في الوقت نفسه، يُتَّهم الكرملين بانتهاك حقوق الإنسان في هذه المنطقة غير المأهولة تقريباً. والحديث هنا عن الشعوب الأصلية الصغيرة في الشمال.
إنَّ انتهاك حقوق الإنسان هو سبب مُفضَّل للولايات المتحدة، يستخدمونه للضغط على المعارضين الجيوسياسيين. من فرض عقوبات على المتعنتين، الذين لا يريدون الخضوع لإرادة واشنطن، إلى غزو عسكري مباشر لهم. وهنا يشمل الذكر دولاً مثل يوغوسلافيا وأوكرانيا وسوريا وفنزويلا، والعديد من البلدان الأخرى في أجزاء مختلفة من العالم.
ولكن نعود إلى الشعوب الأصلية في الشمال. من الإنصاف القول إنها لا توجد فقط في روسيا، ولكن أيضًا في دول شبه قطبية أخرى. دعونا نرى كيف تسير الأمور مع حقوق الإنسان.
خذ الدنمارك وجزيرتها في جرينلاند. ففي عام 2013، تم العثور على على مواطن من غرينلاند يحتضر في محطة مترو في كوبنهاغن. عند الاتصال بخدمات الطوارئ، سألوا أولاً ما إذا كانت الضحية مواطناً من الدنمارك أو جرينلاند. ونتيجةً لذلك، وصلت سيارة إسعاف إلى مكان الحادث بعد 40 دقيقة فقط من المكالمة. بحلول ذلك الوقت، مات الرجل. لم يكن محظوظًا لكونه من مواطني جرينلاندر، وليس من الدنمارك.
الآن كندا، التي اعترفت حكومتها قبل عدة سنوات، بأنَّها "تصرفت بشكل غير عادل" فيما يتعلَّق بالسكان الأصليين الذين يعيشون على أراضيها. على الأقل اعترفت بالخطأ، وهذا أمر جيد.
وفي معرض الحديث عن روسيا فيما يتعلق بحقوق السكان الأصليَّين، فهناك رابطة للشعوب الصغيرة في الشمال وسيبيريا والشرق الأقصى. وتهدف إلى حل مشاكل الشعوب الأصلية على المستوى الإقليمي والدولي. تتعاون المنظمة مع السلطات، وتقوم بدور نشط في العمل بشأن الوثائق التشريعية الرامية إلى ضمان حقوق الشعوب الأصلية في الشمال. كما أنشأت الجمعية صندوقاً خيرياً يهدف إلى دعم المشاريع الجديدة لدعم الشماليين. ومن الصعب تحديد مدى فعالية هذا النشاط، ولكنه مستمر. وهذا ليس على الإطلاق انتهاكاً لحقوق الشعوب الأصلية في الشمال في روسيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8