فيلسوف أميركي : الادارة الأميركية تتجه نحو كارثة حتمية!

خاص

2020.05.28 - 10:35
Facebook Share
طباعة

 حذر الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، الأميركيين من فوضى عارمة، تسببها إدارة غير مترابطة و رئيس مصاب بجنون العظمة، وفق تعبيره، عاجز عن مواجهة كورونا، جارا وراءه العالم إلى مزيد من الأزمات .


المفكر تشومسكي، والبالغ من العمر 91 عاما يلزم الحجر في منزله في مدينة توكسون الأميركية منذ شهرين مع زوجته البرازيلية وكلبهما وببغائهما.

و رأى تشومسكي أن أميركا تتّجه نحو كارثة حتمية، نتيجة افتقادها إستراتيجية اتحادية في مواجهة فيروس كورونا، وعدم وجود ضمان صحي للجميع فيها، فضلا عن عدم إقرارها بخطورة التغير المناخي .


وعلى صعيد الاوروبي، أوضح تشومسكي أن أوروبا أسوأ بكثير، فمع برنامج التقشف المتّبع داخلها، مستوى الخطر أصبح عاليا، والهجمات ضد الديمقراطية، ونقل القرارات إلى بروكسل وبيروقراطية "الترويكا" غير المنتخبة(المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي). لكنها تملك على الأقل بقايا هيكل اجتماعي ديمقراطي يؤمّن قدرا من الدعم، وهو ما تفتقر إليه الولايات المتحدة.


و أشار الى أن أزمة الحضارة الغربية في هذه المرحلة مدمرة، فقوة الولايات المتحدة ساحقة حتى الآن، وإذا فرضت عقوبات على إيران أو كوبا فالجميع يتبعها بذلك وحتى بما في ذلك الدول الأوروبية، ولكن على سبيل المثال من السخرية أن نجد كوبا تعرض المساعدة على أوروبا في مواجهة فيروس كورونا.

وأرجع تشومسكي في حوار صحفي، ما يجري في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد، إلى عدم وجود إدارة متماسكة.


وأضاف "يقود البيت الأبيض شخص معتل اجتماعيا، مصاب بجنون العظمة، لا يكترث إلا لسلطته والاستحقاقات الانتخابية. عليه بالتأكيد أن يحافظ على دعم قاعدته، التي تضم الثروات الكبرى وأبرز أرباب العمل".

صاحب أكثر من مئة مؤلف والأستاذ في جامعة أريزونا، تابع قائلا :" إن ترامب منذ وصوله إلى السلطة، فكّك آلية الوقاية من الأوبئة كاملة، فاقتطع من تمويل مراكز الوقاية من الأوبئة، وألغى برامج التعاون مع العلماء الصينيين الهادفة لتحديد الفيروسات المحتملة، مؤكدا أن الولايات المتحدة كانت غير مهيأة بشكل خاص".

وأضاف أن "المجتمع (الأميركي) مجتمع مخصخص، غني جدا، لديه ميزات كبرى، لكن تهمين عليه المصالح الخاصة. لا يوجد نظام صحي للجميع، وهو أمر شديد الأهمية اليوم. هذا ما يمكن وصفة بالنظام النيوليبرالي بامتياز".


واعتبر تشومسكي أنه رغم خطورة وباء كورونا، فإنه ليس الخطر الأكبر، "سنخرج من الوباء، مقابل ثمن عالٍ جدا، و سيشهد العالم بعد كورونا انتعاشا بطريقة أو بأخرى، ولكن عواقبه ستكون شديدة، وستجعل تجاوز الأزمات التي ستتبعها أمرا صعب المنال".
.
لكننا لن نتعافى أبدا من ذوبان الغطاء الجليدي في القطبين، وارتفاع منسوب البحار، والآثار الأخرى السلبية للتغير المناخي".

وتساءل المفكر الأميركي "ماذا نفعل حيال ذلك؟ كل بلد يقوم بأمر ما، لكن ليس بما يكفي. الولايات المتحدة من جهتها تقوم بالكثير، تتوجه مسرعة نحو الهاوية عبر إلغاء البرامج والتشريعات التي من شأنها التخفيف من وطأة الكارثة".

وأضاف أن هذا هو الوضع الحالي، لكن يمكن لذلك أن يتغير. لا تزال هناك قوى عالمية تواصل الكفاح. السؤال هو معرفة كيف ستخرج هذه القوى (من الأزمة) في المستقبل، وهذا ما سيحدد مصير العالم.

وعما إذا كان العالم قد دخل حقبة جديدة من الرقابة الرقمية، خصوصا مع استخدام العديد من الدول التكنولوجيا لمراقبة السكان من أجل مكافحة الفيروس، رأى تشومسكي أن ما يعرف بـ"إنترنت الأشياء" أصبح رائجا، وأن بعض المجتمعات تطوّر تقنيات تتيح لأرباب العمل رؤية ما الذي يقوم به موظفوهم خلف شاشات حواسيبهم، والتحقق مما يكتبونه عبر لوحة مفاتيحهم، ومعرفة ما إذا ابتعد الموظف عن شاشته، واعتبار ذلك بمثابة فترة استراحة.

وأضاف أن كل أغراض المنزل باتت إلكترونية، وأن الأمر عمليّ، "لكن المعلومات تذهب إلى غوغل وفيسبوك والحكومة، وهذا يعطي إمكانية هائلة للمراقبة والرصد"، معتبرا أن "هذا ما نعيشه الآن، ليس أمرا سنصل إليه في المستقبل".

وحذر المفكر الأميركي من أن ترك شركات التكنولوجية العملاقة تسيطر على حياتنا، هو أمر خطير، فكيف نعيش و نحن تحت عدسة مجهر هذه الشركات المسيسة؟

وختم تشومسكي حديثه بالقول إن "الأمر ليس حتميا، كما أن التغير المناخي ليس حتميا. بإمكاننا أن ندع ذلك يحدث كما بإمكاننا وضع حد له".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2