الحرية الدينية تحت سيطرة الولايات المتحدة
فادي الصايغ -موسكو
اتواصل الولايات المتحدة ابتكار طرق جديدة لنشر ممارساتها حول العالم، والديمقراطية على أجنحة حاملات الصورايخ لا تجلب سوى الدمار والموت والفوضى لأي شخص. بالطبع باستثناء الولايات المتحدة، التي تغنى بدماء غيرها. وبالطبع لن ترسل كل الدول حاملات الصواريخ، فعلى سبيل المثال، الصين وكوريا الشمالية وروسيا لا يهينون أنفسهم وحلفائهم، وواشنطن لا تحب القتال مع خصوم أقوياء. لذلك، قررت القوة العظمى الدخول من الجانب الآخر. ففي وقت سابق من هذا العام، أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" عن إنشاء التحالف الدولي للحريات الدينية. وقد ضمَّ إلى جانب الولايات المتحدة 26 دولة من أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. إنَّ المهمة الرئيسية للمنظمة الجديدة - وفقاً لمبدعيها - هي ضمان الحرية الدينية لكل شخص في أي بلد، بغض النظر عن النظام السياسي وموقف سلطات ذلك البلد. علاوةً على ذلك، يُقترح اعتبار اضطهاد الحريات الدينية إرهاباً، والدول التي يعتبرها الحلف مذنبة، تُحاسَب بالقمع على أنها إرهابية. إنَّ اتهام أي شخص أو دولة بالإرهاب يفتح المجال الواسع أمام واشنطن. حيث بإمكانها إرسال القوات إليها، وإذا كان هذا محفوفاً بالمخاطر، بإمكانها ببساطة إعلان أنَّ الدولة منبوذة، بكل ما يترتب على ذلك من عواقب سياسية واقتصادية. لقد أعدَّ بالفعل وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" قائمةً بالدول الإرهابية. وكان وجود الصين وروسيا بينها أمر متوقع للغاية. حيث تسود الأيديولوجيا الشيوعية والإلحاد في الصين، وبالتالي يتم قمع أي دين آخر. ولا تعترف روسيا بالكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا، وهذا هو أساس اتهامات بكين وموسكو بانتهاك الحريات الدينية. من المثير للاهتمام أنَّ هذه هي بالتحديد الدول التي تواجه الولايات المتحدة معها مواجهة طويلة الأمد في مجالات مختلفة، لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالدين. حيث تشن الولايات المتحدة حروباً تجارية مع الصين. ويتم تقاسم مجالات النفوذ في الفضاء مع موسكو، في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وفي البلدان الأخرى الصديقة لروسيا منذ أيام الاتحاد السوفييتي. في هذا السياق ، يتضح الهدف الحقيقي المتمثل في إنشاء التحالف الدولي للحريات الدينية. فهو ليس دفاعاً عن مصالح المؤمنين، بل مجرّد أداة جديدة للتأثير على الخصوم الجيوسياسيين.
