انطلاق الانتخابات العامة في الهند بمشاركة مليار ناخب

2024.04.19 - 07:38
Facebook Share
طباعة

 بدأ ملايين الهنود التصويت، الجمعة، في انتخابات تستمر 6 أسابيع، وهي بمثابة استفتاء على ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الشعبوي الذي يسعى لولاية ثالثة نادرة كزعيم للبلاد.


ومنذ الصباح الباكر تشكّل طابور انتظار طويل أمام مركز الاقتراع في هاريدوار، وهي من أوّل المدن التي يبدأ فيها التصويت وتعدّ مدينة مقدّسة في العقيدة الهندوسية تقع على ضفاف نهر الغانج.


وحثّ ناريندرا مودي الناخبين في الاقتراع الممتدّ على سبع مراحل إلى "ممارسة حقّ التصويت بأعداد قياسية"، لا سيّما منهم الشباب والذين يصوّتون للمرّة الأولى في حياتهم، قائلاً: "كلّ تصويت له قيمته وكلّ صوت له أهمّيته".


الضرب على الوتر الديني 

أمّا حزب المؤتمر، أبرز الأحزاب المعارضة، فذكّر الناخبين على "إكس" أيضاً بأنّ "من شأن تصويتهم أن يضع حدّاً للتضخّم والبطالة والكراهية والظلم"، مردّداً "احرصوا على التصويت" و"لا تنسوا أن تدلوا بأصواتكم".


وفي المجموع، سيُدعى 968 مليون هندي لانتخاب 543 نائباً في الغرفة الدنيا في البرلمان، أي أكثر من عدد السكان الإجمالي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا مجتمعة.


وتمتد عملية التصويت لأسابيع عدّة، على أن تكون المرحلة النهائية في الأول من حزيران/يونيو المقبل، فيما ستفرز الأصوات في كل أنحاء البلد في الرابع من حزيران/يونيو. وعادة ما تعلن النتائج في اليوم ذاته.


وما زال رئيس الوزراء ناريندرا مودي (73 عاماً)  يحظى بشعبية كبيرة، بعد ولايتين زادت خلالهما الهند من نفوذها الدبلوماسي وثقلها الاقتصادي، فيما يبدو فوز مودي مؤكّد أمام معارضة متعثّرة.


وأفاد استطلاع للرأي صدر عن معهد "بيو" العام الماضي بأنّ 80% من الهنود لديهم نظرة إيجابية حيال مودي بعد قرابة عقد في السلطة.


وهو حقّق لحزبه "بهاراتيا جاناتا" المعروف اختصاراً بـ "بي جاي بي" فوزين ساحقين في 2014 و2019، من خلال اللعب على الوتر الديني في أوساط الناخبين الهندوس.


وهذا العام، دشّن مودي في مدينة أيوديا معبداً كبيراً أنشئ على موقع مسجد عمره قرون دمره هندوس متطرّفون، وحظي هذا الحدث بتغطية إعلامية واسعة النطاق وأُقيمت احتفالات عامة في كل أنحاء الهند.


"خداع" لصرف الانتباه عن صعوبات تواجهها الهند

يقول موكيش دوبي، وهو كاهن في معبد هندوسي صغير في هاريدوار، إنّ لعب حكومة مودي على الوتر الديني هو "خداع" يهدف إلى صرف الانتباه عن الصعوبات الأكثر خطورة وإلحاحاً التي تواجهها الهند، مع وجود الملايين من الشباب من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل. 


ولكن المحللين يعتبرون أنّ مودي هو الفائز في الانتخابات بحكم الأمر الواقع نظراً إلى أن ائتلاف أحزاب المعارضة لم يسمّ بعد مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.


وتعزّزت فرص فوزه بفعل عدّة تحقيقات جنائية في حقّ معارضيه.


خامس قوّة اقتصادية

لم يعد حزب "المؤتمر" الذي حكم البلد بلا انقطاع تقريباً طوال عقود بعد استقلال الهند سوى ظلّ ما كان عليه وهو لا يشارك في السلطة سوى في 3 ولايات من أصل 28 ولاية.


وقد شكّل زعماؤه تحالفاً مع أكثر من 20 حزباً محلياً لمواجهة حزب "بي جاي بي" واستراتيجيته الانتخابية المحكمة والمموّلة بسخاء، غير أن التحالف يتخبّط في خلافات حول تقاسم المقاعد وقد انسحب منه أحد زعمائه مؤيّداً الحزب الحاكم.


ويتّهم التكتّل حكومة مودي باستخدام القضاء لإبعاد بعض زعماء المعارضة الذين تستهدفهم تحقيقات جنائية بمن فيهم رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال الذي ألقي القبض عليه في آذار/مارس الماضي بعد اتهام حزبه بمزاعم فساد مرتبطة بسياسة المشروبات الكحولية في المدينة.


وفي ظل حكم مودي، أصبحت الهند خامس اقتصاد في العالم، متقدّمة على المملكة المتحدة، القوة الاستعمارية السابقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3