رحلة الروبوت "أطلس"... من "الولادة" إلى "التقاعد" !
أعلنت شركة "بوسطن دايناميكس"، الرائدة في صناعة الروبوتات، عن تقاعد روبوت "أطلس" الشهير الذي أذهل العالم بقدرته على الجري والشقلبة والقيام بحركات الباركور، وذلك بعد 11 عامًا من الخدمة.
في مقطع فيديو يُبرز مسيرة "أطلس"، صرحت الشركة بأن "الوقت قد حان الآن كي يستريح روبوت أطلس الهيدروليكي الخاص بنا". وعلى مدار الأعوام الماضية، تصدرت إصدارات مختلفة من "أطلس" عناوين الصحف، حيث أمتعت الجماهير وأخافتهم في الوقت ذاته.
علق الدكتور إنجو كيلر، خبير الروبوتات، على قدرات أطلس المتطورة التي تشبه القدرات البشرية قائلًا إنها "ساهمت في دفع حدود إمكانيات الروبوتات".
لم تتوقف "بوسطن دايناميكس" عند هذا الحد، بل كشفت النقاب يوم الأربعاء عن بديل للنموذج الهيدروليكي لـ"أطلس" وهو عبارة عن نموذج كهربائي بالكامل يتميز بكونه "أقوى مع مدى حركة أوسع". وأظهرت الشركة مقطع فيديو جديداً يوضح مدى تفوق هذا الإصدار الجديد على سابقه، حيث يتلوى بأطرافه بطرق أكثر تعقيدًا.
وصرح الدكتور كيلر، رئيس قسم الروبوتات في المعهد الوطني للروبوتات بإدنبرة، لـ"بي بي سي" أن أطلس الأصلي لم يقتصر دوره على "تسريع التقنيات الأساسية" بل نجح أيضًا في "استهواء خيال الجمهور".
وأكد الدكتور كيلر أن "مجال صناعة الروبوتات لا يزال أمامه مشوار طويل ليقطعه حتى يصل إلى القدرات المذهلة لجسم الإنسان، ولكن لا شك أن "أطلس" سيظل يُذكَر كعلامة فارقة مهمة في هذه الرحلة".
سيرة "أطلس" الذاتية
يُذكر أن النسخة الأولى من أطلس صُنعت عام 2013 كجزء من مسابقة للروبوتات لصالح الجيش الأميركي، وقد صُممت للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ بعد الكوارث. ووصف حينها بأنه "واحد من أكثر الروبوتات البشرية تطورًا على الإطلاق".
وركزت الشركة لاحقًا على تصميمات لا ترتبط بالمجال العسكري. وأوضحت "بوسطن دايناميكس" خلال إطلاق النسخة الكهربائية من أطلس "تقليديًا يركزون على الروبوتات ذات الأرجل لأنهم يرغبون في ابتكار روبوتات قادرة على الحفاظ على توازنها والتحرك ديناميكيًا". وأضافوا أن "الشكل البشري للروبوت يعد تصميمًا مفيدًا للعمل في عالم
مصمم خصيصًا للبشر".
وعلى الرغم من براعة "أطلس" الرائدة في الحركة والتوازن، إلا أنه واجه صعوبة في بعض الأحيان في القيام بمهام بسيطة. فعلى سبيل المثال، أظهر مقطع الفيديو الوداعي الذي نشرته "بوسطن دايناميكس" روبوت أطلس وهو يصطدم بحائط المصعد ويسقط من على الدرج ويعاني من وضع صندوق على رف.
ومن ناحية أخرى، أظهر أطلس مهارات مذهلة في القفز والتمايل والدوران على غرار رياضة الباركور.
الاستخدام العسكري
بحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن روبوتاتها تستخدم لأغراض عسكرية، ولكن فقط ذات الطابع غير المسلح. في تشرين الثاني 2022، تعهدت مجموعة من شركات الروبوتات، بما في ذلك شركة "بوسطن دايناميكس" بعدم تسليح الروبوتات الأكثر تقدمًا لديها. ومع ذلك، من المرجح أن هذا التعهد لن يفعل الكثير لوقف التسليح الأوسع لهذه التكنولوجيا.
وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى صناعات الروبوتات بأكملها (والتي نشرها موقع أكسيوس لأول مرة)، قالت الشركات إنها "تعتقد أن أسلحة الروبوتات التي يتم تشغيلها عن بعد أو بشكل مستقل... تضيف مخاطر جديدة من الضرر وقضايا أخلاقية خطيرة".
"نحن نتعهد بأننا لن نقوم بتسليح روبوتاتنا المتقدمة ذات الأغراض العامة أو البرامج التي نطورها والتي تمكن الروبوتات المتقدمة ولن ندعم الآخرين للقيام بذلك"، كما يقول الموقعون على الرسالة.
جاءت الرسالة مع تزايد المخاوف بشأن كيفية نشر الجيوش وسلطات إنفاذ القانون لسلالة جديدة من الروبوتات ذاتية الحركة وذاتية الحركة والتي تم تطويرها في السنوات الأخيرة. وتشمل هذه الروبوتات رباعية الأرجل (مثل تلك التي صنعتها شركة "بوسطن دايناميكس) والآلات ذات القدمين (مثل روبوت "ديجيت"، الذي صممته شركة "آجيليتي").
استيلاء الروبوتات على العالم؟
أثارت حركات "أطلس" البهلوانية تحذيرات - بعضها على سبيل المزاح - من استيلاء الروبوتات على العالم. إلا أن رايبارت، مؤسس الشركة، صرح لـ"بي بي سي" في عام 2019 بأن هذه مجرد قصص مخيفة، مؤكدًا أن معظم الأشخاص الذين قابلهم لديهم نظرة إيجابية للغاية تجاه ابتكاراته.
كما كشف عن مصدر إلهام غير متوقع لاستقرار روبوتاته على أقدامها، وهو أنه كان يدفع ابنته البالغة من العمر عاماً واحداً لتتعلم كيفية التوازن. وقال: "كانت تتأرجح وتتعثر وتتعلم كيفية التوازن، وأردت فقط أن أرى ماذا سيحدث. ولا تزال علاقتنا رائعة".
شركة "بوسطن دايناميكس" مملوكة حاليًا لشركة "هيونداي" لصناعة السيارات الكورية الجنوبية، وكانت مملوكة سابقًا لشركة "سوفت بنك" اليابانية للبنوك، وقبل ذلك لشركة "غوغل". وقد تأسست الشركة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا منذ أكثر من 40 عاماً.
