بين التوثيق والتنديد والتأهب...دعم مصري لأهالي غزة
منذ بدء التصعيد العسكري لجيش الاحتلال على قطاع غزة، وتسارعت الكثير من الكيانات والمؤسسات في مصر، لإعلان دعمهم وتضامنهم مع غزة، فيما اتخذت تلك الكيانات عدد من الخطوات العملية لدعم قطاع غزة على عدة أصعدة.
فعلى الصعيد الاحتجاجي، نظمت نقابة المحامين المصريين داخل مقرها بوسط القاهرة، الاثنين، وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية، تنديدًا بالهجوم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستمرت الوقفة نحو ساعتين، قبل نقلها أمام مبنى النقابة وسط هتافات تدين الاحتلال "بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل، لا للتطبيع، شمال يمين بنقاطع إسرائيل، فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية، المجتمع الدولي فين؟ القانون الدولي فين؟".
وشارك في الوقفة عدد من المحاميين الحقوقيين، من بينهم المحامي الحقوقي خالد علي، والمحامية الحقوقية ماهينور المصري، والناشط هيثم محمدين، والقيادي العمالي ووزير القوى العاملة السابق كمال أبو عبيطة.
وتأتي الوقفة بعدما أعلن عنها اتحاد المحامين العرب، لتكون يوم تضامني داخل مقرات النقابات العربية، لمدة ساعة واحدة، ضد جرائم الاحتلال.
وخلال مشاركته في الوقفة، أعلن نقيب المحامين عبد الحليم علام، عن اجتماع طارئ لمجلس النقابة العام ومجالس النقابات الفرعية لدعم الشعب الفلسطيني، كما أعلن عن تعاونه مع نقابة الصحفيين، التي شهدت يوم الأربعاء الماضي وقفة لدعم غزة، من خلال لجنة توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وتزامنًا مع الوقفة التضامنية التي استمرت لساعات أمام مقر نقابة المحاميين بالقاهرة، عقدت نقابة الصحفيين مؤتمرًا للجنة رصد وقائع "انحياز" الإعلام الغربى في تغطية العدوان على غزة.
وقال نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، إن النقابة "تعتبر أن قضية فلسطين قضيتها الأولى، لذلك لن تتوانى عن فضح جرائم الاحتلال من خلال تلك اللجنة".
وتابع "رصدنا في الحرب الحالية تنافسًا بين وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية في تغليب رواية المحتل بعيدًا عن حق الفلسطينيين، ورصدت النقابة بشديد الأسف تبدد مبدأ الحياد من القنوات الأوروبية وتبني رواية الاحتلال للأحداث، وتضييق الفرص على الضحية الفلسطينية في الإعلام، ومارس الإعلام الغربي تضليلًا فيما يخص حق إسرائيل في الوجود، رغم أنه يخنق شعب فلسطين من 75 عامًا".
وأعلن نقيب الصحفيين المصريين، عن فتح باب التبرعات العينية لإعداد قافلة إغاثة ومساعدات، بالاشتراك مع نقابة المحامين واتحاد المحامين العرب، كما أشار إلى تبرع نقابة الصحفيين المصرية بمعدات حماية للصحفيين الفلسطينيين أثناء تغطيتهم لهجمات الاحتلال.
على صعيد آخر، تواصل وزارة الصحة المصرية استعداداتها لاستقبال المصابين من قطاع غزة، من خلال خطة طوارئ تشمل 8 محافظات، ويستمر الهلال الأحمر المصري في استقبال وتجهيز قوافل مساعدات غذائية وطبية لنقلها للقطاع حال فتح معبر رفح.
وأكد رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، الدكتور علي عوف، أن لجنة المخازن والموزعين جهزوا 25 شاحنة من الأدوية العلاجية، والمستلزمات الطبية من 25 محافظة على مستوى الجمهورية، لدعم قطاع غزة، الذي يعاني نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية.
وتستعد المستشفيات في مصر لاستقبال المصابين من قطاع غزة، فقد تم رفع جاهزية المستشفيات في 8 محافظات "القاهرة، الجيزة، شمال سيناء، السويس، الإسماعيلية، بورسعيد، دمياط، الشرقية" لتوفير الأدوية والمستلزمات وأكياس الدم، استعدادًا لتقديم الخدمات العلاجية والجراحية وعلاج الإصابات المعقدة والحروق والكسور والحالات الحرجة- وفقًا لتصريحات صحفية للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار.
وأوضح عبد الغفار في تصريحاته، أن التجهيزات على مستوى المحافظات المذكورة تشمل جاهزية القوى البشرية والأطقم الطبية، إلى جانب التنسيق مع المستشفيات الجامعية لدعمهم بالأطقم الطبية حال الاحتياج.
في المقابل عمدت عدد من الكيانات والأحزاب في تجهيز وإعداد القوافل الطبية والمساعدات الغذائية وارسالها إلى قطاع غزة.
فقد أعلنت هبة راشد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مرسال للأعمال الخيرية وعضو التحالف الوطني للعمل الأهلي، عن انطلاق قافلة طبية إلى قطاع غزة منذ بدء الحديث عن الاستعداد لوقف إطلاق النار وادخال المساعدات.
وأعلنت مؤسسة مرسال عن مشاركتها في حملة تقديم الدعم للأخوة الفلسطيني، ضمن قافلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وذلك بتوفير: "أدوية ومستلزمات طبية للحالات الحرجة، ألبان أطفال، أطباء وممرضين ومسعفين، دعم نفسي، سيارة إسعاف".
كما أعلنت المؤسسة عن استقبالها للتبرعات من خلال كل وسائل اتبرع أعلنت عنها عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.
وعلى صعيد الأحزاب السياسية المصرية، أكد مصدر لوكالة أنباء آسيا عن استعداد عدد من الأحزاب والحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل، لجمع التبرعات العينية من أدوية ومستحضرات طبية لإرسال قوافل طبية إلى غزة التي تعاني من حصار فرضته قوات الاحتلال منذ عدة أيام.
وأوضح المصدر أن الأحزاب ستعلن عن استقبال التبرعات في مقارها المختلفة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفرض جيش الاحتلال الحصار الكامل على غزة، فقد انقطع الماء والكهرباء وكل سبل الحياة، في إطار التصعيد العسكري الذي تبناه الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية السبت 7 أكتوبر، وأسفرت عن سقوط أكثر من 1000 قتيل وإصابة ما يزيد عن 2000 مصاب وأسر ما يقارب 200 إسرائيلي.
