صفقة القرن أمام اسقاط ديون مصر… مخطط تهجير الفلسطينيين يثير الجدل

فريدة جابر

2023.10.13 - 12:04
Facebook Share
طباعة

خلال الأيام القليلة الماضية، ومع استمرار التصعيد الذي تشنه قوات الاحتلال في قطاع غزة، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" والتي قامت بها حركة حماس فجر السبت الماضي، تواردت بعض الأنباء حول وجود مخطط يتضمن تهجير الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في سيناء مقابل إسقاط ديون مصر والتي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة.


الأمر الذي أثار الجدل بين السياسيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين تسائلوا عن حقيقة موقف السلطات المصرية من هذا المخطط، فيما أكد أخرون على موقف الفلسطينيون الذي لازالوا يدافعون أرضهم حتى الموت رغم الدمار الذي يلحق بهم، وأنهم لم ولن يقبلوا بتنفيذ هذا المخطط.


وتواردت أنباء خلال اليومين الماضيين حول خطة أمريكا وإسرائيل بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غــزة إلى الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي لم ترد عليه السلطات المصرية حتى الآن.
وكشفت مصادر سياسية في موقع مسؤول لوكالة أنباء آسيا، أن مصر تتعرض إلى ضغوط شديدة من حكومة الاحتلال وأمريكا ودول أوروبا، الذين وجهوا اللوم إلى مصر لعدم استخدام نفوذها لمنع المقاومة من التصعيد ضد جيش الاحتلال، ويأتي هذا الضغط في ظل تراجع دور مصر الاقليمي وتأزم الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، وتزايد حالة الغضب الشعبي ضد الرئيس الحالي.


ويخشى المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن يتسبب ضعف الموقف المصري في أن تطرح إسرائيل، بدعم أمريكي، مخطط إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، وهي القضية التي رفضتها مصر أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين، خصوصًا إذا ارتبط هذا الطرح بإغراءات من قبيل شطب جزء كبير من الديون المستحقة عليها، أو أي إغراءات اقتصادية أخرى، في ظل وضع اقتصادي شديد الصعوبة تعاني منه مصر.


وأشار المصدر إلى نموذج حرب الخليج 1991، عندما وافق الرئيس الراحل حسني مبارك على التدخل العسكري مقابل إسقاط جزء كبير من الديون المستحقة على مصر، خصوصًا إذا ما انضمت دول الخليج إلى هذه المطالب ومارست ضغوطًا على مصر. مشيرًا إلى حضور دول الخليج بقوة في الاقتصاد المصري خلال العاميين الماضيين.


من جهته قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن فكرة توطين شعب غزة في سيناء هي من أجل التشويه والتشويش، موضحًا أن البعض لخصومة ما مع النظام السياسي الحالي يحاول التركيز على أن مصر من الممكن أن تناقش فكرة توطين سكان غزة في سيناء وهذا غير صحيح.
وأوضح «عيسى»، خلال تقديم برنامج «حديث القاهرة»، عبر شاشة «القاهرة والناس»، أن نظام مصر عاقل ولا يمكن الطعن في وطنيته، مشيرًا إلى أن مصر لا يمكن أن تعرض أرضها للبيع.
ودعا معارضي النظام إلى الترفع عن تداول مثل تلك المزاعم الجنونية، مؤكدًا أن الزعم بأن مصر ستستقبل الفلسطينيين في سيناء مقابل إسقاط ديونها تصورات جنونية غير قابلة للتحقق.
وأكد «عيسى» أن سيناء أرض مصرية 100% ولا نقاش عليها، ولا يمكن أن نتخلى عن متر واحد من سيناء، والإخوان هم الذين يروجون لفكرة توطين الفلسطينيين في سيناء وهم أول من طرحوها، مشددًا على أن النظام المصري وطني وشريف لا يمكنه التفكير في توطين سيناء.


في ذات السياق أكد أشرف القصاص محلل سياسي فلسطيني، ومختص بشؤون القدس، والمحاضر الأكاديمي في الجامعات الفلسطينية بغزة، يسعىّ العدو جاهدا وبالتنسيق التام مع حلفائه الامريكان واذرعه ومعاونيه وعملائه في الاقليم بتحويل النصر الذي حققته المقاومة إلى هزيمة ووبال على شعب فلسطين، وذلك بهدف تنفيذ سياسة «الترانفسير» والتهجير الجماعي لأهالي قطاع غزة نحو سيناء في مصر الشقيقة.


وأضاف القصاص هدف العدو من وراء ذلك ارهاب سكان القطاع، وإجبارهم على رفع الراية البيضاء والإفراج عن الاسرى الذين بحوزة المقاومة والهدف الثاني انها تريد إعادة الثقة لشعبها المنهار بعد ضربات المقاومة التي بثتها عدسات الفضائيات.


كما أكد أن المقاومة الفلسطينية قد أعلنت في أكثر، من مناسبة انه «لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.. ولا نية مطلقا إلى الهجرة إلى سيناء»، فالدور المصري في مساندة الحق الفلسطيني، ومقاومته، مؤكدا أن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية مشهود له تاريخيا، والمطلوب عربيا هو دعم صمود الشعب الفلسطيني بتوفير كافة أشكال الدعم، وعدم الاكتفاء بالتصريحات والشجب والاستنكار لان الشعب الفلسطيني يخوض معركة الدفاع عن الأرض والمقدسات والكرامة نيابة عن الأمة العربية والإسلامية.


وفي رد قاس من الاحتلال الإسرائيلي على الفصائل الفلسطينية بعد نجاح عملية طوفان الأقصي التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت الماضي، وأسفرت عن أسر عشرات الإسرائيليين وتسببت في خسائر فادحة للاحتلال وأعلن على إثرها بنيامين نتنياهو الحرب على غزة، نزح آلاف الفلسطينيين من منازلهم بعد القصف العنيف على القطاع، وسط أحاديث عن محاولات إسرائيلية لدفع النازحين الفلسطينيين إلى سيناء.


جاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها «اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيش»، كبير المتحدثين العسكريين في إسرائيل للإعلام الأجنبي، نصح فيها الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر، وهو السيناريو الذي أعاد للأذهان ما كان يروج منذ سنوات في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، بما عُرف وقتها بـ «صفقة القرن».


فيما نفى الناطق باسم جيش الاحتلال وجود دعوة إسرائيلية رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية، ونشر على حسابه الرسمي،: «لا توجد أية دعوة إسرائيلية رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية». 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5