رغم فشل المبادرات الفرنسية في لبنان.. العين على قمة ماكرون- بايدن!

زينة أرزوني - بيروت

2022.11.30 - 07:52
Facebook Share
طباعة

 عشية الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية، تتجه الانظار الى مبادرة ما، حيث يكثر الحديث عن ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيطرحها لمحاولة كسر المراوحة السلبية القائمة، في وقت يَحضر ملف لبنان في واشنطن بين الرئيس الاميركي جو بايدن وضيفه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فالجميع بإنتظار تطور ما في القمة التي ستعقد في واشنطن.
ولكن قمة ماكرون – بايدن، ستبحث جملة من المسائل، التي يرى الفرنسيون أنها ذات أولوية لأوروبا، فالرئيسان لديهما أجندة طويلة من القضايا لمناقشتها غداً الخميس في البيت الأبيض، من أهمها الحرب الروسية في أوكرانيا، وكيفية الحفاظ على الدعم الاقتصادي والعسكري لكييف، وكل ما يتعلق بتأثيرات الحرب على أوروبا ومخاوفها من التضخم وارتفاع الأسعار واستيراد الطاقة، والملفات التجارية بين شطري الأطلسي.
وستتطرق النقاشات إلى النفوذ الصيني المتزايد في المحيطين الهادئ والهندي والطموحات العسكرية الصينية، إضافة إلى المفاوضات المجمدة مع إيران حول الملف النووي، والمخاوف الفرنسية بشأن الأمن والاستقرار في منطقة الساحل بأفريقيا.
وسط هذه اللائحة الطويلة من الملفات، قد يتطرق الرئيسان الى الموضوع اللبناني، ولكن بحسب مصادر دبلوماسية البحث سيبقى في العموميات، والعناوين العريضة لجهة حث المسؤولين اللبنانيين للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تنفيذ الاصلاحات التي يطال بها صندوق النقد الدولي، كما سيُبقي الجانبين على الدعم الذي يقدم إلى المؤسسات العسكرية والأمنية، بغية الحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار، بحسب المصادر.
في المقابل، اشارت مصادر سياسية الى ان لقاء بايدن - ماكرون، هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر الاميركي للفرنسيين للتحرك لبنانياً بحرية تامة.
ومن هذا المنطلق، اشارت مصادر سياسية الى انه غالباً ما تفشل المبادرات الفرنسية في لبنان، معتبرة في حديثها لوكالة انباء اسيا، ان سبب هذا الفشل هو افتقاد فرنسا لعناصر القوة في لبنان، واستشهدت المصادر بالمبادرة التي اطلقتها فرنسا قبل سنتين عقب انفجار مرفأ بيروت، حيث حضر ماكرون شخصيا في زيارتين للبنان، وحمل معه ورقة ومبادرة حاول أن يفرضها بشتى الوسائل، إلا أن الجميع أدرك حينها أن ورقته ومحاولته إنما هي لتحقيق الشروط والمصالح الأميركية والإسرائيلية، فتم احتواؤها والمناورة عليها، بحسب المصادر.
وما دلّ على تراجع الدور الفرنسي في لبنان أيضاً، بحسب المصادر عجز المسؤولين الفرنسيين أنفسهم عن تنفيذ تهديداتهم بفرض عقوبات على ‏المعرقلين لتشكيل الحكومة آنذاك، ففرنسا التي تدرك جيداً أهمية لبنان الجغرافية على الساحل الشرقي للمتوسط، خسرت نفوذها بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يبق لها إلّا التأثير العاطفي والثقافي، بحسب تعبيرها.
في السياق نفسه، رأت المصادر أن التوازن بين كافة الافرقاء السياسيين في البرلمان اللبناني، يُفقد فرنسا القدرة على التأثير الفعلي، لا سيما لمعالجة الموضوعات والقضايا الكبيرة التي يعيشها لبنان كالانتخابات الرئاسية وأزمة الحكومة، مشددة على ان الجميع في لبنان يدركون جيدا أن المبادرات الفرنسية ليست في صالح لبنان، بل تأتي لتنفذ أجندة أميركية وإسرائيلية، حيث لا يمكن لباريس أن تخرج عن عباءة واشنطن، معتبرة أن أي مبادرة قادمة من جهتها محكوم عليها بالفشل، بحسب المصادر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9