دور حرف الواو بين الشيطان وإبليس

كتبت ايمان كريم المالكي

2022.10.06 - 02:05
Facebook Share
طباعة

 

هل هي واو وصل؟ أم عطف؟ أم فصل؟
هل هي بمثابة كمين مؤدلج للمجتمعات وقبلها للفرد؟ أم هي للهروب؟ أم هي جموح نحو الخطيئة من حيث لا ندري؟ أم هي واو حوار بين الغائب والحاضر أو بين الغائب والميت؟
إن سياق الواو يحمل تقلبات أرذوكسية متصخرة في وضعية السؤال من حيث من يقرأها وكيف يفسرها لنفسه وللاخر، وإن كانت الواو الواقعة بين إبليس والشيطان تُعتبر طرف ثالث داخل العمل السياسي، فلها رمزيتها وإنفعالها المادي والمثالي.
الواو كطرف ثالث لها عالم خاص في مسار الشعوب، فهي حرف وصل لا فصل بين الدين والعلم، بين الحياة الدنيا واليوم الاخر، بين السلطة والناس، بين السماء والارض.
الواو حق معرفي لكل عاقل يستبعد المغالطات والتفرقة بين عِرق وآخر، بين عبدٍ ومسؤول، بين فقير وغني.
والسؤال الجوهري قبل ذلك كله: إن وقعت الحرب، وقد وقعت بالفعل بين الشيطان وإبليس، فأنا وأنت مع من؟ ما هو سلاحنا في المواجهة؟ ما الصيغة المتبعة في ظل هذه الحرب الضروس؟
إن قلنا مع الله تعالى، فهل الذاكرة تحمل الكثير أو بعض الكثير أو أقله الفتات القليل من الصبر؟ هل هذا القليل هو بالمقدار الذي يثبت وقوفنا مع شريعته؟ أم أن الذاكرة مليئة بالخيانة والغدر والكذب على أنفسنا قبل الأخر؟
إن مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" تأويل سوء بكل ما تحمله الكلمة من انواع الجحيم.
نحن لا نعيش في طوباوية بل أن الأفكار متقدة بأهوال الحياة وخصوصا الخوف من الآخر لتختزل السبل في سبيل واحد :"نفسي ومن بعدي الطوفان" وأيما نفس وأيما مجتمع بعد ذلك.
من الضروري أن نحدد خيارنا من كل هذا الواقع السلبي، لأن هذا الخيار البالغ الصعوبة، والمليء بالانفعالات والتدافعات الداخلية والخارجية سيصبح هويتنا المستقبلية في ظل التحولات المتسارعة بمنطقتنا، لا بل بالعالم كله.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2