لقاء دار الفتوى.. عناوين عريضة ليس لها مكان للتطبيق

2022.09.24 - 09:25
Facebook Share
طباعة

 على "نية" انتخاب رئيس جديد للبلاد، والتمهيد لأرضية مشتركة بين النوّاب السنة المنتمين إلى تكتلات وأحزاب سياسية مختلفة، عقد اجتماع للنواب السنة في دار الفتوى بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.

على طاولة "الدار" اجتمع 24 من اصل 27 نائبا سنيا، لتوحيد الموقف من الاستحقاقات المقبلة وأهمّها الانتخابات الرئاسية، وليكون للمكوّن السني حضورٌ قوي فيها، تحت سقف اتفاق الطائف الذي تتمسّك به "الدار" وتخشى كما الرياض وباريس وواشنطن من مخططاتٍ للاطاحة به وإرساء أنظمة اخرى للبنان بحسب ما ظهر في البيان الثلاثي.

دريان حدد امام من جمعهم في داره مواصفات رئيس الجمهورية ولخصها في اربع نقاط وهي:

الحفاظ على ثوابت الطائف و​الدستور​ والعيش المشترك، وشرعيّات لبنان الوطنيّة والعربيّة والدّوليّة، إنهاء الاشتباك المصطنع والطّائفي والانقسامي بشأن الصّلاحيّات، والعودة إلى المبدأ الدّستوري في فصل السّلطات وتعاونها، الاتّصاف بصفات رجل العمل العام الشّخصيّة والسّياسيّة، لأنّ رجل العمل العام كما يقول علماء السّياسة، تحكمه أخلاق المهمّة والمسؤوليّة، الاتّصاف بالحكمة والمسؤوليّة الوطنيّة والنّزاهة، والقدرة على أن يكون جامعًا للّبنانيّين، والانصراف الكلّي مع السّلطات الدّستوريّة والمؤسّسات والمرافق المتاحة، لإخراج البلاد من أزماتها، ومنعها من الانهيار الكامل.

وحمل النواب السنّة المسؤولية في حال عدم انتخاب رئيس، متوجهاً اليهم بالقول: "لا بدّ من رئيس جديد للجمهورية، وأنتم المسؤولون عن حضوره أو إحضاره وستكونون في طليعة المسؤولين عن غيابه لأيّ سببٍ كان".

وعلى الرغم من تفاؤله خيراً بتشكيل حكومة، الا انه جدد التأكيد على ضرورة "عدم المسّ بصلاحيات رئاسة الحكومة، وعلى الجميع العمل لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف".

اما عن خلفيات هذا اللقاء، فبعض الاوساط السياسية وضعته في إطار "الاستقطاب الطائفي"، وهو التفسير الذي دفع المقاطعين إلى عدم تلبية الدعوة، مع تأكيدهم كامل احترامهم لمرجعية دار الفتوى الدينية.

اوساط اخرى اعتبرت أنّ دار الفتوى تسعى من خلال اللقاء الموسّع للنواب السنّة، إلى "تعويض" غياب المرجعية السياسية الموحّدة، التي كان يمثّلها "تيار المستقبل" قبل أن "يعتكف" رئيسه سعد الحريري، ويعلن "اعتزاله" العمل السياسي، وهو ما تطلّب البحث عن "إطار جامع" آخر، لا بدّ منه عشية استحقاقات أساسية ومفصليّة، يخشى كثيرون أن تكون مصيرية أيضا.

اما المدافعين عن اللقاء والمعنيين به، فيؤكدون ان الهدف منه وطني من باب تعزيز الوحدة السنية، وليس الهدف منه الوصول إلى موقف موحّد من الاستحقاق الرئاسي.

مصادر سياسية اشارت الى ان "لقاء لم الشمل" حمل عناوين عريضة ليس لها مكان للتطبيق على ارض الواقع، معتبرة ان النواب سيعودون في القرارات المصيرية والدستورية الى الحزب الذي اختارهم ضمن لائحته.

وفي ختام اللقاء تَوافَقَ المُجتَمِعون على تَجدِيد التَّمَسُّكِ بِالثَّوَابِتِ الإسلامِيَّة التي أُطلِقَتْ وَأُعلِنَتْ مِنْ دَارِ الفتوى، حَولَ الإيمانِ بِلبنَانَ وَطناً نِهائيّاً لِجَمِيعِ أبنائه، وَتَجدِيدُ التَّمَسُّكِ بِمَا نَصَّ عليه اتِّفَاقُ الطَّائف، بِالنِّسبَةِ إلى هُوِيَّةِ لبنانَ العَرَبِيَّة، وَلَلأُسُسِ التي تَقومُ عليها الوَحدَةُ الوَطَنِيَّةُ بَينَ عَائلاتِهِ الرُّوحِيَّةِ جميعاً ،تأكيدُ التَّمَسُّكِ بِالمبادِئِ العَامَّةِ التي تُحقِّقُ المُسَاوَاةَ فِي المُوَاطَنَةِ حُقوقاً وَوَاجِبات.

واكدوا انَّ "العَمَلَ على إِنقاذِ لبنانَ مِمَّا هُوَ فيه ، إلى مَا يَجِبُ أَنْ يَكونَ عليه، يَتَطَلَّبُ أولاً الاعترافَ بِالخَطَأ، وَيَتَطَلَّبُ ثانياً الرُّجُوعَ عن هذا الخطأ . وَيَتَطلّبُ ثَالِثاً مُحَاسَبَةَ المُرتَكِبِينَ أيًّا كانوا، وَيَتَطَلَّبُ رَابعاً تَعاوُناً مُخلِصاً بَينَ جَمِيعِ أبنائه ، وَبَينَهُمْ وَبَينَ الإخوَةِ العَرَب ، وَالمُجتَمَعِ الدَّولِيّ ، لِيَسْتَعِيدَ لبنانُ هُوِيَّتَهُ وَدَورَه ، وَلِيَستَرجِعَ مَكانَتَهُ حَاجَةً عَرَبِيَّةً وإنسانِيَّة" .

وأضاف البيان الختامي للقاء: "لا يَستَطِيعُ لبنانُ أَنْ يَتَوَقَّعَ يَداً عَرَبِيَّةً شَقِيقَةً تَمتَدُّ إليه لِلمُساعَدَة، وفيه مَنْ يَفتَرِي ظُلماً على الدُّوَلِ العَربيةِ الشَّقِيقَةِ إلى حَدِّ الاستِعدَاء، مِمَّا يُشوِّهُ الأُخُوَّةَ العَربِيَّةَ التي مَعَها يَكونُ لبنانُ أو لا يكون، إنَّ أعضاءَ المَجلِسِ النِّيَابِيِّ اللبنانِيِّ مِنَ المُسلِمِينَ السُّنَّة ، الذين اجتَمَعُوا اليَومَ، يُؤَكِّدُونَ الوَلاءَ وَالوفَاءَ لِلبنانَ الذي يَعتَزُّون بِه ، ولِلشَّعبِ اللبنانِيِّ الذي يَنتَمُونَ إليهِ بِكُلِّ طَوَائفِهِ وَمَذَاهِبِه، وفِي جَميعِ مَنَاطِقِه . وَيَتَعَهَّدُونَ العَمَلَ بِتَفَانٍ مِنْ أَجلِ تَحقِيقِ الأهدَافِ الوَطَنِيَّةِ الآتية :المُحافَظَةُ على سِيَادَةِ لبنانَ وَوَحدَتِهِ وَحُرِّيَّاتِه ، وعلى حُسنِ عَلاقَاتِه ، خُصوصاً مَعَ الأُسرَةِ العَرَبِيَّةِ التي يَنتَمِي إليها . والعملُ مَعَ زُملائهِمُ النُّوابِ الآخَرِين مِن كُلِّ الطَّوَائف ، ومِن كلِّ المَنَاطِق، لِرَدِّ الأَذَى عَنْ أيِّ عُضوٍ مِنْ أعضاءِ هذه الأُسرَةِ العَرَبِيَّة ، وعدمُ التَّدَخُّلِ فِي شُؤونِها الدَّاخِلِيَّة ،العَمَلُ مَعَ زُملائهِم أَعضَاءِ المَجلِسِ النِّيَابِيِّ على انتِخَابِ رَئيسٍ جَدِيدٍ لِلجُمْهُورِيَّة ، فِي المَوعِدِ الدُّسْتُورِيِّ المُحَدَّد ، يَكُونُ مِمَّنْ يَحتَرِمُونَ الدُّستُور ، وَيَلتَزِمُونَ القَسَمَ الدُّستُورِيّ ، وَفَاءً لِشَعبِ لبنانَ وَلِمَصَالِحِه العُليا ، التَّأكِيدُ على أنَّ عَدُوَّ لبنانَ كانَ وَلا يَزَالُ هُوَ العَدُوَّ الإسرائيلِيّ".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3