مواقف الأحزاب التركية من عودة العلاقات مع دمشق

اعداد سامر الخطيب

2022.08.18 - 08:43
Facebook Share
طباعة

 أعطت التصريحات الأخيرة لمسؤولي الحكومة التركية، حول فكرة الحوار مع دمشق وإيجاد حل سياسي للصراع السوري، مؤشرات على تغيرات في سياسة الحزب الحاكم، فيما أظهرت بعض الأحزاب التركية الأخرى مواقف أكثر وضوحًا وميلًا إلى التقارب مع دمشق.

وصرح الأمين العام لحزب “وطن” (Vatan Partisi)، أوزغور بورسالي، الأربعاء 17 من آب، بأن وفدًا من الحزب يضم رئيسه، دوغو بيرينتشيك، سيزور سوريا خلال الأيام المقبلة، ويلتقي الرئيس السوري، بشار الأسد وشخصيات “رفيعة المستوى”.
وقال بورسالي، إن “حزب الوطن سيقوم بهذه الزيارة بشكل مستقل بدعوة من الدولة السورية، وهي زيارة مستقلة عن حزب العدالة والتنمية”، موضحًا أن الحزب لا يمثل وسيطًا بين دمشق والحكومة التركية.
كما قدم بورسالي معلومات حول مضمون المحادثات، وذكر أن “النضال المشترك” ضد “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، وعودة اللاجئين السوريين في تركيا، ووحدة أراضي سوريا ستكون الموضوعات الرئيسة للقاء.

من جهته، أعلن رئيس حزب “الديمقراطية والتقدم”، علي باباجان، في ذات اليوم، أنهم الحزب مستعد للقاء جميع الأطراف، وبالأخص "النظام السوري"، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، لضمان الأمن في سوريا، وتهيئة الظروف لعودة السوريين إلى بلادهم.

وتعقيبًا على التصريحات التركية الأخيرة، قال رئيس حزب “المستقبل” التركي، أحمد داوود أوغلو، في 13 من آب، إن اللقاءات التركية- السورية ممكنة وفق ثلاثة أهداف سياسية، أولها أن النظام غيّر موقفه ويُظهر إرادة الصلح مع شعبه، ومثل هذا غير موجود، على حد قوله.
وثانيها أن النظام يسيطر على كل الأراضي السورية بما فيها الحدود السورية- التركية، مما يمكن أن تؤدي الحوارات لنتيجة، وهو غير مسيطر.
وأخرها بحسب داوود أوغلو، وجود “رسالة إيجابية” من النظام، وهذا غير متوفر، وفي ظل عدم تواجد مثل هذه المعطيات، فإن “السبب الوحيد” لمثل هذا اللقاء، هو الضغط الذي يمارسه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
بينما أعلن نائب رئيس “حزب العدالة والتنمية”، حياتى يازجي، أن العلاقات مع دمشق يمكن أن تصبح “مباشرة”، وأن يرتفع مستوى تمثيلها.
كما شدد يازجي على أن أهم خطوة لحل النزاعات هي الحوار، بحسب مانقلته قناة “aHaber” التركية، في 15 من آب.
كما أعرب متين كولونك، عضو مجلس القرار المركزي لحزب العدالة والتنمية، عن أمله في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وسوريا، في تأكيد جديد لقيادات الحزب الحاكم على الرغبة في إصلاح العلاقات بين البلدين.
وقال كولونك “نأمل أن تعود العلاقات بين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل يونيو 2011”.
أما حزب “الشعب الجمهوري” يرى أن التطبيع مع "النظام" ضرورة لضمان عودة اللاجئين، وأنه جاهز لتحقيق هذا التطبيع في حال فوزه بالسلطة. وقد وعد كليجدار أوغلو في آب 2021، بتغيير السياسة الخارجية التركية، حين قال، “سأقوم بتأسيس مبادرة السلام في الشرق الأوسط، بالتعاون بين تركيا وإيران والعراق وسوريا”.
وبحسب دراسة مركز حرمون، من المتوقع في حال فوز الحزب بالسلطة، سيبادر مباشرةً إلى تحسين العلاقات مع دمشق، وخاصة أنه يروج لفكرة أن مصلحة تركيا هي بالتواصل مع دمشق للقضاء على تهديدات التنظيمات الإرهابية، مثل “PKK”، كما يعتقد الحزب أن تطبيع العلاقات مع مصر يُسرع إمكانية إجراء خطوة مماثلة مع دمشق.

اما بالنسبة لحزب “الشعوب الديمقراطي” ، بحسب دراسة، فإن موقف هذا الحزب مرتبط برؤيته لـ “الإدارة الذاتية” في سوريا، ودعمه السياسي لها كإدارة ذاتية مستقلة في شمال شرقي سوريا، وبالتالي، فإن أي موقف حول التطبيع مع دمشق مرتبط بموقف هذه التنظيمات من المسألة.

من جهته، رحب حزب “الحركة القومية” الذي يرأسه دولت باهتشيلي، و يعتبر الحليف الأقرب لأردوغان، بالتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، المتعلقة بالشأن السوري.
وفي بيان صادر عن الموقع الرسمي للحزب، في 15 من آب، قال باهتشيلي، “خطوات تركيا في سوريا قيمة ودقيقة، والتصريحات البنّاءة والواقعية لوزير خارجيتنا حول إحلال السلام بين المعارضة السورية والنظام السوري، هي متنفّس قوي للبحث عن حل دائم”.
وأضاف، “لا يجب على أحد أن ينزعج من هذا”، وأوضح أن رفع محادثات تركيا مع دمشق إلى مستوى الحوار السياسي، في سياق إخراج “التنظيمات الإرهابية” من كل منطقة توجد فيها، هو من أهم القضايا المطروحة على الأجندة السياسية في المستقبل.
وأبدى رغبته في أن تسود أجواء التطبيع كل منطقة، ومع كل جار لتركيا بحلول عام 2023.

اما “حزب الجيد” والذي ترأسه، ميرال أكشنر هو من أكبر الداعمين والداعين إلى إجراء محادثات مباشرة مع دمشق، لكونه يعتقد أن هذه المحادثات تفتح الباب أمام السوريين للعودة إلى بلدهم.
وتربط زعيمة الحزب أكشنر ضمان عودة السوريين إلى بلدهم، بالحديث مع الرئيس الأسد، وقد خاطبت أردوغان أكثر من مرة بالقول، “إذا لم تكن راغبًا في الحديث مع الأسد، فأرسلني إليه لأتحدث معه، كي يأخذ شعبه، ونكون نحن الضامن لذلك”.

تتاشبه مخرجات ورشة العمل التي عقدها “حزب الجيد”، في كانون الأول 2019، حول السوريين ومصيرهم في تركيا، مع ما عرضته صحيفة “تركيا” الأسبوع الماضي حول تشكيل تركيا ودمشق “لجنة من الخبراء” من الطرفين المختصين بالشأن السوري، ضمن حركة المفاوضات.

وتعتمد خطة الحزب على تشكيل لجنة مشتركة بين تركيا والنظام السوري، من أجل تهيئة الظروف لعودة السوريين إلى منازلهم التي تركوها قبل اللجوء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10