آخرهم غنوة علاوة.. العنف الأسري يتزايد في لبنان

اعداد شيماء ابراهيم

2022.08.15 - 08:27
Facebook Share
طباعة

 في قضية جديدة تعيد الضوء إلى العنف الأسري الممارس على النساء في لبنان، تعرضت اللبنانية غنوة رامح علاوي قبل أيام للضرب والتعذيب والإذلال على يد زوجها، الذي عمد إلى تصوير فيديو يوثّق الاعتداء المشين، ثمّ نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة أنباء آسيا أن الزوج المتهم بات موقوف إلى أن تنتهي التحقيقات ويأخذ مجراه.
وغنوة أم لثلاثة أطفال من بلدة أنفه شمالي لبنان، وتحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة القديس يوسف في بيروت، وهي ما زالت طريحة الفراش في مستشفى البرجي شمالي البلاد.
وأطلق والدها عبر صفحته على موقع فيسبوك صرخة استغاثة، جاء فيها: "ابنتي وقرّة عيني بالمستشفى اسمها غنوة رامح علاوي، تعرّضت لأبشع أنواع التعذيب على يد المعاون أوّل (زوجها) ....، فاعتقدت أنّ خلاصها الانتحار. ضع(ي) ابنتك مكانها، ثم حكّم(ي) ضميرك. أناشد قوى الأمن الداخلي بقيادة اللواء عماد عثمان، أناشد كلّ أمّ، كلّ أب، كلّ أخت وأخ نصرة ابنتي المظلومة، ومعاقبة الظالم الفاجر. لا تتركوا البنات والأمهات بأيدي الظالمين، عاقبوا الظالمين بالسجن المؤبد".
وتزايدت حالات العنف الأسري ضد المرأة مؤخراً، فقد بلغ عدد الشكاوى التي وردت إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على الخط الساخن المخصص للعنف الأسري، منذ بداية العام حتى تشرين الثاني العام الماضي 2021، أكثر من 60 في المئة منها عنف زوجي، وأكثر من 90 في المئة عنف جسدي. وهذا ما يشير إلى «التغيير الخطير في نوع العنف والتحول إلى العنف الجسدي الذي يتوجب التوجه إلى الضابطة العدلية»، وفق رئيسة منظمة «ابعاد» التي تعنى بحقوق المرأة غيدا عناني.
وبحسب دراسة حديثة أجرتها شركة Statistics Lebanon Itd بتكليف من «أبعاد»، شملت 1800 امرأة وفتاة لبنانية وسورية وفلسطينية، تراوحت أعمارهن بين 18 و55 سنة من مختلف المناطق اللبنانية والمستويات الثقافية وفئات الدخل. فمن بين النساء اللواتي شملتهن الدراسة أفادت 12.7 في المئة عن تعرضهن لنوع من أنواع العنف هذا العام، و9.8 في المئة عن تعرضهن للعنف المنزلي. ويعود ذلك، وفق عناني، إلى «الأزمات المركبة التي يمرّ بها لبنان خصوصاً الأزمات الاقتصادية والأمنية التي تنعكس على الإحساس بالأمان وترفع منسوب التوتر وتزيد الضغوطات، وهي عوامل مفجّرة للعنف بخاصة لمن لديهم استعداد لاستخدامه كوسيلة للتواصل وإدارة النزاعات الأسرية».
إضافة إلى «الاضطرابات النفسية والإدمان على المخدرات والكحول». وترى عناني أن «الفكر الذكوري السائد في لبنان ووجود منظومة قانونية غير حمائية تميّز جندرياً وغياب ثقافة المساءلة كلها عوامل تعزز العنف».
من جانبها أكدت فادية حمزة، محامية وناشطة حقوقية، أنّ "جميع النصوص القانونيّة المعنية بتجريم العنف الأسرى لا تردع الجناة، ما يدفع هذه الظاهرة البغيضة إلى الارتفاع المستمر".
وقالت في تصريحات صحفية: "القانون لا يوفر الحماية للنساء المعنفات، الأمر يقف عند حدود إتاحة الحصول على أغراضهن من المعتدين". ودعت إلى ضرورة تشديد العقوبات الخاصة بالعنف المنزلي، واتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة للحد من تفشي هذه الظاهرة وارتفاع معدلاتها في لبنان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6