العراق ينقذ لبنان من العتمة الشاملة
اعداد شيماء ابراهيم
وافقت الحكومة العراقية برئاسة السيد مصطفى الكاظمي في اجتماعها اليوم على الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة حتى الان.
من جانبه شكر الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة العراقية والسيد كاظمي شخصيا على اهتمامهم بلبنان ودعمه لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها. مؤكداً على ان العلاقات بين لبنان والعراق ستبقى متينة كما كانت عليه تاريخيا، وسيستمر التعاون بين البلدين بروح الاخوة".
وجاء قرار العراق لينقذ لبنان من تكرار الدخول في أزمة العتمة الشاملة جراء انقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل، بدءاً من سبتمبر/أيلول المقبل، مع نهاية مدة عقد لتوريد النفط الخام من العراق ومبادلته على فيول لتشغيل معامل الكهرباء. الأمر الذي دفع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض لخوض نقاشات مع المسؤولين العراقيين خلال الفترة الماضية بهدف التوصل إلى آلية لتمديد العقد عاماً آخر.
ويحتاج لبنان إلى نحو 3 آلاف ميغاوات من الكهرباء تقريباً، وانحصر إنتاجه أخيراً بالمحطات الكهرومائية "التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 100 ميغاواط"، وبمحطات عاملة على الفيول يزودها بها الاتفاق مع الحكومة العراقية.
ومنذ أغسطس/آب 2021 بدأ لبنان بتنفيذ الاتفاق الذي يقضي بحصوله على شحنات من النفط الخام، تتم مبادلتها مع شركات أجنبية بنحو 40 ألف طن شهرياً من الفيول المشغل لمحطات الإنتاج.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، أن "العراق لم يرفض تمديد اتفاقية الفيول"، مشيراً إلى أن "الوصول لحل هو مسألة أيام". وأوضح أن "هدفنا هو زيادة كمية الفيول لمعامل الكهرباء، وحددنا مصادر عدة ودولة العراق هي أولى هذه المصادر"، مؤكداً أن "الجانب العراقي كان إيجابياً بكل ما يتعلق بملف الفيول".
وكان لبنان يأمل في زيادة التغذية الكهربائية، عن طريق استجرار الطاقة من الأردن وضخ الغاز من مصر عبر الأراضي السورية إلى محطة إنتاج للكهرباء عاملة على الغاز في شمال لبنان، لكن هذا الخيار لم يتم تنفيذه إلى الآن.
وتعود أزمة استجرار الطاقة من الأردن والغاز من مصر إلى شروط البنك الدولي الذي يتكفل بتمويل المشروع ويطالب بتنفيذ إصلاحات في قطاع الكهرباء وفي مقدمها تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، فيما تشترط الولايات المتحدة الأميركية موافقة البنك الدولي على التمويل، قبل منح مصر والأردن وثيقة نهائية تضمن استثناءهما من عقوبات "قيصر" مقابل توريد النفط عبر الأراضي السورية.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد حذرت من العتمة الشاملة بحال لم تصل الى لبنان بواخر الفيول خلال شهر آب، علماً أن نسبة كبيرة من اللبنانيين يعيشون بعتمة شاملة منذ أشهر، فمنهم من يحصل على ساعة تغذية كل 24 ساعة، ومنهم من لا يحصل على شيء لخمسة أيام متوالية كحال قرى في كسروان والجنوب.
