ماكرون اعاد "تشغيل محركاته"باتجاه لبنان

2022.08.11 - 07:50
Facebook Share
طباعة

كشف زوار العاصمة الفرنسية أنهم لمسوا معطيات ديبلوماسية تشي بإعادة إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محركاته باتجاه لبنان على أمل "أن تستطيع باريس إنضاج سلّة من التوافقات والتقاطعات اللبنانية والخارجية حيال الملفات والاستحقاقات اللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي المقبل"، مع تشديد فرنسي واضح في الوقت عينه على ضرورة أن تواصل حكومة تصريف الأعمال تحمّل مسؤولياتها بالتعاون مع المجلس النيابي الجديد في سبيل إنجاز القوانين الإصلاحية المطلوبة من قبل صندوق النقد والمجتمعين العربي والدولي، وفق ما ورد في "النهار".

وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": تسعى باريس الى أن يكون لها دور في الاستحقاق المقبل بما هو أبعد من اللازمة التقليدية حول التمسك بإجراء الانتخابات في موعدها. لكن لبنان على تقاطع مع تطورات العراق وعودة التفاوض حول الملف النووي، ولا يمكن وفق ذلك عزل الانتخابات عن الواقع الإقليمي وتشعباته. في حين أن باريس اعتبرت أنها قادرة على تنشيط دورها عبر البوابة السعودية، ومن خلال علاقاتها معها، أن تسحب الأخيرة الى جانبها، وتعدّل في مقاربتها للواقع اللبناني، واستطراداً تحقيق ثغرة في الملف الرئاسي، من دون الأخذ في الحسبان أن الرياض لا تزال منذ سنوات قليلة تعتمد المنهاج نفسه. لم تنجح باريس منذ نهاية العام الماضي إلا في حصد الشق المتعلق بالمساعدات الإنسانية، وهذا ما سبق زيارة ابن سلمان وما أعقبها. لكن لقاءات باريس أسفرت عن إدراك إدارة ماكرون أن السعودية لا تزال في المربع الأول في تعاطيها مع لبنان، وتتصرف في الملف النووي وفي حوارها مع إيران بخلاف ما تعتقد باريس أنها قادرة على تحصيله. إذ إن فرنسا تراهن على أن أي تقدم مع إيران نووياً سينسحب على كل الساحات تهدئة وتطبيعاً للوضع، بما في ذلك لبنان. لكن الرياض «نتيجة خبرتها مع إيران»، تتصرف على قاعدة أن أي تقدم مع طهران في ملف ما، معزول حكماً عن الآخر، وأن طهران ستأخذ حيث يجب وستتنازل حيث تفترض مصالحها، لا حيث يريد الآخرون. تبعاً لذلك، رشح من لقاءات باريس أن السعودية مستمرة في الإيقاع نفسه، أي حصر الاهتمام بالمساعدات، ولا سياسة خاصة تجاه الوضع اللبناني لا في ملف الحكومة ولا في ملف رئاسة الجمهورية. وما رشح كذلك أن باريس باتت تتصرف على أنها ستمشي وراء السعودية في سياستها المعتمدة في لبنان، لا أمامها، وهي ستكون أقرب الى اعتماد نهج التنسيق معها، لا التصرف منفردة. هذا لا يعني أن باريس انكفأت عن مقاربات «لبنانية» بحتة، فيما تحرك دبلوماسيتها يستمر في الإيقاع ذاته، بفعل إدارات وخيوط محلية. لكن الخطوط الرئيسية باتت تعتمد نهج التريث وعدم الاستعجال والثقة الزائدة التي مورست منذ سنتين في كون باريس تملك مفتاح الحل والربط في لبنان، وهذا ليس واقع الحال. وهذا الأمر تعرفه طهران، وكانت ولا تزال تتصرف على أساسه، لكنها تلعب مع الفرنسيين لعبة المماطلة الى النفس الأخير. وقد حقّقت، حتى الآن، ومن ورائها حزب الله، نجاحاً في استقطابها الى جانبها. لكن إعادة تفعيل العلاقة مع السعودية سيضع فرنسا أمام اختبار جدي، قبل أن تفقد صدقيّتها مجدداً كما حصل سابقاً.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1