كيف تغلغلت اسرائيل في آسيا الوسطى وماذا تريد؟

اعداد شيماء ابراهيم

2022.06.11 - 08:34
Facebook Share
طباعة

 على مدار السنوات الماضية وضعتها إسرائيل أهمية التغلغل في آسيا الوسطى ضمن اهتماماتها الاستراتيجية، حيث كان لانهيار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1991 فرصة كبيرة للكيان الصهيوني في التغلغل بسهولة أكبر مما كان في سنوات الاتحاد السوفيتي.
حيث نظمت اسرائيل أول مؤتمر اقتصادي مشترك مع دول آسيا الوسطى في طشقند، في مارس/آذار 1992، لبحث الاحتياجات الاقتصادية للدول الخمس المستقلة حديثًا وهم "كازاخستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وتركمانستان" و هو ما مكن لإسرائيل القيام على مدى الأعوام التالية بدأت المشروعات والاستثمارات الإسرائيلية تغزو المنطقة.
و بحسب تقارير صحفية، تتمثل الأهمية الاستراتيجية للمنطقة في كونها تقع في موقع متوسط بين روسيا وتركيا والصين وإيران، إذ تُعد قلب آسيا القريبة من مجموعة من الكتل الجغرافية والتكتلات السياسية، وهي في نفس الوقت تُشكل منطقة عازلة تحد من الاحتكاك المباشر بين هذه القوى الآسيوية الإقليمية.
وتتمتع منطقة آسيا الوسطى بمساحة كبيرة حوالي 4 ملايين كم2 أي أكثر من مساحة دول أوروبا وتسكنها شعوب ولغات وأعراق متنوعة. وتتيح السيطرة على موارد آسيا الوسطى التحكم في إمدادات النفط والغاز والمعادن والموارد الزراعية إلى روسيا والصين وشبه القارة الهندية ودول الاتحاد الأوروبي.
كما تتيح السيطرة على ممرات آسيا الوسطى السيطرة على الممرات البرية والجوية التي تربط بين شبه القارة الهندية وروسيا والصين، وغير ذلك من الطرق والممرات التي تتيح ضبط التفاعلات والعلاقات البينية التي تربط بين الأقاليم المحيطة بمنطقة آسيا الوسطى- بحسب تقاير صحفية.
فعلى سبيل المثال؛ كانت كازاخستان تملك مشروعًا نوويًّا عسكريًّا وشكل ذلك سببًا للقلق الإسرائيلي، لكونها آنذاك الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح إلى أن تخلت عنه طوعًا عام 1994، فاتجه الإسرائيليون إلى شراء مجمع اليورانيوم الكازاخي الذي اعتبر من أكبر مجمعات اليورانيوم في العالم، رغم أن تل أبيب ترفض حتى اليوم الإعلان رسميًّا عن امتلاكها أسلحة نووية.
ومن ناحية أخرى، سخرت إسرائيل كافة الوسائل السياسية للنفاذ إلى دول آسيا الوسطى من بينها إقامة العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول من خلال فتح سفارات لها في هذه الدول.
هذا بالإضافة إلى تبادل الزيارات الرسمية بهدف ترسيخ العلاقات السياسية بين الجانبين.
وتشير عدد من الأبحاث، إلى أن لاسرائيل مجموعة من الأهداف من خلال تغلغلها الاستراتيجي في دول آسيا الوسطى والتي تتمثل في الآتي على سبيل المثال:" تحييد دور العرب في آسيا الوسطى والحد من تطوير علاقتهما المشتركة، خشية أن تكون لهذه العلاقات تداعياتها السلبية على إسرائيل، وصول إسرائيل إلى مركز نفوذ في الشرق الأوسط يتيح لها التأثير في تشكيل الاستراتيجيات في مناطق العالم وعدم حصر نفسها في الإطار الجغرافي للشرق الأوسط وحده، بالغضافة إلى سعي الكيان الإسرائيلي وبدعم أمريكي وغربي إلى ملاحقة الدور الروسي في منطقة آسيا الوسطى".
بالإضافة إلى سعي إسرائيل إلى تعزيز هوية إسرائيل وشرعيتها والعمل على تحسين صورتها لدى الأوساط الآسيوية، فلا عن الاستحواذ على مواقع الثروة ومصادر الطاقة وذلك في ضوء الثروات الهائلة والمعادن الاستراتيجية التي تمتلكها تلك الدول الخمس، كما أنها تسعي إلى أن تكون محطة لاستيراد نفط آسيا الوسطى وبحر قزوين، كما أنها تسعى إلى ربط اقتصاد دول المنطقة بالاقتصاد الإسرائيلي وذلك بهدف تقويته من خلال فتح أسواق تلك الدول لمنتجاته واستثماراته والتحكم في تلك الدول اقتصاديا".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4