الأهداف الخفية لأردوغان من مزاعم المنطقة الامنة في شمال سوريا

اعداد شيماء ابراهيم

2022.06.10 - 08:43
Facebook Share
طباعة

 خلال الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أنه تم اتخاذ الاستعدادات لعملية جديدة بهدف توسيع "المناطق الآمنة" التي أقيمت بالفعل في شمال سوريا، مع تحديد عدة أهداف.
ومن هذه الأهداف، مناطق تل رفعت وعين العرب (كوباني) وعين عيسى ومنبج، التي تخضع جميعا لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية السورية إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
يقول الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أردوغان الذي يحمل “أفكارًا عثمانية قديمة” يحاول استغلال أزمة أوكرانيا وانشغال القوى الكبرى لتحقيق مآرب استراتيجية كان يتطلع إليها دائما.
وفيما يتعلق بفرص نجاح مخطط المنطقة الآمنة وفق التصور التركي، يقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن جميع المؤشرات تبعث على أن مخطط “المنطقة الآمنة” لن ينجح، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ترحيب من الولايات المتحدة وروسيا وسوريا التي توجهت بهذا الصدد إلى الأمم المتحدة بشكوى ضد التدخلات التركية، كما أن هناك معارضة من الولايات المتحدة للعملية العسكرية الجديدة في سوريا.
ما يعني وفق الدكتور “عبد الفتاح”، أن المخطط التركي لا يلقى ترحيبا في أي حال من الأحول، وبالتالي لن ينفذ كما ترغب تركيا.
مؤكدا على أن هدف تركيا المعلن أولا محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وتهديداتها الدائمة، وثانيا إقامة منطقة آمنة داخل سوريا بعمق 30 كيلو متر، يتم فيها توطين مليون لاجئ سوري فيها كمرحلة أولى لإعادة اللاجئين السوريين الذين يسببون ضغطا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا على تركيا.
لكن وفق المحلل السياسي المصري، قد يكون هناك أهداف خفية لتموضع تركيا طويل الأمد في سوريا مستغلة عدم الاستقرار الأمني والضبابية السياسية في سوريا.
ويقول إنه، ربما يريد الرئيس التركي أن يوجد لبلاده موطئ قدم دائم في سوريا، انطلاقا من نظرية الحدود الآمنة، والاستفادة من بعض الثروات في سوريا، إضافة إلى أفكار عثمانية قديمة، حيث يرى الرئيس التركي حقوقا لبلاده في سوريا والعراق.
أما عضو مجلس الشعب السوري عمار الأسد يرى “ما يصرح به الرئيس التركي بما يخص المنطقة الآمنة هو مدان ومرفوض ولن تتحقق أحلامه بتوسيع إمبراطوريته”.
وأضاف في تصريحات صحفية: “اعتدنا على النظرة العدائية لرأس النظام التركي لجيرانه ونهجه الاستعماري ودعم الإرهاب والتخريب والابتزاز لتحقيق مآربه السياسية؛ واليوم يهدد بتنفيذ منطقة يسميها آمنة بعمق 30 كم؛ لايوجد في العرف الدولي شيء اسمه منطقة آمنة ولا بالمواثيق الدولية ولا الاتفاقيات هذه اختراعات تشابه لاختراعه لما يسمى الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام وجبهة النصرة التي اخترعهم ويمولهم شخصيا’ .
وقال النائب الأسد: “هذه التصريحات عدائية لدعم الإرهابيين لاحتلال دولة جارة ولتهجير الشعب الموجود بهدف التغيير الديموغرافي” .
وقال النائب الأسد إن “أردوغان مقبل على انتخابات رئاسية وتصريحاته تأتي من ضمن سياق الحملة الانتخابية لكسب بعض الشعبية “.
وتعليقا على تصريحات بعض القيادات الكردية الأخيرة لدعوة الحكومة السورية للتنسيق معهم لمواجهة تركيا قال الأسد “من الطبيعي أن يلجأ الأكراد إلى الدولة السورية فهم جزء منها، عليهم أن لا يراهنوا على الغرب وأميركا والأمثلة حاضرة في أفغانستان كيف تركوا أعوانهم وأزلامهم ؛ لابديل لديهم عن الانطواء، تحت الدولة السورية وأن يجري حوارا لحل أي خلاف”.
واختتم النائب السوري بالقول: “كل خياراتهم على مدى التاريخ كانت خاطئة وأتمنى أن لا يخطئوا هذه المرة”.
من ناحية أخرى قال مصدر لوكالة أنباء آسيا فضل عدم ذكر إسمه إن على ما يبدو أن أردوغان قد أحس بمخاطر اللجوء السوري في تركيا على سلطته، إد اتهمته المعارضة بأنه يجنس السوريين لكي يقترعوا له في الانتخابات الرئاسية بعد عام. ولذلك أراد أردوغان أن يسحب هذه الورقة جزئياً من يد المعارضة وخصوصا أنه على أبواب الانتخابات ويعمل على حشد شعبيته من جديد.
إلى جانب أن أنقرة تعمل على ابتزاز والضغط على الأكراد للتفاوض بخصوص الانتخابات القادمة وضمان عدم التصويت العقابي ضده.
بالإضافة إلى الحصول على مكاسب سياسية من الروسي فيما يخص أزمة أوكرانيا والمضائق والـ s ٤٠٠ وتحجيم قسد في هذه المناطق وما يخص الناتو وتوسعه في أوروبا.
إلى جانب ابتزاز أنقرة الطرف الأمريكي بهذا العدوان لإعادة فتح ملف طائرات الـ F35 وترتيب أوضاع الناتو والضغط على الأكراد في شمال شرق سوريا والحصول على موافقة لتوطين مليون لاجئ في المنطقة التي يتواجد فيها الجيش التركي في الشمال وبذلك يحصل أردوغان على دعاية انتخابية مبكرة ونصر جديد من خلال أبعاد الأكراد عن منبج وتل رفعت الاستراتيجيتين وإنهاء ملف اللاجئين الذي يضغط عليه داخليا ويعززه كقوة إقليمية - وفقا لترتيباته.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8