صرخة ماري مجدي تعيد أزمة طلاق المسيحيين في مصر إلى الواجهة

اعداد شيماء ابراهيم

2022.05.29 - 10:19
Facebook Share
طباعة

 أحالت النيابة العامة المصرية بإحالة زوج المجني عليها ماري مجدي محبوسًا لمحاكمة جنائية عاجلة لاتهامه بالتعدي على زوجته ضربًا، وإحداث إصابتها باستخدام سكين وعصا خشبية، ولإحرازه السلاح الأبيض والأداة دون أن يوجد لحملهما أو إحرازهما مُبرّر من الضرورة المهنية أو الحرفية.
يأتي ذلك بعد انتشار فيديو صادم يظهر فيه ضرب رجل لزوجته بوحشية وتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبة ناشطين المجلس القومي للمرأة والنائب العام بالتدخل لإنقاذ ماري مجدي، التي كادت تلقى حتفها بسبب ذلك الاعتداء.
واستدعت قضية ماري أحد أهم أزمات الأقباط في مصر خلال العقدين الأخيرين. وهي قضايا الأحوال الشخصية، بعد أن تبدلت الأوضاع بحلول عام 2008. حين أقر البابا شنودة تعديلًا تشريعيًا يمنع الطلاق إلا لعلة الزنا، ليلغي بذلك لائحة 1938 التي كان معمول بها قبل ذلك. وتتيح ثمانية أسباب لطلاق الأقباط.
وتسبب البابا الراحل في أزمة مجتمعية متصاعدة، بسبب عجزهم عن إنهاء زيجات فاشلة ما تسبب في تصاعد وتيرة العنف، فالأقباط في مصر لا يستطيعون الحصول على حق التطليق، أو الزواج الثاني، إلا بإذن الكنيسة التي تهيمن على قضية الأحوال الشخصية برمتها.
الجدير بالذكر أن المحاكم المصرية لا تستطيع منح أيا من طرفي الزواج المسيحيين أحكامًا نهائيًا بالطلاق. إلا بعدما توافق الكنيسة، التي وضعت نفسها كطرف أصيل في عقود الزواج للمسيحيين المصريين.
كذلك، فإن الكنيسة نفسها تمتلك ما يسمى “مجالس إكليريكية”. وهي المجالس الكنسية المختصة بالنظر في الأحوال الشخصية لدى الأقباط. إلا أن كافة رؤساء المجالس هم من أساقفة الإيبراشيات، أي الرهبان الذين لم يسبق لهم الزواج، ولكنهم مكلفون بالفصل في النزاعات الزوجية.
لم تكن حالة ماري وحدها التي أثارت الجدل فيما يخص قيود طلاق المسيحيين في مصر، فخلال الأشهر القليلة الماضية ظهرت المدونة إيفون نبيل، في مقطع مصور جديد، استغاثت فيه لإنقاذها من زوجها الذي وصفته بـ”النرجسي”، بعدما استنفدت معه كل محاولات المهادنة من دون جدوى.
ويتزامن ظهور تلك القصص مع مشروع قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، الذي تم إرساله إلى وزارة العدل المصرية، بعدما اتفقت على بنوده الطوائف المسيحية، وهو في انتظار إحالته للبرلمان على أمل إقراره خلال الفترة القليلة القادمة.
في تصريحات صحفية سابقة قال القس الإنجيلي رفعت فكري، رئيس لجنة الإعلام في مجلس كنائس مصر، أن التمسك بحرفية النص والتشدد في تفسير الآية بأنه لا طلاق إلا لعلة الزنا ليس من فلسفة المسيحية.
وأضاف ” أن “الرسل أنفسهم لم يزوجوا أحداً بالشكل الموجود حالياً”، ويشير إلى اختلاف المفسرين على وضع معنى واحد للزنا، فهناك من قال لا طلاق على الإطلاق، وآخرون شددوا على ضرورة وقوع فعل الزنا بعلاقة كاملة كمبرر للطلاق، وهناك من يعتبر الزنا الروحي سبباً للانفصال.
٣ تعليقات

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7