الشرق السوري: قصف مستمر ونزوح للسكان وتعزيزات روسية للجم للتركي في ظل الفتور الأمريكي

الحسكة- عطية العطية

2022.05.28 - 09:11
Facebook Share
طباعة

 تشهد القرى والبلدات الريفية الواقعة على خطوط التماس بين الجيش التركي وفصائل"الجيش الحر" الخاضعة له من طرف وقوات"قسد" من طرف أخر، حالة من النزوح الجماعي للسكان باتجاه المناطق الآمنة الواقعة معظمها تحت سيطرة الجيش العربي السوري في الريف الشمالي الغربي من محافظة الحسكة،وذلك نتيجة ارتفاع حدت القصف المتبادل. 

وقالت مصادر محلية وميدانية مطلعة لــ"وكالة أنباء أسيا" أن العشرات من سكان بلدة أبو راسين الإستراتيجية وقراها المحيطة شمالي غربي محافظة الحسكة السورية ،نزحوا من منازلهم خلال الساعات الماضية،وذلك بسبب القصف الصاروخي والمدفعي التركي المكثف على مركز البلدة وقراها الواقعة تحت سيطرة "قسد". 

وتابعت المصادر أن القصف الصاروخي المكثف من طرف القواعد التركية المنتشرة في قرى الريف الجنوبي لمدينة راس العين المحتلة شمالي الحسكة،استهدف مواقع أمنية وعسكرية لقوات"قسد" ومنها تدمير مركز قوات "الاسايش" الذراع الأمني للقوات ،كما دمر القصف برج الاتصالات الخلوية في البلدة ما أدى لقطع الاتصالات عنها وعن القرى المجاورة ،كما أسفر القصف إلى تدمير عدد  كبير من المنازل والممتلكات الخاصة والعامة للسكان. 

وأوضحت المصادر بان هذا الحال ينطبق على أيضا قرى ريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة الواقعة بمحاذاة الطريق الدولي (الحسكة – الرقة – حلب) المعروف باسم M4 ،خصوصاً القرى الأشورية والعربية والتي نزح منها جميع سكانها نتيجة اشتداد القصف المدفعي والصاروخي التركي عليها خلال الأيام الماضية مع التصريحات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة ومنها قرى الطويلة وتل طويل وتل جمعة.

كما يتركز القصف المدفعي والصاروخي التركي وفصائله المسلحة على عدد من المواقع والقرى الواقعة تحت سيطرة "قسد" في أرياف مدن تل رفعت وعفرين وعين العرب (كوباني) ومنبج بريف محافظة حلب،وعلى قرى ومركز بلدة عين عيسى الإستراتيجية بريف الرقة الشمالي،بحسب المصادر. 

وكانت مواقع إعلامية تركية نشرت فور إعلان الرئيس التركي اردوغان عن عزم بلده شن عملية عسكرية جديدة على الحدود الجنوبية لبلاده ( داخل الأراضي السورية ) ضد مواقع قوات "قسد" التي يتهمه الأتراك بأنها الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا ، ان المناطق المرجحة لسن العملية العسكرية التركية فيها هي تل تمر بريف الحسكة وعين عيسى بريف الرقة وتل رفعت ومنبج وعين عرب بريف حلب. 

تعزيزات روسية 

وفي ضوء التطورات الميدانية والعسكرية المتسارعة في الشمال والشرق سوري ،خلال الأيام الماضية ، بالتزامن مع التصريحات التركية عن عملية عسكرية جديدة لتوسيع ما يسمى "المنطقة الآمنة "ومع إطلاق تصريحات أمريكية عن انسحاب للقوات الروسية من سوريا، عززت القوات الروسية العاملة في محافظتي الحسكة و الرقة شرقي البلاد من قواتها وتواجدها العسكري. 

وقالت مصادر ميدانية مطلعة لــ "وكالة أنباء أسيا" أن الهدف من التعزيزات العسكرية الروسية خلال الأيام الماضية والتي وصلت إلى قواعدها ونقاطها العسكرية في محافظتي الحسكة و الرقة هو إيصال رسائل واضحة للأمريكي وحلف "الناتو" الغربي ومنها تركيا ،على أنها ذات قوة ونفوذ عسكري لن يتغير في سوريا وأنها مستمرة بدعم قوات الجيش العربي السوري في أي تهديد عسكري وامني يهدد سيادتها. 

ووصلت خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية روسية تضم مدرعات ومصفحات وجنود إلى قاعدته في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي ،كما وصل سرب من الطائرات المروحية و الحربية مكون من 8 طائرات اثنان منها من حربية من نوع "سيخوي" المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى إلى مطار القامشلي الدولي التي تتخذها كقاعدة عسكرية لها. 

وبينت المصادر بأنها فور وصول التعزيزات الروسية أجرت الطائرات دوريات وطلعات جوية مكثفة على طول الحدود السورية – التركية من مدينة القامشلي وصولاً إلى أبو راسين مروراً بمدينتي عامودا والدرباسية، كما أجرت القوات الروسية المتمركزة في مطار القامشلي الدولي ومحطة مباقر تل تمر دوريات عسكرية برية مشتركة مع الجيش العربي السوري وقوات"قسد" وفق مركز الاتصال والتنسيق المشترك بينهم على نقاط انتشار الجيش العربي السوري في مدينة الدرباسية وريفها وبلدة أبو راسين وريفها. 

وأكدت المصادر بان التطورات العسكرية الروسية والسورية المشتركة تحمل رسائل مباشرة لتركيا والولايات المتحدة الأمريكية أن الجانب الرسمي السوري وزمن خلفه الحليف الروسي يرفضان رفضاً قاطعاً أي عملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية تحت أي مسمى أو ظرفاً كان. 

فتور أمريكي 

وفي ضوء ما تقدم من تطورات عسكرية في الشمال والشرق السوري ،يتضح من خلالها أن هناك فتور أمريكي ورضا غير مباشر عن شن عملية عسكرية تركية جديدة داخل الأراضي السورية رغم التصريحات الأمريكية التي تقول فيها أنها ترفض أي عمل عسكري ضد مواقع حليفتها في سوريا قوات"قسد". 

وأكدت مصادر ميدانية مقربة من "قسد" لــ "وكالة أنباء أسيا" أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تسمح للجيش التركي بتنفيذ عملية عسكرية محدودة في منطقة سورية محددة تقع تحت النفوذ الروسي ،وذلك لضمان الموافقة التركية على انضمام دولتي السويد وفيلندا إلى حلف "الناتو"وهذه الشيء يحفظ للطرفين علاقاتهما المتبادلة.

وتابعت المصادر بان أي موافقة أمريكية حتى لو كانت محدودة فان هذه يعني تخليها للمرة الثانية عن حليفتها قوات"قسد" بعد الانسحاب الأمريكي من قواعده ونقاطه بمحيط مدينتي راس العين شمالي الحسكة وتل ابيض شمالي الرقة نهاية عام 2019م بضوء اخضر من الرئيس الأمريكي السابق ترامب وخسارة المدينتين من يد قوات"قسد" وسيطرة الجيش التركي وفصائل"الجيش الحر" عليها. 

دعوة عشائرية

بدورها مصادر عشائرية ومحلية في محافظة الحسكة بدأت برفع الصوت والمطالبة من قيادة قوات"قسد" التخلي عن ارتباطها بالولايات المتحدة الأمريكية والتوحد مع الجيش العربي السوري لمواجهة التحديات والتهديدات التركية التي لن تنتهي حتى احتلال الشريط الحدود الشمالي لسوريا بشكل كامل. 

وفي هذا السياق أصدر "مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية " بمحافظة الحسكة بياناً جاء فيه إن “الطوراني الهمجي أردوغان يحضر جيشه وعصابته الرخيصة لشن عدوان جديد على أرضنا السورية وذلك لتحقيق أطماعه التوسعية واحتلال بعض الأراضي السورية”.

وتابع “إن السفاح أردوغان يضع خططاً عسكرية لتحقيق أحلامه العثمانية البائسة من خلال إنشاء ما يسميها (المنطقة الآمنة) والتي يراد منها احتلال أجزاء من أرض سورية وإحداث تغيير ديمغرافي لتحقيق مصلحة العثمانيين الجدد على حساب الجغرافية السورية وأبنائها”.

وطالب البيان من قيادات "قسد" إلى قراءة المتغيرات السياسية والميدانية الجديدة والابتعاد عن الأحلام الانفصالية تفادياً لتكرار مأساة عفرين وتل أبيض ورأس العين وسواها من الجغرافيا التي قضمها المحتل التركي بسبب عجزها عن الدفاع عنها وحمايتها.

وتابع البيان “إن مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية إذ يوجه هذه الدعوة من باب الحرص على الدم السوري والجغرافيا السورية فإنه يحمل كل من يعطي الذرائع لأردوغان لتحقيق أطماعه المسؤولية التاريخية ويعتبره متواطئاً بصورة أو بأخرى مع الاحتلال وأعوانه ما يعطي الحق لأبناء شعبنا في محاسبته عاجلاً أو آجلاً”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3