"برلمان اللاجئين" في سويسرا.. توصيات ومقترحات لتحسين واقع اللجوء

2022.05.27 - 09:14
Facebook Share
طباعة

 استقبلت مؤخرا مدينة برن السويسرية للمرة الثانية مبادرة سياسية غير مسبوقة تتمثل بخلق "برلمان اللاجئين". وذلك من أجل إعطاء توصيات بشأن الاندماج والحق في اللجوء بناء على آراء عشرات اللاجئين من جنسيات مختلفة، والمقيمين في جميع أنحاء سويسرا، مؤكدين على أن الأشخاص المعنيين بقوانين الاندماج واللجوء هم الذين يعرفون أفضل من أي شخص آخر ما يحتاجون إليه من أجل العيش في سويسرا.

اجتمع في 8 أيار/مايو الجاري، 90 لاجئا، من 10 جنسيات مختلفة ويعيشون في مدن سويسرية مختلفة. وقرروا معا خلال لقائهم الثاني في بلدية مدينة بون، العاصمة الإدارية لسويسرا، تشكيل "برلمان اللاجئين".

بدأت المبادرة من الفرع السويسري للمنظمة غير الحكومية الدولية NCBI (معهد بناء الائتلاف الوطني) من خلال مشروع "أصواتنا"، وبدعم من منظمات دولية وغير حكومية.

اعتبر مدير المنظمة غير الحكومية آندي جيو أن "اللاجئين هم خبراء في اندماجهم. إنهم يعرفون ما يحتاجون إليه للحصول على آفاق مستقبلية أفضل"، حسبما نقل عنه موقع لوسيفي السويسري.

بدأ التنظيم لهذا الاجتماع عبر عقد اجتماعات عن طريق الإنترنت من أجل اختيار مواضيع الاقتراحات التي سيعمل عليها البرلمان.

وكما هو الحال في "البرلمان العادي، يقسم المشاركين إلى مجموعات عمل لإعداد مقترحات يقدمونها من أجل التصويت عليها في جلسة عامة"، وفقا لمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي يدعم المبادرة.

على سبيل المثال، في الجلسة العامة يمكن مناقشة "رعاية اللاجئين المعوقين عن طريق التأمين" أو "الوصول إلى خدمات الصحة العقلية أثناء إجراءات اللجوء"، حسب تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن ثم دعا الرئيس المجتمعين للتصويت لصالح أو ضد كل توصية باستخدام البطاقة الخضراء أو الحمراء.

في نهاية الجلسة، اعتمد البرلمان عشر توصيات رئيسية، من بينها تمديد الإقامة المؤقتة لتشمل جميع اللاجئين الفارين من مناطق الحرب. (يريد البرلمان توسيع نطاق منح الحالة S لتشمل شريحة أكبر من اللاجئين. إذ إنها ممنوحة حاليا للأوكرانيين فقط وتمكنهم من الإقامة لمدة عام قابل للتجديد دون المرور بإجراءات طلب اللجوء العادية التي تستغرق عادة وقتا طويلا).

وأحيلت التوصيات المعتمدة إلى البرلمان السويسري.

كما حضر الجلسة العامة عدد من المسؤولين المنتخبين، بينهم الداعمة اللبيئة ليزا مازوني عضو مجلس الولايات ( ما يماثل مجلس الشيوخ) والاشتراكي مصطفى أتيشي، نائب مدينة بازل في المجلس الوطني.

ما دمت في سويسرا، أريد المشاركة في القرارات المتعلقة بمستقبلي ومستقبل أطفالي

ناهد حيدري، لاجئة أفغانية تبلغ من العمر 25 عاما وتعيش في سويسرا منذ عام 2011، وهي أحد مؤسسي "برلمان اللاجئين". وتعتبر أنه لطالما "كان الناس يتحدثون عنا، وليس معنا"، وتضيف قائلة "أصواتنا غائبة عن النقاش لأن المشاركة السياسية، بما في ذلك من خلال الانتخابات، مرتبطة بالالتزامات القانونية مثل التجنس"، إذ لا يحق للأجانب التصويت في الانتخابات السويسرية.

"ما دمت في سويسرا، أريد المشاركة في القرارات المتعلقة بمستقبلي ومستقبل أطفالي"، حسبما يقول الأريتري صلاح الدين رومودان البالغ من العمر 34 عاما، والذي يعيش مع زوجته وأطفاله في البلاد منذ عام 2016.

انعقد الاجتماع الأول لـ"برلمان اللاجئين" في حزيران/يونيو 2021، في مدينة برن أيضا. وركّز ما يقرب من 75 لاجئا على ثلاثة مواضيع رئيسية تمت مناقشتها سابقا: طالبو اللجوء المرفوضون، والتعليم، والقبول المؤقت للبقاء عبر تصريح Swiss F.

في بداية عام 2022، سمحت جلسة استماع عامة بتقديم التوصيات التي تم التصويت عليها إلى الجمهور العام، وكذلك إلى القادة السياسيين والإدارة والمجتمع المدني.

في المستقبل، يرغب المنظمون في نشر "برلمانات اللاجئين" في كل أقسام الدولة الفيدرالية، لا سيما وأن القرارات السياسية فيما يتعلق بالاستقبال والاندماج الاجتماعي لا مركزية جزئيا (وفقا للكانتونات البالغ عددها 26).

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6