وول ستريت جورنال: هكذا تغير حرب أوكرانيا أوروبا والعالم

2022.05.05 - 09:24
Facebook Share
طباعة

 اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حرب اوكرانيا بمثابة نقطة تحول في التاريخ الحديث، مؤكدة أنها كانت تذكيرا قاسيا للقادة الغربيين بأهمية امتلاك قوة صارمة، وأحدثت تغييرات عديدة أولها أنها أنهت الجدل حول الغرض من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمكانية توسيعه.
ويقول الكاتب الصحفي ويليام غالستون في مقال نشرته الصحيفة وترجمته "الجزيرة"، إننا لا نعرف على وجه التحديد كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن من الواضح أنها تمثل نقطة تحول في التاريخ الحديث.
ورأى غالستون أن الخبراء الإستراتيجيين ممن كانوا يخشون من أن فتح الباب لتوسيع الحلف ليشمل دولا بأوروبا الوسطى ودول البلطيق من شأنه استفزاز روسيا، قد باتوا يرون الآن أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد جعل توسع الحلف أمرا لا مفر منه.. ورأينا كيف أن دولا مثل فنلندا والسويد -اللتين كانتا تحجمان سابقا عن الانضمام للحلف- هما الآن على وشك التقدم بطلب لنيل عضويته.
وفي إشارة إلى التحول الذي شهده موقف القادة الأوروبيين بشأن أهمية الحلف ودوره بعد الحرب، يقول غالستون إنه من المستبعد أن يجدد إيمانويل ماكرون، الذي أعيد انتخابه مؤخرا رئيسا لفرنسا، اتهاماته المتكررة بأن الناتو في حالة "موت دماغي". ويرى الكاتب أن الناتو سيخرج من الحرب الأوكرانية أكثر قوة واتحادا وفعالية.
أما التغيير الرئيسي الثاني الذي أحدثته الحرب الأوكرانية فهو أنها غيرت ألمانيا، التي تخلت عن السياسة الخارجية والدفاعية التي شكلتها ذكريات الحرب العالمية الثانية وتعهدت بإعادة بناء جيشها وزيادة الإنفاق العسكري بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق المقال. وخففت برلين القيود التي كانت تفرضها على إمدادات السلاح للبلدان المنخرطة في صراعات عسكرية، ووافقت مؤخرا على إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
ويقول غالستون إن التغيير المهم الثالث الذي أحدثته الحرب يتمثل في إجبارها الدول الأوروبية على تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية. ويرى أن قرار الاستغناء عن النفط والغاز الروسيين سيكون مؤلما للغرب في ظل شح الإمدادات وارتفاع الأسعار. لكن حتى ألمانيا، التي لطالما كانت علاقاتها الواسعة مع روسيا في مجال الطاقة نقطة ضعف إستراتيجية للغرب، تدرك الآن أنه لا مفر من الاستغناء عن الطاقة الروسية.
كما يرى الكاتب أن هذا القرار سيحتم على أوروبا التركيز خلال العقد المقبل على تسريع انتقالها إلى مصادر الطاقة المتجددة، مع استبدال الوقود الأحفوري الروسي بإمدادات الطاقة من الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة، الأمر الذي سيتطلب برنامجا مكثفا لتهيئة موانئها وفقا لذلك.
وأورد غالستون أوجها أخرى للتغييرات التي أحدثتها حرب روسيا على أوكرانيا، من بينها أن الحرب فندت الاعتقاد الذي كان سائدا منذ الحرب العالمية الأولى الذي مفاده أن الاعتبارات الاقتصادية تهيمن على السياسة وتجعل بعض الخيارات غير واردة.
وفي هذا الإطار، مضى فلاديمير بوتين في قراره بغزو أوكرانيا، رغم أن القرار سيؤدي إلى ركود اقتصادي حاد في روسيا وتدهور اقتصادي قد يكون طويل الأمد من شأنه أن يؤثر في مستويات المعيشة في البلد. لكن رغبة بوتين في القضاء على التهديد المحتمل الذي يهدد شرعيته وسعيه لتحقيق حلمه بإعادة إنشاء الإمبراطورية الروسية كان أهم من الاعتبارات الاقتصادية، وفق الكاتب.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6