كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على النازحين في سوريا؟

اعداد شيماء ابراهيم

2022.05.01 - 08:57
Facebook Share
طباعة

 تعاني سوريا وبخاصة إدلب التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، من ركود اقتصادي، ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، وحاجة أكثر من 11 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك فإن إحصاءات برنامج الغذاء العالمي تُظهر أن 9.3 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي على امتداد الأراضي السورية، وهو رقم قياسي، مضيفاً أنه "من دون دعم مستقبلي، يواجه أكثر من مليوني سوري إضافي خطر التعرض لمزيد من الجوع وانعدام الأمن الغذائي".


وفي إطار ذلك قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في مقال بعنوان "الحرب في أوكرانيا تزيد من الركود الاقتصادي في سوريا"، وأشارت هيلان سالون في مقالها إلى أن تركيز المساعدات الدولية نحو أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية أججت الأزمة الإنسانية في إدلب شمال غرب سوريا حيث يقيم ملايين النازحين السوريين.


وأوضحت الصحيفة، أن النازحين السوريين ضاقت بهم السبل وأصبحوا غير قادرين على توفير لقمة العيش لأطفالهم، ولفتت إلى أن الأزمة الاقتصادية في سوريا تفاقمت بسبب الحرب الأوكرانية، حيث لم تعد المنظمات الإنسانية قادرة على تلبية احتياجات النازحين.
ونقلت الصحيفة عن مدير منظمة "بنفسج" هشام ديراني، قوله إن "سوريا الآن خارجة عن رادار المانحين، والمساعدات آخذة في التراجع مع وجود 4.1 مليون شخص في شمال غرب سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
والأسبوع الماضي، أكد تقرير لبرنامج الأغذية العالمي أن 72 في المائة من السوريين يشترون طعامهم بالدين بسبب نقص المال، وأن ذلك أكثر شيوعاً بين النازحين، مشيرا إلى أن التآكل المستمر للقوة الشرائية ومصادر الرزق غير المستقرة دفع العديد من الأسر إلى تحمل المزيد من الديون.
وسبق أن قالت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة "يونيسف" إن سوء التغذية الحاد لا يزال مصدر قلق خطير في شمال شرق سوريا، وحذرت من تفاقم الأوضاع بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
وكشفت المنظمة الأممية في تقرير، عن ارتفاع معدلات سوء التغذية في محافظة الحسكة خلال يونيو/حزيران 2021، بالتزامن مع نقص المياه الصالحة للشرب، وارتفاع درجات الحرارة، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الصحية.
وسجل التقرير ارتفاع معدلات سوء التغذية بشكل كبير في مدينة الشدادي، بسبب غياب المرافق الصحية، ونقص وسائل النقل التي تربط المدينة بالحسكة حيث توجد معظم الخدمات الصحية.
ولاحظ التقرير ارتفاع معدل سوء التغذية في محافظة الرقة خلال عام 2021، لأسباب منها انتشار وباء كورونا وما رافقه من إجراءات، بالإضافة إلى أزمة المياه، فضلا عن انعدام الخدمات، كما تفاقمت حالات انعدام الأمن الغذائي في "مخيم الهول" للنازحين، وسط استمرار العجز عن تقديم المساعدات الإنسانية لأسباب أبرزها وباء كورونا والأوضاع الأمنية.


وخلصت دراسة أجريت على 552 من الأسر النازحة في "مخيم العريشة"، جنوبي الحسكة، إلى أن 90 في المائة من الأسر تعتمد على الأطعمة النشوية في غذائها، ولا تستطيع تأمين أنواع أخرى من الأغذية، كما أن 67 في المائة من النساء يرضعن أطفالهن مرة واحدة فقط كل 24 ساعة.


وفي وقت سابق، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك “بينما تتجه أنظار العالم إلى صراعات أخرى، لا ينبغي أن تصبح سوريا أزمة منسية، حيث يكافح ملايين السوريين كل شهر للبقاء على قيد الحياة”.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الأزمة الاقتصادية في سوريا تستمر بلا هوادة في وقت تتصاعد أسعار الغذاء والوقود، مما يؤثر على توصيل المياه والصرف الصحي وخدمات أساسية أخرى.


وأضافت “بصراحة، نحن ببساطة لا نملك المال المطلوب، ولا يمكننا توفير الحد الأدنى من المساعدة لعدد كبير جدًا من الأشخاص. من الواضح أنه لا يمكننا مواصلة العمل كالمعتاد. يجب أن ندعم السوريين المحتاجين لإيجاد طريق أكثر استدامة للمضي قدمًا”.


وأنهت حديثها قائلة “حين يتعلق الأمر بتقديم المساعدات المنقذة للحياة للمحتاجين في جميع أنحاء سوريا، يجب أن تظل جميع القنوات مفتوحة ومتاحة، ولا يزال تجديد تفويض الأمم المتحدة عبر الحدود في شهر يوليو ضروريًا لإنقاذ الأرواح في شمال غربي سوريا”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1