التعليم في لبنان .. معاناة الطالب والاستاذ

اعداد كارلا بيطار

2022.04.03 - 01:07
Facebook Share
طباعة

 لا يزال قطاع التعليم في لبنان يعاني من الازمات المتلاحقة في البلاد التي تثقل كاهله ، والتي فاقمتها تدابير كورونا ، على الرغم من أن قاعات التدريس باتت جاهزة لاستقبال الطلاب والمدرسين.
وتقود الأزمة المالية الخانقة التي يشهدها لبنان إلى نفور الشباب من التعليم وهجْرِه، حيث لم يعد يمثل في تصوّر هؤلاء مصعدا اجتماعيا.
اعتبرت مسؤولة برنامج التربية في مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" في بيروت ميسون شهاب، الوضع بـ"حال الطوارئ".
منذ مطلع السنة الدراسية، ترفع المؤسسات التربوية، لا سيما الخاصة، صرختها لعدم قدرتها على تأمين تكلفة التدفئة والتشغيل مع ارتفاع أسعار الوقود وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وعلى زيادة رواتب المدرسين بالشكل المطلوب.
ويعجز الأهالي عن دفع الأقساط المدرسية الآخذة في الارتفاع وتوفير تكلفة النقل.
من جهتها أشارت ​رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي​، الى أننا "في وضعٍ أقل ما يقال فيه أنه كارثي ومأساوي إجتماعيا وحياتيا، فالأزمة الإقتصادية التي يرزح تحت وطأتها الموظف والأستاذ، وتجاهل ما ينتجُ عنها من قبل أهل السلطة، من واقعٍ اجتماعيٍ مأزوم، ينذر بالأسوأ وبعواقب وخيمة، وينبئ بالأفظع وبأخطار جسيمة. جعلَ الأستاذَ في وضعٍ معيشيٍ شاقٍ ومضنٍ وكذلك القطاع التربوي الذي بات في خطر ولا شك ولا ريب قد لحِقَ به أشدُ الضرر".
وقالت الرابطة في بيان لها ان الاستاذ اليوم بات لا يقوى على تأدية رسالته وهو يعاني ما يعانيه ويقاسي ما يقاسيه، ونظرًا للإنتهاكات الصارخة التي ضربت حقوقَ الأستاذ ومَنعَت عنه الحياة الكريمة
وأظهر بحث أجرته الأمم المتحدة ونُشر في يناير الماضي أن 30 في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما في لبنان قد انقطعوا عن التعليم. وأوضح المسح أن المزيد من الشباب يفوتون بعض وجبات الطعام ويَعرضون عن الاهتمام بالجانب الصحي.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة والحكومة أيضا انخفاضا في الإنفاق على التعليم والالتحاق بالمدارس بالنسبة إلى الأطفال دون سن الخامسة عشرة، فضلا عن ارتفاع معدل عمالة الأطفال.
ونقلت بعض العائلات أبناءها من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، لكن تلك العائلات كافحت لتوفير التعليم عن بعد عندما تفشى الوباء وتعرضت هذه المدارس للإضرابات المتكررة بسبب تدني أجور المعلمين بعد إعادة فتح أبوابها.
وترك الكثير من أعضاء هيئات التدريس في المدارس والجامعات وظائفهم أو غادروا البلاد، لينضموا بذلك إلى موجة متسارعة من هجرة العقول.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1