في لبنان.. المشكلة ليست فقط بالسياسيين الفاسدين!

رامي عازار

2022.04.02 - 01:04
Facebook Share
طباعة

 يفترض ان تكون الحكومة في لبنان منتخبة شعبيا وأيضا النواب في البرلمان منتخبين شعبيا وهنا نركز على كلمة شعبيا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في البلاد.


نسمع الناس المنزعجين من أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشارع يرددون عبارات شتم ولوم الطبقة السياسية الفاسدة كـ (الساسة الفاسدون هم السبب _ السياسيون نهبوا البلد _ الأحزاب سرقت الشعب)، وتحميلها وزر ما آلت إليه الأوضاع المتردية في البلاد.


لا شك أن الطبقة السياسية فاسدة بأغلبيتها ولكن السؤال هل اللوم وحده على الطبقة الفاسدة؟ أليس أنتم من انتخب السلطة الفاسدة؟


في لبنان لا يعتبر هذا الخطاب والحراك الشعبي المناهض للاحزاب الطائفية والسياسيين الفاسدين، جديدا، لكن عقب كل موجة تنديد شعبي بتلك المنظومة الفاسدة، يعود الجمهور نفسه لانتخاب زعماء الطوائف نفسهم كقادة سياسيين للبلاد، ثم يعود لشتمهم مجددا، وهكذا دواليك، ولا يتعلق الأمر بالعملية الانتخابية فقط، بل تمتد العلاقة المتداخلة بين الجمهور والأحزاب الطائفية، التي تناهز مكانة الدولة، إلى معظم مجالات الحياة، ابتداء من توفير الدراسة والعلاج لأبناء الطائفة، إلى تأمين مأوى للمشردين من أبناء الطائفة، فدور الأحزاب والقوى الطائفية أكثر تجذرا وتغلغلا في المجتمع من مجرد عملية سياسية وانتخابات برلمان.


السياسيون لم يأتوا من الفضاء، والمجتمع العاجز عن تشكيل بدائل وقوى سياسية ينتخبها لإدارة شؤونه، سيظل يدور في الحلقة المفرغة نفسها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3