من أفرزت ثورة 17 تشرين في لبنان من مرشحين للبرلمان

كتب المحرر السياسي- بيروت

2022.04.02 - 09:04
Facebook Share
طباعة

 في السابع عشر من تشرين الأول اكتوبر، ٢٠١٩ اندفع الشعب اللبناني الغاضب الى الشوارع معلنا الثورة على الطبقة السياسية التي حكمت لبنان بعد اتفاق الطائف. والشعارات التي كانت عفوية كشفت ان المتظاهرين غالباً هم من "حزب الكنبة" أي من الرأي العام الغير مسيس والغير منتم والغير ملتزم لا حزبيا زلا طائفيا بأي من أحزاب السلطة ولا ملتزم بأحزاب هي من السلطة لكنها ضعيفة شعبيا وقد طردت منها لا تعففا منها بل لأن الاقوياء لن يمنحوا الضعفاء مقعدا على طاولة حكام تسببوا في تهريب مليارات الدولارات من مالية الدولة ومن مال المودعين في البنوك الى جيوب الفاسدين وشركائهم في قصور حكام الطوائف.


لكن هذه الثورة وقعت في فخ العصابات المنظمة التي دفعت بكوادرها للسيطرة على المنابر بغية تجيير ثورة الشعب لمصلحة جهات لا يهمها وجع الناس بقدر ما تهتم بفوائدها السياسية من ركوب ظهر الانتفاضة.


نشأت على ضفاف الحراك الشعبي في لبنان نوع من البزنس المربح استغله تجار مواقف وطامحين ممولين من شخصيات محلية تسعى للتربح السياسي من قدرتها المالية كما نشات جماعات تخدم دولا وأحزاب و سفارات لكن صيغة عملهم يطلق عليها الاعلام اسم "منظمات مجتمع مدني".


في العادة أي مصطلح يتبناه الاعلام المسيطر يصبح شرعيا بقوة الترويج لا بقوة القانون. وهكذا اضحت أحزاب متورطة في الفساد جزء من رعاة المجتمع المدني الذي يفترض أنه الثائر عليها.


ولم يقتصر الأمر على الأحزاب الطائفية التي تبنت منظمات أهلية ترفع شعار الثورة بل ان حزبا يمينيا تقليديا جدا، ورجعيا حكم لبنان وشارك في حكمه منذ تأسيسه اطلق على الأقل حزبين شبابيين ثوريين ومول عناصرهما وسيطر من خلالهما على الكثير من نشاط ما يسمى "التغييريين" في الانتخابات المقبلة.
بالطبع لكل طائفة في لبنان ممول خارجي وكذا للمنظمات الشبابية والأهلية واضحى التنافس بين ما يسمى منظمات المجتمع المدني لا على محاربة الفاسدين بل على محاربة بعضهم البعض للاستئثار بالتمويل الأجنبي المسيس.


ودبت فوضى المال والارتزاق والعبودية في شوارع الثورة فهرب العفويون وهاجر الاف الثوار الصادقين يأسا من ملوك الطوائف الفاسدين ومن الفاسدين الذين سيطروا على ساحات الثورة.


وصلنا الى الانتخابات فمن بقي في ساحات النضال الثوري النقي؟؟
حين يتحالف ابرز ثوار الجبل مع قوى شاركا في الفساد، وحين يشكل ثوار الشمال لوائح يشارك فيها ورثة اقطاعيين شاركوا في الفساد وحين يصبح ترشيح هذا او ذاك في بيروت رهن اشارة ورغبة موظفة سابقة في ماكينة سعد الحريري الاعلامية وحين تصبح أشرعة الثورة في الجنوب برعاية هيئة "ثورية" تابعة لحزب رئيسي ممن شاركوا في مجاور الحرب الأهلية فمن يصدق ديوكا صنع الاعلام الماجور لهم ريشا يظنون أنه يحولهم الى طواويس اصلاحية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9