الأردن يقود جهود إطلاق حلف ناتو عربي إسرائيلي

إعداد - شيماء أحمد

2022.03.31 - 06:22
Facebook Share
طباعة

 عادت حالة الوئام من جديد على العلاقات الاسرائيلية الأردنية بعد سنوات قليلة من التوتر والتي شهدتها حقبة بنيامين نتانياهو ، وبين الأردن وإسرائيل تاريخ طويل يمتد لأكثر من ربع قرب في تقارب وتوطيد العلاقات بينهما.


وأتاحت الديناميكيات المتغيرة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة ظهور تحالف جديد مدعوم من قبل الولايات المتحدة- بين إسرائيل والدول العربية السنية (السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، البحرين).


وفي حين أن هذا التقارب أثار غضب العديد من الأردنيين. لكن الملك الحالي عبد الله الثاني بن الحسين أصر على مقاومة هذه الضغوط واتخذ المزيد من الخطوات لتعزيز هذا التقارب.


ويدرك الملك عبد الله أن هناك خطورة على مصالحه على المدى الطويل .ولذلك يسعى إلى تقوية العلاقات مع إسرائيل والدول السنية الأخرى.


وعُقد لقاء سري في النصف الثاني من العام الجاري، بالأردن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت والعاهل الأردني عبدالله الثاني لبحث فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، كما أوردت تقارير إعلامية.


ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رفض الكشف عن هويته قوله إن بينيت قام بزيارة غير معلنة للأردن من أجل لقاء العاهل الأردني، وبحسب تقارير عبرية فإن هذا اللقاء "هو الأول بين رئيس وزراء إسرائيلي والعاهل الأردني بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين البلدين".


ولم يصدر تعليق رسمي عن الحكومتين الإسرائيلية والأردنية على اللقاء الذي قالت تقارير إخبارية إنه عُقد في 29 يونيو/ حزيران بأحد القصور الملكية الأردنية.

والأردن شريك أمني رئيسي لإسرائيل لكن العلاقات بين البلدين تأثرت سلبا في السنوات الأخيرة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين.


في المقابل رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الإسرائيلي -الأردني. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن "هذا النوع من الخطوات الملموسة هو الذي يزيد الرخاء للجميع ويعزز الاستقرار الإقليمي".


ويقوم هذا التحالف على ركيزتين أساسيتين، أولهما خوف الأردن من تنامي إيران في المنطقة"، وخاصة مع قرب الانتهاء من الاتفاق النووي.


أما الركيزة الثانية فهي اقتصادية بطبيعتها، حيث شهدت الأعوام السابقة تزايد كبيرا في حجم التبادل التجاري والمشروعات المشتركة بين إسرائيل والدول العربية المكونة للتحالف بين هذه الدول السنية.


فعلى سبيل المثال وقعت شركة ديليك دريلنغ الإسرائيلية في عام 2014 اتفاقا بقيمة 771 مليون دولار مع شركات أردنية مثل شركة البوتاس العربية وشركة برومين. وبعد مضى عامين، وقعت الشركة المالكة لحقل الغاز الإسرائيلي ليفاثيان اتفاقا بقيمة 10 مليار دولار مع شركة الكهرباء الأردنية.


كما أبرمت الحكومة الأردنية ونظيرتها الاسرائيلية صفقات جديدة بشأن المياه والتجارة، بحيث تشتري الأردن 50 مليون متر مكعب إضافية من المياه في الوقت الذي تكافح فيه المملكة موجة جفاف شديدة، هذا بالإضافة إلى "30 مليون متر مكعب توفرها إسرائيل سنويًا بموجب معاهدة السلام لعام 1994"- بحسب تصريحات المحلل السياسي الأردني أسامة الشريف.


كما  اتفقت عمان عام 2016 على استيراد الغاز من دولة الاحتلال لمدة 15 عاما بقيمة تصل إلى 15 مليار دولار.


وتعتبر اتفاقية الغاز أكبر مشروع تطبيعي أصبح قائماً بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي، رغم المعارضة الشديدة التي أبداها الشارع الأردني ورفض مجلس النواب لها والتصويت بإجماع أعضائه لرفض الاتفاقية مرتين. وبموجب الاتفاقية، فقد بدأ ضخ الغاز المستخرج من السواحل الفلسطينية المحتلة، للأردن منذ بداية العام الحالي 2020.


وبحسب بيانات رسمية، فقد بلغت واردات الأردن من الكيان الإسرائيلي عام 2019 حوالي 12.5 مليون دولار، وصادراته إليه 65 مليون دولار تقريباً.


إلى جانب هذا، تضاعف إجمالي المساعدات الأميركية للأردن - التي بدأت منذ العام 1951 - 4 مرات تقريباً على مدار الأعوام الـ15 الماضية، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركية. إضافةً إلى ذلك، يتمركز ما يقارب 3000 جندي أميركي في المملكة، وقد يرتفع هذا العدد قريباً.


ويعتبر الأردن واحداً من أكثر شركاء أميركا موثوقية في الشرق الأوسط، وهو يعتبر جزءاً مهماً في تأمين مصالح "إسرائيل" في المسائل الأمنية والاستخبارية، رغم سنوات الفتور الماضية.


وتلعب المملكة دورا مهما منذ التسعينيات في عهد الراحل حسين بن طلال، ويعتبر هو الأكثر اهتماماً بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لأسباب جغرافية (له أطول حدود مع إسرائيل والضفة الغربية) وأسباب ديمغرافية لأن (شريحة كبيرة من مواطنيه من أصل فلسطيني).


كما أن الأردن يعتبر صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس - على النحو المعترف به في معاهدة السلام مع إسرائيل لعام 1994 والاتفاقية المنفصلة مع "دولة فلسطين" لعام 2013 - فهو معني مباشرةً بأكثر القضايا حساسيةً وتقلباً في هذا الصراع. وخلال السنوات التي بلغت فيها عملية السلام ذروتها بقيادة الولايات المتحدة، تعززت هذه العوامل بفضل علاقة عمّان الوثيقة مع واشنطن، مما شجع المملكة على لعب دور نشط وبَنّاء في مختلف الجهود الدبلوماسية.


وعلى الرغم من دعم الأردن إلى حد كبير للمواقف الفلسطينية، إلا أنه كان على استعداد لممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية عند الحاجة لذلك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2