التلغراف: "أردوغان يعد بالسلام بينما طائراته تحدث الدمار بأوكرانيا"

2022.03.30 - 09:26
Facebook Share
طباعة

 في تقرير لجاستن هاغلر في التلغراف، بعنوان "رجب أردوغان: السلطان المرتقب يعد بالسلام بينما طائراته بدون طيار تحدث الدمار في أوكرانيا".

يقول الكاتب في مطلع مقاله إنه "ربما تكون طائراته بدون طيار قد أحدثت بالفعل دمارا في أوكرانيا، ودمرت القوافل الروسية وقضت على وحدات بأكملها، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحاول القيام بدور مختلف في الصراع ويستضيف محادثات السلام في اسطنبول" الثلاثاء.

ويضيف "في ظاهر الأمر، قد يبدو أردوغان صانع سلام غير محتمل. إنه رجل قوي من قالب فلاديمير بوتين نفسه، وقد خاض مواجهات مع الزعيم الروسي في الماضي، ليس أقلها عندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية فوق سوريا في عام 2015".

"لكن تركيا في وضع فريد كوسيط، فهي عضو قديم في الناتو ومؤخرا حليف حذر لروسيا في سوريا"، يوضح الكاتب ويذكر "حتى أن أردوغان ادعى أنه يستطيع مقابلة فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي وجها لوجه. إنه ليس تفاخر خاو".

ويشرح الكاتب "تتمتع تركيا بروابط تجارة وطاقة واسعة مع روسيا، وتسيطر على مضيقي البوسفور والدردنيل، اللذين يطلان على البحر الأسود. بعبارة أخرى، إنه شخص (أردوغان) لا يستطيع بوتين تحمل تجاهله. وكان أردوغان عازما على التأكد من وصول هذه الرسالة يوم الثلاثاء".

ويرى الكاتب أنه "لم يكن هناك خطأ في أهمية مكان المحادثات، قصر دولما بهشة في اسطنبول، مقر السلاطين العثمانيين الذين امتد نفوذهم من غرب أوكرانيا إلى شبه الجزيرة العربية".

"لم يخفِ أردوغان طموحه في استعادة مجال النفوذ العثماني، تماما كما يحلم بوتين باستعادة روسيا. إنهما متشابهان للغاية، حيث يتواجه القيصر المحتمل والسلطان العثماني المحتمل عبر البحر الأسود. لقد اشتبكوا بالفعل في سوريا. بدا الأمر وكأنهم قد يذهبون إلى الحرب. وبدلا من ذلك، قبل أردوغان السياسة الواقعية ودفع تركيا خلف روسيا الأكثر قوة".

ويشير الكاتب إلى أنه "كلما هددت الأمور بالخروج عن السيطرة، قام أرودغان وبوتين بتسوية الأمر بينهما. بمعنى آخر، يمكنهما القيام بأعمال تجارية مع بعضهما البعض. لكن في هذه الأزمة، يشعر أردوغان بفرصة لتغيير ميزان القوى. كانت تركيا بالضرورة الشريك الأصغر حتى الآن، ولكن إذا تمكن من إبرام اتفاق سلام، فإن أردوغان سيعتقد أن بوتين مدين له".

ويردف "هناك همس أنه ربما كان لتحرك تركيا لإغلاق مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية في أعقاب الغزو علاقة بسوريا. يعني الإغلاق أن روسيا لا تستطيع بسهولة إمداد قواتها في سوريا عن طريق البحر، وعليها أن تبقيها مزودة بجسور جوية مكلفة".

ويخلص الكاتب "تركيا مهووسة بسوريا إلى حد كبير لأنها تخشى أن يستخدمها المتمردون الأكراد كقاعدة لهم، وتستثمر بشكل كبير في المناطق الحدودية. ولن يكون أحد أكثر سعادة من أردوغان إذا دفعت الأزمة الأوكرانية بوتين إلى اتخاذ قرار بإنهاء مغامرته السورية وترك الطريق مفتوحا أمام تركيا".

ويختم "لدى تركيا أيضا مخاوف استراتيجية في الشمال، حيث تشترك في ساحل البحر الأسود مع روسيا وأوكرانيا. المشاكل في البحر الأسود ضارة للأعمال التجارية التركية وسيرغب أردوغان في التوصل إلى اتفاق لإضفاء المزيد من الهدوء على المياه".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3