مصادر أميركية: هذه قصة عودة داعـ ــش

شيماء أحمد

2022.03.23 - 07:40
Facebook Share
طباعة

 أشار تقرير أعده الباحث "Taim Al- Hajj" في مؤسسة كارنيغي إلى أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)  تقود تمرد غير مكاني قادر على احتلال الحدود الإقليمية، حيث هاجم مسلحون لـ (داعش)، في 20 كانون الثاني / يناير 2022 ، سجن السينا في حي الغويران في مدينة الحسكة في أقصى شمال شرق سورية.

وبحسب التقرير، أرسل الهجوم رسالة إلى الكثيرين خارج حدود المدينة الصغيرة مفادها أن التنظيم لديه قدرات عسكرية ومالية وإعلامية كبيرة للغاية، وهي واحدة من سلسلة طويلة من الهجمات متعددة الجوانب في سورية والعراق المجاور لها، تسلط الضوء على تصميم داعــ ــش على نموذج استراتيجية لما بعد الخلافة لحركات التمرد التي لا تعتمد بالضرورة على السيطرة على الأراضي.

وقال الباحث في تقريره ، إن هذا الهجوم  يبدو أنه عبارة عن تذكير صارخ بالقوة التنظيمية لداعــ ــش التي تم نسيانها منذ فترة طويلة عقب سقوط بلدة الباغوز الحدودية في مارس 2019، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انهيار الخلافة الإقليمية للتنظيم.

فمنذ ذلك الحين، قررت داعش والميليشيات التابعة لها العودة إلى حرب العصابات والعمل تحت قيادة موحدة، والتي أظهرت مرونة استثنائية، خاصة في سورية، لقد تمكَّنوا من إعادة هيكلة أنفسهم تنظيمياً بكفاءة على الجبهات العسكرية والأمنية والإدارية والإعلامية، وتحدَّث التقرير عن عودة ظهور الجماعة في سورية، حيث يدرك داعش أن السيطرة على الأراضي تمنحه نفوذًا، ولكن نظرًا للظروف الحالية، فقد قرر أن التحول إلى شبكة سرية هو الخيار الأفضل.

بالإضافة إلى ذلك يشير تقرير حديث صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أعاد ترتيب صفوفه، بحيث يعود ظهور المقاتلين في سورية، مستغلين الانسحاب الأمريكي.

كما أكد التقرير أن المنظمة عززت قدراتها المسلحة في العراق مستخدمة كما يبدو ثروة متبقية يقدرها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بنحو 300 مليون دولار.

وقال غوتيريش إن الهدوء الحالي في الهجمات التي يوجهها تنظيم الدولة الإسلامية قد يكون مؤقتًا فقط، وأعرب عن قلقه الشديد من زيادة محتملة في عدد الهجمات، وقد تكون مخاوف غوتيريش مبررة  -بحسب التقرير- بشكل جيد بالنظر إلى عدد العمليات التي نفذتها الجماعة، والتي تم الإعلان عنها من خلال وكالة أنباء أعماق التابعة لها.

ووفقًا للأمم المتحدة، فإن العدد التقديري للمقاتلين الأجانب المجندين يتراوح بين 24 ألفًا و 30 ألفًا، بما في ذلك 10 آلاف في سوريا والعراق. ويعتقد محللون متخصصون في الجماعات الجهادية أن هزيمة حلم الخلافة للجماعة ليس أفضل طريقة للقضاء عليه على الأرض. وإن حقيقة تحول داعــ ـش إلى هيئة عسكرية غير مكانية قد مكنته من التكيف مع حقائقه الجديدة،وإظهار قدرته على البقاء في ظل ظروف معاكسة مع تعزيز وجوده الجغرافي الكبير، وتظهر هجمات التنظيم في سورية والعراق، الدولتان اللتان شهدتا انطلاق حلم الخلافة وموتهما، قواها المتزايدة، حتى لو تراجعت قدرتها على السيطرة على الأراضي, مع زوال الآباء المؤسسين .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7