هل بدأت عمليات استقطاب السوريين إلى أوكرانيا؟

إعداد – عبير اسكندر

2022.03.16 - 02:07
Facebook Share
طباعة

بين تأكيد ونفي من أطراف عدة في سورية، يستمر الحديث عن عملية تجنيد للشباب السوري للمشاركة في الحرب الأوكرانية، من خلال فتح باب التسجيل لدى قوات روسية عاملة في سورية.

وفي ظل غياب التصريحات الرسمية، تشير المعلومات المتداولة محلياً إلى فتح باب الاستقطاب عبر مراكز محددة في المحافظات تتبع للقوات الروسية، وأخرى تتبع للشركات الأمنية السورية الروسية الصيّاد، وفاغنر المتواجدتين في سورية، وفق عقود مغرية بقيمة 7 آلاف دولار عن مدة 7 أشهر.

وأول من أمس، نقل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بلاده ستسمح للمقاتلين الأجانب بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، مبيناً أن معظم الذين طلبوا الرغبة بالانضمام هم من سورية ودول الشرق الأوسط.

التصريح الرسمي الروسي، يشير إلى أن عملية استقطاب أو تجنيد المقاتلين لن تتم فقط عبر الشركات الأمنية أسوة بليبيا، إنما عن طريق تشكيل جديد ينضوي تحت قيادة القوات الروسية العسكرية مباشرة، مع ترجيح أن يكون هناك نوعين للتطوع، أحدهما مع القوات العسكرية وآخر مع الشركات الأمنية.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم “إن تقويماً أميركياً خلص إلى أن روسيا جندت مقاتلين سوريين على أمل أن تساعد خبراتهم القتالية بالمناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف”.

ونقلت الصحيفة عن مختصة بشؤون الأمن القومي في معهد دراسة الحرب في واشنطن جينيفر كافاريلا قولها، “إنه مع تدفق المتطوعين من دول أخرى على أوكرانيا يمكن أن يصبح الصراع مركز ثقل جديداً للمقاتلين الأجانب”، وأضافت: “نشر روسيا لمقاتلين أجانب من سورية في أوكرانيا يؤدي إلى تدويل حرب أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يربط الحرب في أوكرانيا بوضع إقليمي أوسع، لا سيما في الشرق الأوسط”.

استقطاب وعقود
قال مصدر مقرب من شركة الصيّاد لخدمات الحراسة والحماية، أنها قد فتحت قبل يومين باب الاستقطاب إلى اوكرانيا، وتشترط أن يتمتع المتطوع بخبرة عسكرية، ومشاركته في عمليات قتالية سابقاً، وذكر أحد مندوبي الصياد، في السويداء، أن الشركة طلبت منه تسجيل اسماء 200 شخص.

وتقول الشركة لمندوبيها، إن السفر سيكون خلال أسابيع، ولم توضح شروط عقود التسجيل، مثل قيمة الرواتب الشهرية، وطبيعة التعويضات في حالة الإصابة أو الموت، وأضاف المندوب أن عدد الذين سجلوا اسمائهم في السويداء، لم يتجاوز 30 شخص حتى مساء أمس الثلاثاء.
وأوضح المندوب الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه يطلب تصريحاً خطياً منهم، وحضور أحد أفراد عائلتهم عند التسجيل، لأن “الامر هذه المرة يختلف عن ليبيا والشركة تقول إن المهمات قتالية في أوكرانيا وليست لحماية منشآت”.

في محافظات أخرى، تشير المعلومات إلى طلب بعض مندوبي الشركات الروسية، صوراً شخصية، مع صور هوية، أو إخراج قيد، ونسبة مالية من كل شخص يرغب بالتسجيل، تتراوح بين 25-50 ألف ليرة سورية، ويقدّمون وعوداً برواتب، تصل إلى 3 آلاف دولار شهرياً.

مصدر مقرب من القوات الروسية في سورية، قال إن قاعدة حميميم، تلقت طلبات “تطوع” من أفراد، وقادة تشكيلات عسكرية، خلال الأسابيع الماضية. ومعظم المتقدمين، من منطقة سهل الغاب في ريف حماة، ومحافظتي طرطوس واللاذقية.

وأضاف أن قيادة قاعدة حميميم، تسعى لتنظيم “المتطوعين” ضمن وحدة عسكرية، قد تحمل اسم “صائدو النازيين”، ومن المحتمل إرسالها إلى اقليم الدونباس، شرقي اوكرانيا، وقال إن تشكيلات عسكرية تعمل بإشراف القوات الروسية تحديداً، هي المرشحة للانتقال إلى اوكرانيا، ورغم هذه التصريحات ينفي ضابط من الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا، تلقيهم أي تعليمات بخصوص السفر إلى اوكرانيا.

تحذير ونفي!
حذر مصدر من عمليات نصب، موضحاً أن الرواتب المزعومة، مبالغٌ فيها، وربما يسعى بعض المندوبين لعمليات احتيال على غرار التي حصلت عند إعلان السفر إلى فنزويلا العام الماضي.
في حين، ذكرت مصادر محلية لـ"وكالة أنباء آسيا" أنه قد راجع عشرات الأشخاص السفارة الروسية، في دمشق، خلال الأيام الماضية، للاستفسار عن امكانية المشاركة في حرب أوكرانيا مع الجيش الروسي، وإن كانت روسيا ستقدم تعويضات للمتطوعين، مشيرة إلى تجمع بضعة أشخاص أمام السفارة الروسية، التي لم تسمح لهم بالدخول، وأخبرهم أحد الموظفين، عدم وجود تطوع عبر السفارة.

في وقت، قد انتشرت شائعات حول توجّه عدد من الشبان إلى شعب التجنيد في سورية للاستفسار عن التطوع مع روسيا، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم لجنة المصالحة الوطنية، التابعة للحكومة السورية، عمر رحمون، قائلاً إنه لم يتم تسجيل أي شخص للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
وقال رحمون: "لا يوجد حتى الآن أي اسم كتب، وأي جندي سجل في مركز، وأي شخص سافر إلى روسيا بغرض القتال في أوكرانيا"، مضيفاً "حتى اللحظة، كل ما أثير هو حديث إعلامي وليس له صلة بأرض الواقع".

ومنذ مطلع عام 2020، كانت قد جندت روسيا مئات الشباب السوريين ونقلتهم إلى ليبيا، عبر شركات أمنية سورية وروسية، مثل الصيّاد، وفاغنر. وتعتمد تلك الشركات على مندوبين ومستقطبين ينتشرون في المحافظات، مهمتهم جمع أسماء المنتسبين، الأمر الذي كانت تنفيه السلطات السورية ولم تصرح بأي اجراء بشكل رسمي حتى الآن!. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9