أوروبا تفتح ذراعيها للجوء الأوكرانيين و تحد من لجوء غيرهم

2022.03.16 - 08:56
Facebook Share
طباعة

 بعد 6 سنوات من سن أوروبا قوانين تتشدد في قبول أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من مناطق الصراع، أجبرت الحرب الروسية على أوكرانيا الدولة الأوروبية على تغيير سياساتها بشأن استضافة اللاجئين، لتفتح القارة العجوز ذراعيها أمام اللاجئين الأوكرانيين مهما بلغ عددهم.

وتواجه أوروبا حاليا أسوأ موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، تفوق في أعدادها حتى أزمة اللجوء سنتي 2015 و2016 التي استقبلت فيها المنطقة الأوروبية حوالي 1.3 مليون لاجئ، وكان لألمانيا حصة الأسد في استضافتهم.وأعلنت مفوضة الشؤون الداخلية للاتحاد الأوروبي يلفا جوهانسون أن أوروبا سوف "تستقبل بذراعين مفتوحين اللاجئين الأوروبيين"، متوقعة أن يتدفق الملايين من اللاجئين الأوكرانيين للدول الأوروبية، وقالت "علينا الترحيب بهم".

المال مقابل استضافة اللاجئين
وبعد أن خاضت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون معارك قانونية وسياسية منذ سنوات لخفض أعداد اللاجئين الذين يصلون إلى البلاد، والتفكير في إرسال طالبي اللجوء إلى جزر نائية خلال النظر في طلباتهم، تجد الحكومة نفسها مضطرة للتخلي عن كل هذه القوانين أمام الضغط الشعبي والسياسي لاستقبال أعداد غير محدودة من اللاجئين الأوكرانيين.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن 3 من بين كل 4 بريطانيين يؤيدون استقبال اللاجئين الأوكرانيين، مما دفع الحكومة للإعلان عن خطة لاستقبال هؤلاء دون تحديد أي سقف لأعدادهم.

وتنص خطة الحكومة البريطانية على منح حوالي 400 دولار شهريا لأي بريطاني يعرض استضافة لاجئ من أوكرانيا، وتقول الحكومة البريطانية إنها استقبلت في الأيام الأولى لهذه الخطة 100 ألف طلب من مواطنين بريطانيين لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين.

وحسب الحكومة البريطانية يمكن لأي شخص مقيم في بريطانيا أن يقدم اسم المواطن الأوكراني الذي يريد استضافته في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية يحق لأي مواطن أوكراني التقدم بطلب للوصول إلى بريطانيا.

وتلقت الحكومة البريطانية في أول أيام فتح باب اللجوء حوالي 90 ألف طلب من المواطنين الأوكرانيين، مع توقع ارتفاع الرقم في الأيام القادمة.

الحق في الإقامة
تتحمل بولندا العبء الأكبر في استقبال اللاجئين الأوكرانيين بحكم قربها من أوكرانيا، إذ استقبلت حتى الآن 1.4 مليون لاجئ أوكراني، مع توقع استقبال مئات الآلاف منهم في الأيام المقبلة، ويوجد حاليا جيش من المتطوعين لمساعدة اللاجئين.

ويناقش البرلمان البولندي مشروع قانون يمنح كل لاجئ أوكراني بطاقة إقامة فورية مدتها 18 شهرا، ليستفيد بذلك من كل الخدمات التي تقدمها الدولة ومن مساعداتها، إضافة لتقديم المساعدات للأسر والمجالس المحلية التي تستضيف اللاجئين الأوكرانيين.

الصحة والتعليم مجانا
في ألمانيا المعروفة بسياستها المتفردة في التعامل مع اللاجئين، واستقبال أعداد كبيرة منهم، أعلنت الحكومة الألمانية أن أبوابها مفتوحة للاجئين الأوكرانيين مهما بلغ عددهم.

وفتحت ألمانيا خطوط قطار بين بولندا وألمانيا بالمجان لنقل اللاجئين، وأيضا لنقل المتطوعين إلى الحدود الأوكرانية، وبمجرد وصول اللاجئ الأوكراني إلى ألمانيا، فإن الدولة تمنحه مباشرة الحق في العمل، ولأطفاله الحق في التعليم، إذ وصل أكثر من 80 ألف لاجئ أوكراني إلى ألمانيا، والأعداد في تزايد مستمر.

حرج فرنسي
منذ بداية تدفق اللاجئين الأوكرانيين نحو الدول الأوروبية، دخلت فرنسا في حرب تصريحات مع بريطانيا، متهمة لندن بأنها تنتهج مقاربة "بيروقراطية"، قبل أن تجد الحكومة الفرنسية نفسها في حرج عندما استقبلت 7500 لاجئ أوكراني فقط.

لتعلن الحكومة الفرنسية أنها تخطط لاستقبال 100 ألف لاجئ أوكراني، وأنها بصدد التنسيق مع البلديات والمدن لتحضير كل ما يلزم لهذه العملية، كما تم إنشاء موقع خاص باللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى فرنسا ولديهم أفراد من أسرهم في بريطانيا يمكنهم من خلال الموقع الحصول على تأشيرة العبور.

الدانمارك.. ازدواجية المعايير
مباشرة بعد اندلاع الحرب، أعلنت الخارجية الدانماركية أنها لن تتعامل مع الأوكرانيين بوصفهم لاجئين وإنما بوصفهم مهاجرين، متعهدة بالقيام بكل ما في وسعها "للترحيب بالأوكرانيين فوق الأراضي الدانماركية".

وأعلنت الحكومة الدانماركية عن تحضير مشروع قانون يجمّد قوانين اللجوء في التعامل مع الأوكرانيين حتى لا يكونوا جزءا من نظام اللجوء، إضافة للعمل على تشريع آخر يسهل على الأوكرانيين الحصول على بطاقة الإقامة في وقت وجيز للاستفادة من التعليم والصحة والعثور على عمل.

في المقابل توجه الكثير من الانتقادات لتعامل الحكومة الدانماركية مع اللاجئين السوريين خصوصا، الذين استقبلت 30 ألفا منهم وسحبت حق اللجوء من 600 من بينهم، خصوصا عندما باتت الحكومة تعتبر أن العودة لدمشق ومحيطها يعتبر آمنا.

الموجة الكبرى
لطالما تحدثت أوروبا عن موجة اللاجئين السوريين التي وصلت أوروبا بين عامي 2015 و2016 بأنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، إذ وصل ما يقارب 1.3 مليون لاجئ، تحملت ألمانيا لوحدها استقبال 59% منهم، والسويد 11%، والبقية موزعة على باقي الدول الأوروبية (حوالي 400 ألف لاجئ).

في المقابل فإن أعداد اللاجئين الأوكرانيين الذين عبروا للدول الأوروبية بلغ 3 ملايين لاجئ، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في الأيام المقبلة، مما يجعل منها موجة اللجوء الكبرى منذ الحرب العالمية الثانية.

الجزيرة

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6