الحرب البيولوجية

2022.03.15 - 08:16
Facebook Share
طباعة

 الحرب البيولوجية هي العمل على نشر مسببات الأمراض الفتاكة بين البشر والحيوانات والنباتات عمدا.

ـتظهر الأسلحة البيولوجية كبكتيريا أو فيروس متسلل سريع الانتشار حاد التأثير بالغ الضرر في بيئة مناسبة غير قادرة على صد هذا الهجوم، بل وأحيانا لا تشعر به إلا بعدما يغزو الجسم كله ويفرض سلطته.

تكمن خطورة هذه الأسلحة وقوتها في أنها خفية، خفيفة يمكن لزجاجة صغيرة أن تحتويها، لكنها فتاكة، لا تعرف التوقف، ومتى تهيأت الفرصة كانت لها الغلبة والسطوة.

هناك مجموعة كبيرة من البكتيريا والفيروسات المعدلة وراثيا لمقاومة المضادات الحيوية، والتي يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية أيضا.
النشأة والتطور
ـ يعود الاستخدام الأول قديما إلى عصر المغول.

ـ عام 1763: حاول الجيش البريطاني استخدام الجدري كسلاح ضد الأميركيين الأصليين في حصار فورت بيت، وفي محاولة لنشر المرض إلى السكان المحليين قدم البريطانيون أغطية من مستشفى الجدري كهدايا.

ـ خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) نظرت الأطراف المعنية في الحرب البيولوجية باهتمام كبير للأمر، وقد قام الحلفاء ببناء منشآت قادرة على إنتاج جراثيم الجمرة الخبيثة (داء البروسيلات).

ـ انتهت الحرب قبل استخدامها، وقد استفاد اليابانيون بشكل كبير من الأسلحة البيولوجية خلال الحرب العالمية الثانية متبعين نهج الهجمات العشوائية المرعبة، فقد أسقط سلاح الجو التابع للجيش الياباني قنابل مليئة بالبراغيث التي تحمل الطاعون في نينغبو بالصين.

ـ عام 1972: وقعت 179 دولة على اتفاقية الأسلحة البيولوجية، ورغم ذلك فإن اعتقادا شائعا بأن جميع القوى العسكرية الكبرى في العالم لا تزال تحافظ سرا على قدرات الحرب البيولوجية.

أشهر أنواع الأسلحة البيولوجية
ـ الجمرة الخبيثة (Anthrax): تعد بكتيريا الجمرة الخبيثة (Bacillus anthracis) واحدة من أكثر العوامل المميتة التي تستخدم كسلاح بيولوجي.

ـ صُنِفت الجمرة الخبيثة من قبل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) كعامل من الفئة "إيه" (A)، وتوجد هذه الجراثيم بشكل طبيعي في التربة، ويمكن إنتاجها في المختبر، وتستمر لفترة طويلة في البيئة.

ـ استخدمت الجمرة الخبيثة كسلاح حيوي منذ حوالي قرن من الزمان مخلوطة بالبودرة "المسحوق" والبخاخات والطعام والماء، الأمر الذي يجعلها سلاحا حيويا مرنا وفتاكا، إنها بلا رائحة أو طعم، مما يجعل من الصعب اكتشافها.

ـ عام 2001: استُهدفت الولايات المتحدة بالرسائل التي تحتوي على جراثيم الجمرة الخبيثة عبر نظام البريد الأميركي، وقد أصيب 25 شخصا، توفي 5 منهم.

ـ رغم التحقيقات المكثفة في الولايات المتحدة والأجهزة الأمنية العالمية فلم يتم التوصل إلى مصدر الإصابات بالجمرة الخبيثة، فتارة تتهم الإدارة الأميركية منظمة القاعدة ورئيسها أسامة بن لادن، وتارة تتهم العراق.

ـ سم البوتولينوم: من السهل نسبيا إنتاج البوتولينوم رغم ما له من قوة فتاكة شديدة، ويمكن توزيعه عن طريق الغلاف الجوي أو عن طريق المياه والمواد الغذائية.

ـ يمكن أن يقتل غرام من توكسين البوتولينوم أكثر من مليون شخص إذا تم استنشاقه، إذ يفتك بالجسد البشري مسببا تسمما يشل العضلات اعتمادا على سموم عصبية تنتجها بكتيريا تسمى كلوستريديوم البوتولينوم.

ـ توجد البكتيريا بشكل طبيعي في تربة الغابات ورواسب القاع من البحيرات والجداول والمسالك المعوية لبعض الأسماك والحيوانات، وتشمل الأعراض ضعف العضلات وصعوبة في التحدث والبلع والرؤية المزدوجة غير الواضحة.

ـ فيروس إيبولا: هو مرض فتاك ناجم عن الإصابة بأحد أشكال هذا الفيروس، وقد اكتُشِف لأول مرة في عام 1976 بجمهورية الكونغو الديمقراطية منتقلا إلى البشر من الحيوانات البرية، مما تسبب في معدل وفيات كبير نسبيا.

ـ يشكل إيبولا باعتباره سلاحا بيولوجيا تهديدا كبيرا للإنسان بسبب حدته ومعدل الوفيات المرتبط به وسرعة انتشاره، وقد ظهر كسلاح بيولوجي لأول مرة في الاتحاد السوفياتي بموجب خطة نفذت بين 1986 و1990، لكن لم تكتشف أدلة قاطعة على أنه مستخدم بالفعل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4