حقيقة تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا

إعداد – ليلى عباس

2022.03.12 - 10:21
Facebook Share
طباعة

 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الجمعة، عن السماح للمقاتلين من الشرق الأوسط بالانضمام إلى العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا، مبرراً هذا الاجراء بمواجهة "المرتزقة الأجانب" الذي تجمعهم القوات الأوكرانية للقتال في صفوفها ضد القوات الروسية.


وتشير المعلومات إلى البدء بتدريب مقاتلين سوريين على حرب الشوارع للقتال إلى جانب القوات الروسية في اوكرانيا، وسط أنباء بدفع مبالغ مالية طائلة لمن يرغب بالانضمام إلى المعركة في الشرق الأوروبي.


المعلومات تبيّن تشكيل مجموعات في قاعدة التيفور العسكرية شرقي محافظة حمص، تتألف من 2500 مقاتل معظمهم من الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا نهاية عام 2014 ويضم عناصر من فصائل مسلحة كانت تتبع للجيش السوري الحر آنذاك.


في وقت، نفى الرئيس الروسي  دفع رواتب للقوات السورية قائلًا “إذا رأيت أشخاصًا يرغبون من تلقاء أنفسهم وليس من أجل المال في أن يأتوا لمساعدة من يعيشون في دونباس، حينئذ سنقوم بمنحهم ما يريدون ومساعدتهم في الوصول إلى مناطق الصراع”، إلا أن مصادر محلية في سورية أكدت دفع مبالغ تتراوح بين 1000 – 1500 دولار شهرياً لمن يرغب بالانضمام للقوات الرديفة للجيش الروسي في أوكرانيا وفق عقود مشروطة.


وأكد مسؤولون أمريكيون، بأنّ روسيا جندت في الأيام الأخيرة مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبرتهم في "حرب العصابات"، على القتال في المناطق الحضرية في العاصمة كييف الأوكرانية للسيطرة عليها، والتي بدأت روسيا عمليتها العسكرية منذ 24 شباط الماضي.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول أمريكي بأنّ عدد المقاتلين الذين تم تجنيدهم غير معروف لليوم، لكن بعضهم موجود بالفعل في روسيا، ويستعدون لدخول المعارك وحرب الشوارع. وأن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا. 

المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي،  قال خلال مؤتمر صحفي: "نعتقد أن رواياتهم (الروس) بأنهم يبحثون عن مقاتلين سوريين لزيادة قواتهم في أوكرانيا، نعتقد أن هناك حقيقة في ذلك".


يشار إلى وجود مقاتلين أجانب على جانبي الجبهة في أوكرانيا، فقد نشر رئيس الشيشان رمضان قديروف، الحليف لروسيا تحول مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إن بعضهم قُتلوا في المعارك.

مقابل ذلك، اتهمتْ موسكو الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تجند سوريين للقتال في أوكرانيا، ضد القوات الروسية وأنها بدأت بتدريبهم في قاعدة التنف شرقي سورية، ومنهم من عناصر فصائل مسلحة تابعة لفصيل المغاوير ولواء الصقور، وذلك لقاء مبالغ تصل حتى ألفي دولار للشهر الواحد.


يشار إلى أن تجنيد مقاتلين سوريين في الخارج، ليس الأول من نوعه، فقد عملت روسيا على إرسال شباب سوريين إلى ليبيا بمهام حراسة منشآت نفطية ومواقع تسيطر عليها في الأراضي الليبية، وذلك بموجب عقود ومبالغ مالية شهرية تصل إلى 350 دولاراً، ومنهم موالون للسلطة السورية من أبناء الساحل (طرطوس واللاذقية).


وفي ظل الأوضاع المادية الصعبة التي يعانيها السوريون، يتجه العديد من الشباب السوري للانضمام إلى القوات الروسية "الحليفة" للقتال مقابل مبالغ مالية بالعملة الأجنبية تعد قيمتها أضعافاً مضاعفة لما يتقاضونه لقاء أي عمل في الداخل السوري، ما يجده البعض "استغلال الحليف الروسي لحاجة السوريين للمال فيعمل على تجنيدهم بأبخس الأثمان مقارنة بتجنيد مقاتلين من جنسيات أخرى".


مصدر محلي في سورية أكد لـ"وكالة أنباء آسيا"  أن تجنيد الشباب السوري قد يعيد تجربة ليبيا وفقدان العديد منهم في ظروف غامضة دون معرفة مصيرهم حتى تاريخه، ليكون العوز المادي بوابة الهروب إلى القتال في بلاد بعيدة على حساب ترك عائلاتهم دون معيل لهم في حال عدم العودة بين مفقود أو ضحية لحرب جديدة!.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7