عكار تدفع ثمن غياب البلديات

2022.03.12 - 08:30
Facebook Share
طباعة

 50 بلدة دون كهرباء منذ 10 أيام في عكار، تلك المحافظة الساحرة التي تحتوي على أشهر المطاعم والمتاحف والمعالم الأثرية والترفيهية، لكن في المقابل يلحق بها واقع مأزوم لا يجد من ينهيه.


فالسكان في عكار لم يعانون من أزمة في الكهرباء وحسب، بل يعانون من عدة أزمات متنوعة من بينها البنية التحتية والطرق وغيرهم من الأزمات، دون تدخل حقيقي وملموس من المسؤولين.


إن أزمات الكهرباء في عكار ليست ناتجة فقط من أزمة نقص الوقود ( مادة المازوت)  وحسب، لكن الأزمة تتعلق أيضا بزيادة معدل السرقات التي التي تتعرض لها محطات الكهرباء التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان.


وكذلك زيادة سرقة  الأسلاك ومولّدات الكهرباء من على بعض الأعمدة، الأمر الذي يتسبب في انقطاع الكهرباء لأيام عن الكثير من مناطق المحافظة. وفي وقت سابق أعلنت مؤسسة الكهرباء  أن الوضع في عكار "شديد الخطورة وبالغ الضرر"، إذ أن "كامل محافظة عكار قد باتت معزولة كهربائياً وبالتالي فإن محطات حلبا، القبيات وبيت ملات باتت خارج الخدمة وذلك لإشعار آخر".


وبحسب بيان المؤسسة، فإن "التصليحات وإعادة بناء البرجين المنكوبين تتطلب وقتاً طويلاً ومبالغ مالية كبيرة غير متوفرة حالياً، بسبب الوضع المالي في المؤسسة". كما أوضحت أنه "خلال الأسبوعين الماضيين ومن خلال الكشوفات الدورية على مسارات خطوط النقل الرئيسية، وتحديداً ضمن نطاق محافظة عكار، تبين حصول سرقات جديدة لزوايا التشبيك الداعمة لأبراج التوتر العالي 220 ك.ف، في خراج بلدات ذوق الحبالصة والحسنية وتحديداً الابراج رقم 42، 43 و44 وعليه قامت الفرق الفنية للمؤسسة بالتدخل فوراً وتركيب زوايا جديدة للأبراج المسروقة وتم انقاذها من السقوط المحتم".


وخلال السنوات القليلة الماضية، تعرضت منشأة الكهرباء التابعة للمؤسسة اللبنانية للكثير من السرقات، مما يعني أن الأمر بات ممهنجاً، الأمر الذي دفع مؤسسة الكهرباء إلى  مناشدة القوى الأمنية وكذلك البلديات واتحاد البلديات، لوقف التعديات وملاحقة المعتدين وإنزال عليهم أشد العقوبات لما سببوه من أضرار فادحة وحرمان المنطقة من الكهرباء لأيام.


وتوجه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تويتر لإطلاق الاستغاثات حول الوضع الذي وصلت إليه عكار، على أمل أن يلتفت إلى تلك الاستغاثات أحد المسؤولين.


حيث قالت متابعة لبنانية :" عكار محافظة بأمها وبيها بلا ولا دقيقية كهرباء من أكتر من أسبوع وطبعًا ولا مسؤول شرف وسأل ووزارة الطاقة بغيبوبة تامة. أما الشعب عم يجرب يعيش بأدنى مقومات العيش… الله لا يعطيكم عافية".


وغردت أخرى على صفحتها قائلة:" ليس مبالغا فيه القول، أن عكار تعيش في ظلام دامس، والمواطنون يلجأون للوسائل البدائية في تأمين الإنارة والمياه ومتطلباتهم المعيشية. لم تترك عصابات السرقة، أي سلك كهربائي أو خطوط هاتف إلا وقامت بسرقته".


وقال آخر مناشدا المسؤولين:" 7 نواب في عكار و50 مرشح من قبل الأحزاب …… وعنا  500 حالة بدها عمليات للضرورة 500 حالة بدها دواء وتحاليل واغلب الشعب في عكار. ما عندهم كهرباء ولا اشتراك".


من جانبه دعا رئيس بلدية مشحا طلال علوش، المعنيين الى “تأمين التيار الكهربائي للبلدة وإصلاح الأعطال، حيث تعاني منذ أكثر من 10 أيام و50 بلدة عكارية من انقطاع الكهرباء”.


وسأل: “إذا كانت مؤسسة كهرباء لبنان عاجزة ماديا عن إصلاح الأعطال، فأين هم النواب والمرشحون والمفاتيح والمال الانتخابي والبلديات ورجال الأعمال ورؤوس الأموال وجماعة الصف الأول؟”.


في المقابل؛ قال النائب أسعد درغام في بيان له: "من موقع المسؤولية، يهمني أن أوضح أنني على تواصل دائم لمتابعة موضوع انقطاع الكهرباء عن محافظة عكار، الذي زاد الأعباء الملقاة على عاتق المواطنين، في ظل هذه الظروف الصعبة.


من جانبه، أكد وزير الطاقة وليد فياض والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، أن إصلاح الأعطال الناتجة من سقوط خطي التوتر العالي في عكار كان من المفترض أن يتم قبل أيام، لكن بسبب إضراب الموظفين تأخر الأمر، ومن المفترض أن تقوم المؤسسة بإصلاح العطل فور انتهاء الإضراب".


محافظة عكار التي تشغل حيزاً واسعاً من محافظة لبنان الشمالي، من التهميش والإهمال من قبل الحكومة المركزية، فهي المنطقة الأكثر فقراً في لبنان ولديها أعلى نسبة من الأمية في البلاد. تنقصها البنية التحتية والخدمات الأساسية.


ورغم أن بلدية عكار لا تبادر في حل أزماتها إلا أن ستظل تحت مسؤوليتها حتى مايو/ أيار  من العام المقبل، وذلك وفقا لقرار مجلس الوزراء، إذ قرر تأجيل الانتخابات البلدية في البلاد إلى شهر مايو من العام المقبل، بسبب عدم الجاهزية المادية والبشرية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4