الفايننشال تايمز: لبنان يواجه هجرة المواطنين الأكثر تعليما

تقرير لهبة صالح في الفايننشال تايمز

2022.03.08 - 08:01
Facebook Share
طباعة

 تقول الكاتبة "لطالما كان للبنان جالية كبيرة في الشتات بعد موجات من الهجرة على مدى القرنين الماضيين، لا سيما نتيجة الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما وانتهت في عام 1990. والآن، مرة أخرى، مع غرق البلاد بشكل أعمق في الانهيار الاقتصادي، فإنها تواجه أزمة هجرة جديد لألمع مواطنيها وأفضلهم تعليما".

وتشرح "يضطر العديد من اللبنانيين إلى مواجهة التضخم المفرط وانقطاع التيار الكهربائي، ولا يثقون كثيرا بالمستقبل. لقد فقدوا الأمل في أن يتخذ قادتهم المنقسمون إجراءات لعكس الانهيار المالي الكارثي للبلاد. بعد عامين من اندلاع الأزمة المالية والمصرفية، لم يتم عمل الكثير لإنقاذ الاقتصاد المتدهور فيما وصفه البنك الدولي بـ الكساد المتعمد .. مدبرة من قبل النخبة التي استولت على الدولة".

"من بين اللبنانيين الذين يبحثون عن وظائف في الخارج مهنيون سابقون يتقاضون رواتب جيدة والذين أغلقت البنوك حساباتهم بالدولار وشباب لا يرون أي مستقبل في وطنهم. يفكر حوالى 40% من السكان البالغ عددهم قرابة 7 ملايين في الهجرة، وفقا لمسح حديث أجرته مؤسسة كونراد أديناور شتيفتونغ، وهي مؤسسة فكرية ألمانية"، تشير الكاتبة.

وتضيف "حوالى 40% من أطباء لبنان غادروا بالفعل إلى الخليج أو الغرب، إما بشكل دائم أو مؤقت، وفقا للبنك الدولي. كما وجد ما لا يقل عن 10 آلاف مدرس وظائف في الخارج، وفقا لبعض التقديرات التي استشهد بها البنك الدولي. فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها مقابل الدولار خلال العامين الماضيين، ما جعل رواتب المعلمين عديمة القيمة تقريبا".

وحسب الكاتبة "وجد الاستطلاع الألماني أن 40% من اللبنانيين اضطروا إلى التقليل من الطعام وأن ثلثهم غير قادر على تحمل تكاليف أدويته. وانغمس ثلاثة أرباع السكان في ما تسميه الأمم المتحدة الفقر متعدد الأبعاد، وهو يشمل صعوبة الوصول إلى الصحة والتعليم والمرافق العامة بالإضافة إلى فقر الدخل".

وفي قطاع الصحة، فقدت المستشفيات الجامعية الرئيسية في بيروت، التي توظف أخصائيين من ذوي المهارات العالية، ما بين 100 و150 طبيبا، بحسب شرف أبو شرف رئيس نقابة الأطباء.

"ليست مجرد مسألة أطباء، فهناك نقص في الإمدادات والأدوية. إذا لم يتم تصحيح الوضع السياسي والمالي بسرعة، فإن الوضع الصحي سيكون في خطر"، يضيف أبو شرف.

وتذكر منى نصر الله، أخصائية الغدد الصماء في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت أن "الأمر أكثر تعقيدا الآن لأنه لا يمكنك إحالة المرضى إلى متخصصين معينين إذا لم يكونوا موجودين هناك. عليك أن تعمل لإيجاد بدائل مناسبة".

وتقول نصر الله إن "الحكومة لم تبذل أي جهد للاحتفاظ بالأطباء، لكن المستشفيات كانت تحاول إيجاد طرق للاحتفاظ بهم من خلال دفع نسبة من رواتبهم بالدولار".

وتشير الكاتبة إلى تحذير ساروج كومار، مدير دائرة المشرق بالبنك الدولي، أن "جودة التعليم في لبنان كانت تتدهور حتى قبل الأزمة، وأن رحيل الأطباء والمعلمين ذوي المهارات العالية يعني عدم وجود تدفق لرأس المال البشري لاستبدالهم".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5