حرب أوكرانيا: عصافير عديدة بحجر أمريكي واحد

كتب محرر الشؤون الدولية - وكالة أنباء آسيا

2022.03.07 - 10:56
Facebook Share
طباعة

 في الوقت الذي يرى فيه المراقبون أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضعيفة مقارنة بهمجية إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فيما يختص بالشؤون الدولية يثبت رئيس الولايات المتحدة الحالي بأن إدارة الحزب الديمقراطي تنجز كل أهداف همجية إدارات الحزب الجمهوري التي وصلت للبيت الأبيض ولكن بطرق أشد خبثاً وأقل علانية.
بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض في الميدان الأوكراني، ينقسم المشهد السياسي إلى نموذجين من الجانب الأمريكي، يتمثلان بمواقف إدارة ترامب وإدارة بايدن، العلنية الفجة في الأول والغموض الزائف لدى الثاني.
ترامب وخلال فترة حكمه ( 2017 – 2021) للولايات المتحدة، كان قد طلب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) مضاعفة الإنفاق العسكري سنوياً من 2 %إلى 4 % من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن طلبه لم يلقَ القبول من قيادة الناتو وحلفائه في أوروبا والصين، ليبدأ حملته الهجومية منتصف عام 2018 ضد القارة العجوز واصفاً قادتها بـ"الأعداء" المتمثلين للقرار الروسي.
عامان على العداء الترامبي الأوروبي، ليعود سيد البيت الأبيض السابق إلى إطلاق المواقف من بوابة الحرب الأوكرانية مشيداً بـ"دهاء" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونعته رئيس بلاده بادين بـ"الضعيف"، في حين أن الأخير يرى أن سلفه "فشل" في تحقيق أهدافه لأمريكا الأمر الذي يعمل عليه في صراع شرق أوروبا دون تصريحات وضجيج إعلامي.
ماذا حققت الحرب الأوكرانية لبايدن؟
لم يطلب الرئيس الأمريكي بادين من الناتو زيادة الانفاق العسكري علناً كما فعل ترامب، إلا أنه بفعل الحرب الروسية على أوكرانيا يعزز سطوته في أوروبا لتعزيز "قوته الردعية"، مقابل عزل روسيا شرقاً على الصعيدين العسكري والسياسي، وتهديد الصين بالتأثر المباشر بنيران الحرب في الشرق الأوروبي.
لا يملك بوتين خيارات عديدة، وفق ما يراه خبراء استراتيجيون، إذ إن فرض عزلة على موسكو وجعل أحلام بوتين بالعظمة وبالشراكة مع أمريكا دولياً، يبقى رهينة استخدامه السلاح النووي أو اجتياح بولندا ودول البلطيك ودول شرق أوروبا، ووفقاً للخبراء فإن وكلا الأمرين مستحيلان لأنهما لن يضران بروسيا قبل الإضرار بأمريكا ولو أضرا بالأوروبيين.
الصراع الأمريكي الروسي، على "قيادة العالم" يتجلى اليوم في الحرب الأوكرانية، لتحدد النتيجة المرتقبة الدولة الأقوى عالمياً خاصة من الناحية الاقتصادية بما فيها من أرباح الشركات والمؤشرات في البورصات العالمية، مع انسحاب شركات كبرى من الداخل الروسي وتوقعات بانهيار مرتقب لأسماء كبيرة خلال الفترة المقبلة.
انسحاب رغم الخسائر
شركة "شل" وهي واحدة من أكبر منتجي أمريكا في مجال النفط والغاز الطبيعي، يتوجب عليها دفع 25 مليار دولار أمريكي كبند جزائي لخروجها من روسيا وفق ما أعلنت، عن إخراج جميع عملياتها الروسية، بما في ذلك مصنع رئيسي للغاز الطبيعي المسال.
وذكرت الشركة النفطية في بيان إن قرار الانسحاب من المشاريع المشتركة في روسيا سيؤدي إلى أضرار، لافتة إلى أن لديها أصول غير متداولة بنحو ثلاثة مليارات دولار في هذه المشاريع في روسيا بنهاية عام 2021.
كما علقت كبرى الشركات العالمية أعمالها في روسيا، ومنها أكبر شركتين للشحن في العالم، وهما الدنماركية ميرسك وإم إس سي التي يوجد مقرها في جنيف، إضافة لتعليق عمل شركة الدراجات النارية هارلي-ديفيدسون أيضا تعاملاتها وشحن دراجاتها إلى روسيا، وشركة تصنيع الطائرات الأمريكية بوينغ قالت إنها علقت إمداد شركات الطيران الروسية بقطع الغيار والدعم التقني والصيانة، بالإضافة إلى عمليات كبيرة في موسكو، بدورها قالت شركة ايرباص الأوروبية لتصنيع الطائرات إنها أوقفت دعم وتوريد قطع الغيار إلى صناعة الطيران الروسي بعد الحرب في أوكرانيا.
مؤشرات عديدة تُظهر نتائج إيجابية لإدارة بايدن دون أن يظهر كمن يرتكب جريمة حرب حتى لو كانت "غير مباشرة"، ما يضع الكرة بملعب واشنطن لتستغل الصورة "الهشة" للدب الروسي وسط المقاطعات العالمية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا قبل نحو عشرة أيام.
تعليق واحد

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5