وضع استثنائي… لبنان على شفا أزمة محروقات

2022.03.05 - 10:02
Facebook Share
طباعة

 لليوم الثالث على التوالي تشهد محطات المحروقات في مختلف المناطق تهافت وتزاحم للمواطنين  لتعبئة سياراتهم، فيما أقفلت بعض المحطات متذرعة بنفاد الكميات لديها. وتأتي تلك الأزمة بالتزمن مع الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتي توقع الكثير من الخبراء أن يكون لها تأثيرا سلبيا على العالم.


وفي هذا الإطار، أشار ممثل موزعي المحروقات ​فادي أبو شقرا، في تصريحات صحفية إلى أن "وزير الطاقة ​وليد فياض​ لم يصدر بعد جدول تركيب أسعار المحروقات وفق الارتفاع العالمي لسعر النفط"، لافتا إلى أن "الكميات المتوافرة لدى المحطات تكفي لأيام قليلة، وشركات النفط اعتمدت التقنين في تسليم المحطات نظرا للتقلبات في الأسعار".


واعتبر أبو شقرا أن تهافت المواطنين على محطات المحروقات مفهوم في ظل الحديث عن الكميات الضئيلة الموجودة في لبنان، متوقعا ارتفاع أسعار المحروقات مجددا نتيجة ارتفاع سعر النفط عالميا. داعيا إلى ضرورة  إيجاد حل سريع بين وزارة الطاقة والشركات المستوردة للنفط، تفاديا للوقوع في أزمة أكبر.


من ناحيته، أكد رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط ​مارون شماس​، على أنّ سوق المحروقات يمرّ بوضع استثنائي جدّا وغير مسبوق، نتيجة للحرب الدّائرة بين روسيا وأوكرانيا.


وفي بيان، رجّح شماس أن السوق قد يشهد شحاً في البضاعة خلال شهر آذار الحالي بسبب صعوبة إيجاد الأسواق البديلة، وحيث أن هناك كميات كبيرة من النفط تصل إلى لبنان من روسيا ومن البحر الأسود.


مؤكّدا على أن الشركات المستوردة للنفط عقدت ولا تزال اجتماعات أزمة متتالية مع وزارة الطاقة لتدارك الأوضاع، ولتأمين استمرارية السوق وعمليات الاستيراد إلى لبنان عبر أسواق بديلة. وشدّد في هذا السّياق أن عمليات الاستيراد محصورة حاليا في تأمين الحاجة للاستهلاك فقط، نظرا إلى الانعدام التام لإمكانية تخزين البضاعة لأن الأسعار والأسواق العالمية لا يسمحان الآن بذلك.


أما فيما يخصّ الأسعار، فاعتبر شماس أنّه لا يمكن توقّع إلى أي مستوى يمكن أن تصل أسعار المحروقات عالميا، وإذا ما كانت ستنخفض أو ستتابع في الارتفاع. وشدّد أنه لا يوجد لدى الشركات المستوردة مخزون استراتيجي مبني على أسعار سابقة.


كما ذكر أنه كان هناك اقتراح تقدمت به الشركات المستوردة لوزارة الطاقة والمياه في ما يخص تغيّر أسعار المبيع في لبنان في حالات استثنائية كالتي نمرّ بها اليوم، ويتمثّل بأنه طالما لا يتخطى تغيّر السعر العالمي للمحروقات سقف ال20 دولارا للطن الواحد، فلا تصدر الوزارة أي جدول جديد للأسعار. أما إذا تخطى الارتفاع عتبة ال20 دولار للطن الواحد بحسب سعر السوق العالمي، فعندها يتم إصدار جدول جديد وتجميد آلية الأسعار السابقة.


وأفادت مصادر لوكالة أنباء آسيا بأن هناك أزمة محروقات تغزو السوق وقد تصل إلى حد الشح  في مادة البنزين خلال الأيام القادمة، مما سيؤدي إلى إقفال عدد من المحطات أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع والأمر ينطبق على المازوت الذي بات غير متوفر بشكل يغطي السوق المحلي حتى يوم الاثنين.


ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 20% ، لتتداول بنحو 115 دولارًا للبرميل، كما وصلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، ليرتفع معهما جدول تركيب المحروقات وتُصدر تسعيرة لم يسبق أن شهدها لبنان من قبل، وسط تخوُّفٍ من عودة أزمة المحروقات مع استمرار هذا الأزمة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9