المياه الملوثة بين طرطوس وحلب: إهمال وإتجار بالأرواح

إعداد – عبير اسكندر

2022.03.04 - 03:02
Facebook Share
طباعة

 في ظل الشح المائي في سورية واعتماد أهالي قرى ريفية عدة على مياه "الغالونات" المعبأة من الينابيع، سجلت مناطق في ريفي طرطوس وحلب حالات عديدة بمرض التهاب الكبد الوبائي خلال الأيام القليلة الماضية.

مصادر طبية في طرطوس أكدت لـ"وكالة أنباء آسيا"، تسجيل عشرات الإصابات بالتهاب الكبد "أ" بين أهالي مدينة الدريكيش، وذلك بسبب المياه الملوثة التي يشتريها المواطنون من الصهاريج المعبأة من ينابيع المدينة.

وأضاف المصدر أن المياه العائدة لمؤسسة مياه الشرب مياه خالية من الأمراض وتثبت التحاليل المخبرية أنها ذات نتيجة جيدة ولا توجد فيها جراثيم، ما يعني أنها صالحة للشرب على عكس مياه الغالونات المعبأة التي ثبت تلوثها وبانها غير صالحة للشرب على الإطلاق.

وشدد المصدر على ضرورة الحد من شراء مياه الغالونات كونها غير جيدة وتعد السبب الرئيسي لإصابات التهاب الكبد الوبائي بين الأهالي فيا لريف على وجه التحديد، مطالاً الجهات المعنية بتوفير مياه الشرب للمواطنين بالشكل السليم لمنع شرائها من صهاريج او غالونات معبأة بطريقة غير صحية.

خطورة الإهمال

مواطنون من الدريكيش أكدوا لـ"آسيا"، أنه في كل عام بمثل هذه الفترة الموسمية من مفيض الينابيع تنشط عمليات بيع المياه عبر الصهاريج والسيارات الصغيرة التي تقوم بتعبئة الغالونات من أي نبع مباشرة واستغلال حاجة القرى البعيدة للمياه لتبيعه بأسعار مرتفعة مع عدم مراعاة الشروط الصحية أو الفنية لعمليات التعبئة.

وذكر أحد المواطنين أنه عند تفجر الينابيع جراء العوامل الجوية مع دخول فصل الربيع، ونتيجة لوجود شكات صرف صحي غير معدة بشكل جيد لتصريف الملوثات إضافة لمخلفات منشآت صناعية موجودة في مناطق ريفية، ما يحدث تسرب مياه ملوثة من شبكات الصرف الصحي إلى المياه الجوفية فتختلط مع مياه الينابيع التي يستجرها البعض لبيعها سواء يعرفون مخاطرها أو يجهلونها لا يكترثون للنتائج الصحية إنما الهدف ينحصر بالمنفعة المادية فقط.

وأعاد مواطنون الأسباب الرئيسية إلى التلوث للإهمال الرقابي على المنشآت التي ترمي مخلفاتها الصناعية بطرق غير صحيحة فنياً أو صحياً، إضافة إلى عدم متابعة عمليات بيع المياه والإتجار بها بطرق قد تؤدي لوفاة المواطنين المحتاجين لهذه المياه في ظل الشح المائي ببعض المناطق.

من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة مياه طرطوس عيسى حمدان أنه يتم تعقيم المياه التي يتم استجرارها من الينابيع المستثمرة من قبل المؤسسة، وذلك قبل ضخها في الشبكة التي تغذي المواطنين في المدينة والقرى، مشيراً إلى نسبة التلوث صفر بالمئة وهي مراقبة بشكل آني حرصاً على صحة المواطنين بشكل عام.

تلوث مائي في اعزاز

لم يختلف الحال في الريف الحلبي، إذ تسجل مدينة اعزاز عدة إصابات بالتهاب الكبد الوبائي منذ مطلع شهر آذار الجاري، مع اعتماد الأهالي على مصادر غير صحية لتعبئة مياه الشرب وسط واقع مائي صعب تعانيه المدينة جراء تدمير البنى التحتية بفعل الحرب.

ويعتمد أهالي اعزاز على مياه الشرب الواردة من "بحيرة ميدانكي" الواقعة قرب عفرين، ويشير مصدر محلي إلى أن مياه البحيرة ورغم خضوعها للشروط الصحية إلا أنها يبدو قد تعرضت للاختلاط بملوثات خلال الفترة الماضية ما تسبب بإصابة عشرات المواطنين بالتهاب الكبد بعد التأكد من أنهم يشربون من نفس الخط.

وكانت قد حذرت اليونيسيف من الأضرار الجسيمة اليت لحقت بالبنى التحتية في مناطق عدة بسورية خلال سنوات الحرب، وتأثير هذه الأضرار بشكل مباشر على صحة المواطنين خاصة الأطفال المقيمين في أرياف حلب وإدلب من مخاطر تلوث المياه، مبينة أن نحو 12،2 مليون سوري يعاني من عدم وصول المياه الصحية النظيفة، ما يضطرهم للنزوح بحثاُ عن المياه غير الموثة.

ويعد مرض التهاب الكبد الوبائي "أ" من الأمراض الخفيفة التي قد تتحول إلى خطيرة في حال لم يتم اتباع العلاج الفوري، وتنتقل عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة، وتظهر أعراض المرض بالغثيان وقلة الشهية والوهن العام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7