مؤتمر "الشيوعي" بنسخته الـ 12.. إنقضاض على تاريخ السنديانة الحمراء؟

خاص وكالة انباء آسيا

2022.03.02 - 12:05
Facebook Share
طباعة

 إنتهى مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني بنسخته الثانية عشر بإنتخاب لجنة مركزية جديدة بالإضافة الى جملة مقررات بحسب ما جاء في البيان الرسمي للحزب، حيث تم الإيحاء بأن اللجنة المركزية المنتخبة تأتي كنوع من التعبير عن "النفس الديمقراطي" داخل الحزب، من أجل إفراز حالة جديدة على مستوى القيادة، الا ان مصادر متابعة رافضة لمنطق التسويات ترى ان ما حصل مجرد اعادة إنتاج للسلطة الحالية الممسكة بقرار الحزب الذي بات يميل الى سياسة الـ NGOs على حساب التاريخ النضالي للحزب الشيوعي، وهذا الامر تجلى بشكل واضح في الكلمة الإفتتاحية التي ألقاها حنا غريب.
خداج
القيادي الشيوعي السابق خالد خداج يرى في حديث لوكالة أنباء آسيا الى أن "محاولة الإيحاء بوجود تسوية بين الجناح الذي يسيطر حاليا على الحزب بقيادة حنا غريب والفريق المعترض على سياسة وتوجهات قيادة الشيوعي الحالية، والذي يمثله الأمين العام السابق للحزب خالد حدادة ظهر فشلها، حيث ان المؤتمر كرّس أحادية حنا غريب كمرشح أوحد لمنصب الأمين العام للحزب، في ظل مقاطعة الفريق الآخر المعارض لسياسة غريب وتغييبه عن المؤتمر.
كذلك يرى أن أسماء أعضاء اللجنة المركزية تم تطعيمها ببضعة اسماء من خارج الجو السائد حاليا داخل الحزب، وبالتالي تم العمل عمدا من أجل إدخال بعض الشخصيات والاسماء الغير مؤثرة في دائرة القرار، وذلك للإيحاء بأن هناك نوعا من التغيير داخل القيادة، لكن النتيجة واحدة حيث سيتم انتخاب حنا غريب مجددا أمينا عاما
ويضيف: "أما "البلاتفورم" فهو مجرد محاولة مكشوفة من القيادة الحالية للشيوعي للإيحاء بوجود صوت معارض مسموع داخل الحزب، لكن توجهات "البلاتفورم" القريب من نفس القيادة الحالية التي تميل نحو تكريس وجود الحزب الشيوعي كـ"حالة ثورية" ضمن حراك 17 تشرين، وهذا ما ظهر بقوة خلال المؤتمر، حيث كان التركيز على تأكيد رفض الشيوعي لسلاح حزب الله ووصفه بغير الشرعي، واعتبار ذلك من مرتكزات الموقف السياسي للحزب الشيوعي، وهو ما يشكل النقيض لتاريخ الحزب الشيوعي النضالي منذ تأسيسه وانخراطه في الحركة الوطنية، وصولا الى إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي كان الشيوعي شريكاً أساسياً في إطلاقها، وبالتالي ما أنتجه المؤتمر الثاني عشر للشيوعي شكل منعطفا خطيرا نحو تكريس الشرخ بين القيادة الحالية التي يمثلها حنا غريب وبين تاريخ الحزب الشيوعي النضالي، فمن المستفيد من طمس تاريخ حزب السنديانة الحمراء والإنقضاض عليه؟
ويضيف خداج:"بات واضحا وجود مجموعة داخل الحزب الشيوعي تسعى الى تحويله الى حركة "نيو يساري" هدفها التنكر لتاريخ الحزب وشهدائه، وذلك خدمة للمشروع السياسي الهادف الى تكريس حالة 17 تشرين كمشروع ثوري جديد، ولكن وفقا لتوجهات وآراء الجهات التي تقف خلف حالة 17 تشرين، التي تبين انها مجرد اداة من أجل خلق واقع جديد وتكريس مفاهيم ثورية جديدة تقوم على رفض كل ما هو قائم، لا سيما في ما يتعلق بمسألة العداء لإسرائيل، وشيطنة كل القوى التي لها مواقف مؤيدة للمقاومة او كانت جزءا منها، وفي هذا الإطار يأتي مشروع ضرب الحزب الشيوعي والتعتيم على تاريخه النضالي، خدمة للحالة الثورية الجديدة التي يتم العمل على تكريسها كبديل عن الحركات المقاومة في لبنان.

صوما
عضو اللجنة المركزية السابق في الحزب الشيوعي اللبناني رياض صوما يشير في حديث لوكالة أنباء آسيا الى ان "المؤتمر الاخير للحزب لم ينجح بإخراجه من أزمته المتمادية، وعليه يتوقع ان تكون نتائجه أسوأ من نتائج المؤتمر السابق، ويشير صوما الى ان بعض المجموعات من الحزب (الجبل والبقاع) بدأت بإعلان الإستقالات من اللجنة المركزية، كما ان بعض المنظمات تعاني من مشاكل سابقة لا سيما في طرابلس والضاحية، وبعض المنظمات الأخرى أعلنت خروجها عن "الشرعية" وهذا لم يحصل في المؤتمرات السابقة للحزب الشيوعي".
ويضيف:"نحن أمام أزمة حقيقية في الحزب والقيادة الحالية بدل ان تسعى الى علاجها أمعنت في تعميقها او قامت بتجاهلها، وهذا ما سيؤدي الى الإعلان عن حالة تنظيمية جديدة او إطار سياسي موازي، لكن هذه المرة ليس عن يمين القيادة كما حصل سابقا (اليسار الديمقراطي وحركة الانقاذ) بل عن يسارها".
ويلفت صوما الى انه "كان سابقا من المؤيدين للقيادة الحالية للشيوعي في المرة الأولى، لكنها لم تحقق ما وعدت به لجهة تحقيق التوازن بتوجهاتها السياسية العامة والادارة الداخلية، لا سيما بعد 17 تشرين حيث مالت القيادة بقيادة حنا غريب الى طروحات قريبة من طروحات جماعة 14 آذار، واصبحت اما متحفظة او معادية للمقاومة".
وإذ يشير صوما الى "التنوع داخل الحزب الشيوعي وهو منذ التسعينات وليس جديدا ولكنه يعيش ازمة التنوع والتباين منذ عقود، يضيف:"الان ومع اشتداد الازمة السياسية والاقتصادية والاستقطاب الحاصل في المنطقة والداخل عاد التباين الى داخل الحزب، بعد أن ادت في المرحلة السابقة هذه التباينات ادت الى انشقاقات، ويعطي مثلا الخلاف حول الموقف من احداث سوريا والخصومة معها والتي ادت الى خروج اليسار الديمقراطي، وبعد 2005 ادى التباين داخل الشيوعي الى خروج بعض المجموعات ومن ثم استقر الوضع نسبيا بين 2008 و2017، اما اليوم فعاد التباين الى سابق عهده، والقيادة الحالية برأي صوما تضم 3 اجنحة اول يضم الـ NGOS وبعضهم يضم موظفين من العاملين في هذا المجال ويحاولون اخد الحزب باتجاه السياسة الغربية، وقسم اخر مع السلطة وهو موجود في كل الاحزاب وهو يؤيد كل من يكون في موقع السلطة داخل الحزب لان المؤسسة دائما عل حق برأي هؤلاء، وقسم ثالث "نقابوي" وعلى راسهم الامين العام للحزب وهو يغلّبون الاعتبارات الاقتصادية الاجتماعية، على باقي الاعتبارات السياسية الكبرى، وهي مهمة في بد كلبنان ولكن لا يمكننا في منطقة تعيش صراعا مصيريا النظر الى الاعتبارات الاقتصادية الاجتماعية بمعزل عن الاستحقاقات السياسية الكبرى، ويختم صوما مؤكدا ان الحزب الشيوعي لا يمكنه الخروج من أزمته من خلال موقف رمادي او معادي للمقاومة، لان ذلك يعني الاصطفاف مع الاميركيين والغرب بشكل عام، وبالتالي لا مجال في معركة مصيرية ان تقول أنني خيار ثالث".
اللجنة المركزية
تجدر الإشارة انه خلال المؤتمر الـ12 للحزب الشيوعي الذي امتدّ على اربعة أيام وسبقته مئات المؤتمرات القاعدية، وعدد من الندوات المحلية والدولية انتخب لجنة مركزية جديدة وهيئة دستورية وهيئة رقابة مالية. وسوف تجتمع اللجنة المركزية الجديدة لانتخاب الأمين العام للحزب ومن ثمّ تشكيل مكتب سياسي خلال الأيام المقبلة.
وضمّت اللجنة المركزية: حنا غريب، مازن حطيط، كايد بندر، حسن خليل، نارا حاوي، محمد بزيع، جمال بدران، رجائي ابو همين، عمر الديب، عذراء قانصو، نعمت جمال الدين، اجود الجردي، ريمون نهرا، باسم عقل، غسان ديبة، علي متيرك، ايمن مروة، خليل ديب، رغيد جريديني، مروان الراعي، يانا السمراني، حسين كريم، آلين حلاق، محمد جمال الدبن، خليل سليم، علي دياب، علي اسماعيل، الياس غصن، حسن عوالي، فراس الاشقر، عمران فوعاني، فادي النبوت، ايلي خوري، رائد عطايا، حسين البيطار، وحيد سلامة، عبد الناصر حدادة، الكسندر عمار، عصام يعقوب، اريج شما، انور ياسين، ايلي صليبا، حسان حمدان، ربيع رمضان، سلام ابو مجاهد، سمير دياب، غسان قانصو، كمال حمدان، محمد المولى ويوسف سلامة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1