الأزمة الاوكرانية تكشف ازدواجية الغرب في التعامل مع القضية الفلسطينية

2022.02.28 - 10:53
Facebook Share
طباعة

 قبل أقل من عام واحد، كانت المنطقة العربية على موعد مع اعتداء إسرائيلي جديد على قطاع غزة، جاءت استكمالاً لاعتداءات وحشية مارستها سلطة الاحتلال والمستوطنيين ضد المواطنين المقدسيين في منطقة "الشيخ جراح" و"باب العمود" والمسجد الاقصى ومحيطه، إلا أن عكس الأزمة الأوكرانية فأن الدول الاوروبية لم تهتم بشجب العدوان الإسرائيلي، بل قامت بعض الدول بتأييده.
البداية كانت مع الرئيس الأوكراني نفسه، الذي كتب على حسابه الخاص بموقع التغريدات القصيرة "تويتر" "سماء إسرائيل مفعمة بالصواريخ، ومدنها باتت على خط النار. سقط ضحايا من القتلى والمصابين وسط الكثير من المآسي الإنسانية فبات من المستحيل أن ننظر إلى ما يحدث دون أن نشعر بالظلم والأسى، مطالباً بوقف التصعيد الذي أودي بحياة البشر"
أما ألمانيا التى أعلنت ارسال أسلحة إلى أوكرانيا عبر هولندا، منها أسلحة من مخزون قواتها المسلحة في سابقة هي الاولي من نوعها، فقد كان موقفها من العدوان الاسرائيلي هو الدعم المطلق لما اعتبرته "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" فقد قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الإلمانية السابقة أنجيلا ميركل قائلاً " أن إطلاق حركة حماس صواريخ باتجاه إسرائيل يشكل هجمات إرهابية"
وقال زايبرت في مؤتمر صحفي " إنها هجمات إرهابية لها هدف وحيد قتل الناس عشوائياً وزرع الخوف" مضيفاً أن حكومة المانيا تدعم "حق إسرائيل في الدفاع المشروع عن النفس في وجه هذه الهجمات".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه النمسا إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران الروسي، وتوعد وزير الخارجية النمساوي ألكساندر شالنبرغ، روسيا بقوله "لن يقف الاتحاد الاوروبي وحلفائه صامتين أمام التحركات الروسية"، لم يجد الفلسطينيين نفس التعاطف من وزير الخارجية الروسي أو مستشار النمسا، حيث غرد المستشار سيباستيان كورتس في إبريل/ نيسان الماضي، بأن العلم الإسرائيلي قد رفع فوق مكتبه للتضامن.
وأضاف في بيان "أدين بشدة الهجمات على إسرائيل من قطاع غزة" فيما قال شالنبرغ في تصريحات صحفية "لا شئ يبرر إطلاق أكثر من ألف صاروخ حتى الآن على إسرائيل من غزة من قبل حماس" مشدداً على دعم ما اعتبره "أمن اسرائيل" وفق تعبيره.
وتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة باستشهاد 126 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاً و20 سيدة، وإصابة 950 بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. بينما استشهد 10 فلسطينيين آخرين بالضفة الغربية.
أما سلوفينيا، وهي أحد الدول التى استقبلت اللاجئين الأوكرانيين، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطيران الروسي، إلا أنها رفعت علم إسرائيل على مبنى الحكومة في إبرايل/ نيسان الماضي، تضامناً مع الاعتداء الذي اعتبرته الحكومة حق مشروع لدولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان على حسابه بموقع "تويتر": "طلبت من قائد شرطة باريس حظر احتجاجات السبت المرتبطة بالتوتر الأخير في الشرق الأوسط".
أما الدانمارك، فقد أعلنت أمس تسليم نحو 2700 قطعة سلاح إلى القوات الاوكرانية، لدعمها في مواجهة القوات الروسية، إلا انها في المقابل قامت بتفريق مسيرة للمتضامنين مع الشعب الفلسطيني بالعاصمة كوبنهاجن، حيث استخدمت الشرطة الدانماركية الغاز المسيل الدموع لتفريق نحو 4000 شخص شاركوا في المسيرة أمام السفارة الإسرائيلية.
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ بداية شهر رمضان المبارك 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة "باب العمود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها ليهود.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3