كيف غيرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا سياسة الإنفاق العسكري الألمانية؟

2022.02.28 - 09:07
Facebook Share
طباعة

تسببت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا في إعادة تفكير ألمانيا وتقييم وضعها الدفاعي والسياسي، حيث أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الأحد، أمام البرلمان الألماني "البوندستاغ"، عن خطوات تعد تحولاً جوهرياً في السياسة الدفاعية لألمانيا المطبقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال شولتز، في الجلسة المخصصة لبحث الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إن بلاده ستقدم أسلحة لأوكرانيا، وذلك في تحول كبير في السياسة الخارجية لبرلين التي كانت ترفض تقديم أسلحة لأي طرف في مناطق الصراعات.
والسبت الماضي، أعلنت الحكومة الألمانية، أنها ستزود أوكرانيا "في أسرع وقت" بألف قاذفة للصواريخ و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر لمساعدتها في مواجهة هجوم الجيش الروسي.
وقال المستشار شولتز إن الهجوم الروسي على أوكرانيا مثّل نقطة تحول في تاريخ القارة الأوروبية. وأضاف :"علينا أن ندعم أوكرانيا في هذا الوضع البائس. فالناس في أوكرانيا يقاتلون من أجل قيم نشترك معهم فيها".
والتزمت ألمانيا بالابتعاد عن الصراعات وعدم تقديم الأسلحة لأطراف منخرطة فيها. منذ أهوال الحرب العالمية الثانية، التي تزال حية في أذهان الشعب الألماني، وهي التي دفعت ألمانيا إلى الالتزام بالسلم والمشاركة فقط في مهام حفظ السلام، باستثناء بعض الحالات التي أثارت الجدل، كما حصل في البلقان وفي أفغانستان ومؤخراً مع قوات البشمركة الكردية.
لكن الصراع الروسي الأوكراني، دفع الساسة الألمان إلى إعادة النظر في هذه السياسة التي استمرت على مدى أكثر من سبعين عاما، واختيار دعم أوكرانيا عسكريا في مواجهة الغزو الروسي.
وفي الخطاب المشار إليه وعد شولتز، بأن تخصص ألمانيا العام2022 مبلغ 100 مليار يورو في الميزانية من أجل الاستثمارات العسكرية. وتعهد بأن يصل حجم الإنفاق العسكري إلى ما نسبته 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا.
وقال رداً على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، "علينا أن نستثمر أكثر في توفير الأمن لبلادنا ولحماية حريتنا وديمقراطيتنا".
كانت ألمانيا تقاوم منذ مدة طويلة الدعوات من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى لزيادة إنفاقها العسكري ليصل إلى ما نسبته 2 في المئة من ناتجها الاقتصادي، وذلك في ضوء تاريخها الدموي في القرن العشرين والميل القوي للسلام لدى مواطنيها نتيجة لذلك.
لكن شولتز وفي خطابه اليوم قال إن "ألمانيا تحتاج إلى قدرات عسكرية جديدة. فبوتين يريد إمبراطورية روسية. وهو يريد أن يفرض سيطرته على أوروبا بحسب رؤيته للعالم. وعلينا أن نحمي حريتنا وديمقراطيتنا. وهذا سيحتاج إلى عمل قوي على الصعيد الوطني."
وأضاف قائلاً: "نحن نحتاج إلى الطائرات التي تحلق والسفن التي تحمي والجنود المجهزين على أحسن وجه."
يذكر أن ألمانيا تعتبر من أكبر الدول المنتجة للسلاح وهي ثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.
وأجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ مضادة للدبابات عن طريق هولندا، تقوم الآن بتزويدها أيضا بأسلحة من مخزونات جيشها، وهو تطور يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة.
الجدير بالذكر أنه ضمن مفاوضات انضمام ألمانيا الغربية إلى الاتحاد الأوروبي الغربي في مؤتمري لندن وباريس، مُنع البلد (بموجب البروتوكول الثالث لمعاهدة بروكسل المنقحة المؤرخة في 23 أكتوبر/تشرين أول 1954) من حيازة الأسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيميائية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3