أفادت مجلة "شبيغل" الألمانية باكتشاف وثيقة أرشيفية متعلقة بوعود سياسيين غربيين لموسكو في عام 1991 بعدم توسع الناتو شرقا.
وحسب الوثيقة، فإن الدبلوماسي الألماني يورغن هروبوغ أشار خلال اللقاء إلى أنه "خلال المفاوضات بصيغة "2+4" (حول توحيد ألمانيا) أكدنا بوضوح أننا لن نوسع الناتو إلى ما وراء نهر إلبه، وبالتالي نحن لا نستطيع أن نعرض على بولندا ودول أخرى العضوية في الناتو".
ولفتت الوثيقة إلى أن وجهة نظر هروبوغ كانت تتطابق مع موقع المستشار الألماني هلموت كول ووزير الخارجية الألماني هانس ديتريخ غينشر.
ووفقا للوثيقة ذاتها، قال الدبلوماسي الأمريكي رايموند زايتز إن الدول الغربية "أكدت للاتحاد السوفيتي بوضوح أثناء المفاوضات بصيغة "2+4" ومفاوضات أخرى، أنها لن تسعى للاستفادة من انسحاب القوات السوفيتية من أوروبا الشرقية". وأضاف أن "الناتو يجب ألا يتوسع شرقا رسميا ولا بشكل غير رسمي".
في المقابل، أكدت صحيفة نرويجية، السبت، أن حلف الناتو قرر إغلاق مكتبه في العاصمة الأوكرانية كييف مؤقتاً ونقل موظفيه إلى مدينة لفيف الأوكرانية وبروكسل، بدعوى خطر الغزو الروسي،.
يذكر أن المفاوضات في إطار "2+4" كانت تجري في أواخر الثمانينات من القرن الماضي بمشاركة ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية وفرنسا والاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، حول إعادة توحيد ألمانيا.
وخلال السنوات الأخيرة كانت روسيا تنتقد باستمرار توسع الناتو شرقا واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية، مشيرة إلى أن الدول الغربية تعهدت للاتحاد السوفيتي آنذاك بعدم التوسع لكنها تخلت عن وعودها في وقت لاحق.
أكد السفير الروسي لدى السويد فيكتور تاتارنتسيف، أن رغبة الولايات المتحدة وحلف الناتو في تصعيد الوضع الأمني في أوروبا هي سبب اعتراض روسيا على انضمام دخول السويد إلى عضوية الحلف.
وفي وقت سابق، قال تاتارنتسيف في حديث نشرته صحيفة "افتونبلاديت": "لو لم تستفز الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الموقف وتفاقمه، لما اعترضنا على انضمام السويد إلى الناتو.. سنحترم قرار السويد. لكن الآن الوضع الأمني في هذا الجزء من أوروبا قد تغير بشكل كبير. توسيع الناتو هو أكبر تهديد لروسيا".
وحصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعم نظيره الصيني في صراعه مع الدول الغربية بشأن أوكرانيا. ودعا الرئيسان خلال إعلان مشترك إلى حقبة جديدة في العلاقات الدولية، ووضع حدّ للسيطرة الأميركية.
كما ندّد البلدان بحلف الناتو وحلف أوكوس الذي أنشئ عام 2021 لكونهما يقوّضان الاستقرار والسلام العادل في العالم.
وأكد البيان المشترك أيضًا أنّ موسكو وبكين تعارضان أيّ توسيع للحلف الأطلسي مستقبلًا، وهو المطلب الأول لروسيا من أجل خفض حدة التوتر بينها وبين الغرب بشأن أوكرانيا.
وفي يناير/ كانون ثان الماضي، قال الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلنطي" NATO، ينس ستولتينبرج، إن التحالف الغربي قرر قبول أوكرانيا وجورجيا كأعضاء جدد، لافتا إلى أن القرار تم البت فيه واتخاذه في مطلع عام 2008 ولن يتخلى الحزب عن سياسة التوسع التي تبناها، مشدداً في الوقت نفسه على أن توقيت انضمامها للحلف لا يزال غير محدد.
جدير بالذكر أن قضية انضمام جورجيا إلى حلف الناتو شكلت ركناً أساسياً للتوتر الذي اندلع بين موسكو وتبليسي منذ منتصف العقد الأول من الألفية الراهنة، وبلغت ذروتها في الحرب الخاطفة التي شنتها روسيا ضد جورجيا في عام 2008. بينما تصاعدت مخاوف موسكو من الانضمام المحتمل لأوكرانيا إلى حلف "الناتو"، خصوصاً بعد إطاحة الحكومة الأوكرانية الموالية لروسيا في عام 2014 وتولي حكومة أخرى جديدة أكثر انفتاحاً على الغرب.
زادت القوات المسلحة في الدولتين من تعاونهما واندماجهما مع "حلف شمال الأطلنطي"،غير أن العضوية الكاملة لهما في الحلف ستُعَيد الطريق أمامهما للحصول على مبيعات سلاح أكبر فضلاً عن إتاحة مواقع تتمركز فيها منصات وقدرات نووية غربية على أراضيهما.
وفي الوقت الذي ترى فيه روسيا أن توسيع عضوية "الناتو" يعد انتهاكاً لاتفاق أبرمه الاتحاد السوفييتي السابق مؤداه ألا يتوسع التحالف شرق ألمانيا، فإن رئيس حلف "الناتو" نفى في تصريحاته سابقة وجود مثل هذا الاتفاق الذي تشير إليه روسيا، مشدداً على أن اتفاقاً بهذا الشأن لم يبرم على الإطلاق، متعهداً بأن التحالف لن يتخلى عن المضي قدماً في سياسته التوسعية.