رغم انتهاء الاشتباكات… هجوم داعش على الحسكة يدق ناقوس الخطر

2022.01.25 - 12:32
Facebook Share
طباعة

بعد 5 أيام من الاشتباكات الدامية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، في بيان لها إنها اقتحمت جزءا من سجن سيطر عليه مقاتلو تنظيم داعش شمال شرقي سوريا، مساء أمس الأثنين، وأجبرت 300 على الأقل من المتشددين على الاستسلام.
لكن في المقابل لا يزال المتشددون متحصنون في مبان أخرى وإنه يجري التخطيط لتطهير ما تبقى من مجمع الاعتقال في مدينة الحسكة- بحسب بيان (قسد).
وذكرت مصادر إن ما لا يقل عن 180 سجينا ومتشددا و27 من قوات الأمن لقوا حتفهم منذ أن هاجم مقاتلو داعش السجن، الخميس الماضي.
ويعد هذا الهجوم هو الأكبر منذ أن فقد التنظيم آخر مناطق نفوذه في مارس/آذار 2019، بعد هزيمته في كافة الأراضي التي أعلن منها "دولة الخلافة" المزعومة في سوريا والعراق عام 2014.
لكنه كان هجوماً متوقعاً؛ فقبل أقل من شهر، نشر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) معلومات بناء على اعترافات لمعتقل من التنظيم وصف بالقيادي كشف خلالها أن مقاتليه يعدون لاقتحام سجن الصناعة في الحسكة. وهو الأمر الذي يزيد المشهد تعقيداً وإرباكاً ويثير الكثير من التساؤلات عن أسباب عدم الاستعداد لهذا الاحتمال.
ويأتي هذا الهجوم تحت أنظار القوات الأمريكية والروسية التي تنتشر في عدة مناطق من محافظة الحسكة، التي تسيطر قوات موالية لتركيا على جزء من شريطها الحدودي، وعلى بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية، وفي قلب أكثر الأماكن تحصيناً وحراسة من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
ولا تزال تداعيات هذا الهجوم مستمرة، ليس فقط لإشاراته بأن الإرهاب لم ينته بعد، بل لأنه كان هجوماً منظماً سلّط الضوء على أخطر بقعة يملك فيها الدواعش موطئ قدم حتى اليوم.
ووفقاً لذلك، رأى تقرير بريطاني، أن ما حدث كان بسبب تجاهل الدول الغربية لخطورة سجون الإرهابيين، إلا أنهم بعد هجوم الحسكة لم يعد بإمكانهم فعل نفس الخطأ.
واعتبرت صحيفة "التايمز" أن تناسي وجود سجون تأوي كل هذا العدد من عناصر تنظيم داعش منذ إعلان هزيمته قبل سنوات "فضيحة".
كما أشار إلى أن هناك 12 ألف أسير تحت قبضة قوات سوريا الديمقراطية بينهم 2000 على الأقل أجانب، إضافة إلى 70 ألفا من النساء والأطفال في مخيمات للنازحين تحت الحراسة.
ورأى التقرير أن بريطانيا ومعها دول أوروبية أخرى أدارت ظهرها ورفضت السماح للمتطرفين وعائلاتهم أو زوجاتهم وأراملهم بالعودة إلى بلادهم الأصلية حتى للمحاكمة.
في حين انتقد التقرير أيضاً خطوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عندما سحب في أواخر عام 2019، نصف القوات البرية الأميركية القليلة التي يبلغ عددها 2000 والتي تساعد في حراسة منطقة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي سوريا. كذلك لم ينس الإشارة إلى إسهام الأتراك في الاستمرار بمهاجمة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية.
وفقدت قسد بحسب مصادرها الرسمية نحو 12000 قتيل منذ بدء عملياتها ضد تنظيم الدولة حتى مارس/آذار 2019، لكن عمليات التنظيم المستمرة بالإضافة إلى حالة الاستنفار الدائمة التي تعيشها هذه القوات لتخوفها من عملية تركية جديدة ضد مواقعها تستنفد قواتها بشكل كبير.
وفي وقت سابق قال مسؤولون كبار في الاستخبارات العراقية إن قيادة تنظيم (داعش) الحالية موجودة في مناطق سيطرة قسد في سوريا، ومن بينها زعيم التنظيم الجديد واسمه أمير سعيد المولى المعروف بأبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وهو ما قد يفسر وقوع الهجوم النوعي الأكبر من نوعه منذ هزيمة التنظيم في الحسكة السورية.
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي كان شنّ هجوماً بسيارات مفخخة تلاها اشتباكان عنيفة على سجن غويران بالحسكة شرق سوريا، الخميس الماضي، بغية تحرير سجناء من عناصره. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10