ادلب تعيش أيامها العصيبة والأصابع تتوجه إلى هيئة الجولاني

عمر قدور

2022.01.12 - 12:35
Facebook Share
طباعة

تعيش منطقة ادلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم تحرير الشام، جدلاً واسعاً بسبب بعض الأحداث والقرارات التي تدور فيها منذ الأيام الماضية، انشقاقات دعاة عن تنظيم الجولاني، قرارات وصفتها اوساط شعبية بالجائرة، مطالبات بالإفراج عن معتقلين ، وحوادث اغتيالات باتت تتكاثر بشكل كبير .

انشقاقات وقرارات صادمة في ادلب

تعصف الخلافات في البيت الداخلي لتحرير الشام، بسبب انعطافات لمسها هؤلاء في سياسة زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني، والذين باتوا يرونه أقرب إلى رجل أعمال وعلاقات عامة من كونه قائداً لفصيل مقاتل لديه قضية وفق رأيهم.
في هذا السياق قالت مصادر وكالة آسيا نيوز الخاصة بأن القاضي محمود عجاج ابن عندان و الشيخ والخطيب طارق الجابر المتحدر من جبل الزاوية، والذين انشقا عن تحرير الشام بسبب ظلم قيادتها وخيانتها على حد وصفهم، يعملان حالياً على استقطاب زملائهم من القضاة الشرعيين والمشايخ والدعاة، لتشكيل جسم معارض للهيئة .
وتضيف المصادر التي التقت بالقاس محمود والشيخ طارق بأنهما تحدثا عن الكثير من الفساد والممارسات اللا أخلاقية لأمراء الهيئة وقادة مناطقها، من السرقة والاتجار بالمخدرات واحتكار السلع بكل أنواعها، مروراً بالابتزاز عبر الاعتقال ليصل الأمر إلى حد استغلال النساء والزنا الذي بات يأخذ لبوس الين تحت مسمى زواج عرفي.
وتختم المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها بالقول: لقد بات الرجلان المنشقان عن الهيئة في عداد الأشخاص المطلوب رأسها.
في سياق آخر أكد مراسل آسيا نيوز في الشمال السوري أنه تم تجهيز مكتب وزير الزراعة فيما تُسمى حكومة الإنقاذ الدكتور محمد طه الأحمد بتكلفة آلاف الدولارت.
تعليقاً على ذلك أبدت مصادر محلية في ادلب سخطها مما أسمته بالبذخ والسرقات في حكوةم الإنقاذ، فيما نصف شعب ادلب في المخيمات وعلى طوابير الخبز ونصفه الآخر على حاويات القمامة يستجلب قوت يومه بحسب تعبيرها.
يتزامن ذلك مع قرار أصدرته وزارة الأوقاف في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، يقضي برفع بدلات إيجار العقارات التي تخضع لسيطرتها خلال العام الحالي 2022، ما ساهم برفع الإيجارات إلى عشرة أضعاف عما هي عليه، حيث وصل بدل بعض الإيجارات إلى 100 دولار أمريكي شهرياً.
وفي متابعة هذا الموضوع قالت مصادر وصفت نفسها بالمطلعة لوكالة آسيا بأن شاغلي العقارات كانوا قد دفعوا فراغات مالية تعادل نصف ثمنها مقابل استثمارها، على أنْ يحدد بدل الإيجار بأسعار رمزية، لكن حكومة الإنقاذ انقلبت على ما اتفقت عليه مع الناس.
وتختم المصادر بالقول: لقد باتت حكومة الإنقاذ تبحث عن كل دولار تستطيع أخذه من الناس بغض النظر عن انتشار الفقر و تزايد البطالة.
بالتوازي مع ذلك برز ملف المقاتلين السابقين الذين كانوا ضمن صفوف فصائل الشمال، حيث روى بعض هؤلاء لآسيا نيوز كيف أن فصائلهم خذلتهم وتركتهم بعد إصاباتهم خلال المعارك، إذ أكدوا بأن المعاشات والتعويضات التي تلقوها في أول عدة أشهر من إصاباتهم قد توقفت كلياً، وتشير المصادر: إلى أن كثيراً من هؤلاء المقاتلين السابقين يتواجدون في المخيمات، ولا سيما في أطمة بالقرب من الحدود السورية ـ التركية، حيث يعج المخيم هناك بآلاف المقاتلين السابقين المصابين والمنسيين.

ادلب ملك للهيئة فقط

تعمل ما تُسمى بحكومة الإنقاذ ومن ورائها تنظيم تحرير الشام، على تحويل منطقة ادلب إلى مزرعة خاصة بهم، وفق تعبير مصادر معارضة تقطن في ريف حلب.
وتضيف تلك المصادر لآسيا نيوز: في كل أسبوع تصدر قرارات مجحفة بحق الناس من قبل حكومة الجولاني في ادلب، كان آخرها رفع بدلات الإيجارات إلى عشرة أضعاف، لكن الأكثر استفزازاً للناس في ريف ادلب، هو قيام ما تُسمى بالقوة الأمنية التابعة لتحرير الشام بمداهمة مقرات ما يُسمى بجيش الأحرار وجماعة أبو عدنان الزبداني في بابسقا، لإنذارهم بالتوقف عن بناء مخيمات ومجمعات سكنية لعناصرهم و إلّا فستقوم بإخلاء المقرات بالقوة، وهو ما أثار غضباً واسعاً بين عناصر تلك الجماعات وعائلاتهم ضد الهيئة، وتؤكد المصادر والتي من بينها من كان حاضراً خلال تلك المداهمة، أن عناصر القوة الأمنية قالوا صراحة أنه لا يحق لأحد أن يبني في إدلب غير الهيئة.
إلى ذلك عبر الكثير من الناشطين والمعارضين استيائهم جراء رفض تحرير الشام رفع ما يُسمى بعلم "الثورة" خلال حفل تخريج طلاب جامعة ادلب.
لم تتوقف الشكاوى بين أهالي ادلب على أوضاعهم المعيشية الصعبة، وقرارات حكومة الإنقاذ، إذ عاد ملف آخر للبروز إلى الواجهة، وهو ملف المعتقلين من أبناء ادلب والنازحين من بقية المناطق السورية الذين استقروا في المنطقة، حيث تجمهرت عشرات النسوة في منطقة تلعادة بناحية الدانا لمطالبة تحرير الشام بالإفراج عن أبنائهم وأزواجهم وأشقائهم، ومن بينهم يافعين لا يتجاوز أعمارهم الـ 15 عاماً، يأتي ذلك بعد أن سرب عناصر يتبعون لتجرير الشام أخباراً لذوي المعتقلين بأن جزءاً كبيراً من أبنائهم سيُعدمون. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3