روسيا في السماء والجولاني على الأرض في ادلب

2022.01.05 - 01:30
Facebook Share
طباعة

تعلو أصوات الطائرات في سماء ادلب، اما على الأرض فتكاد أصوات الناس هناك تزاحم هدير الطائرات ، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، لتتحول تلك المنطقة إلى مكان معزول محاصر ما بين السماء والأرض .
غارات مكثفة واقتتالات داخلية
رغم الغارات الروسية المكثفة التي تستهدف مناطق الجماعات المسلحة و المناطق الحيوية في ادلب، إلا أن ذلك لم يمنع عناصر الفصائل المسلحة عن الاستمرار بالاقتتال فيما بينهم من أجل الغنائم والمكاسب، حيث أفادت مصادر وكالة أنباء آسيا في الشمال أن اقتتالاً كبيراً وقع على حاجز حجلار في ريف جنديرس بين عناصر أحرار الشام مع بعضهم البعض، ثم انتقلت المشكلة بينهم إلى حاجز تل سلور، وبعد الملاسنة جرى اشتباك قوي مع بعضهم.
وتضيف المصادر المحلية لآسيا نيوز: لقد وقع قتلى وجرحى في ذلك الاقتتال، من بينهم محمود بنيان ومصعب شحادة، إضافةً لإصابة العشرات بجروح حالة بعضهم خطرة، ولا زال التوتر قائماً، وسط توقعات من قبل السكان بامتداد ذلك الخلاف إلى عائلات العناصر المقتتلة .
بدورها أكدت مصادر أهلية في جنديرس بأن الحالة السيئة التي يعيشها الناس هي بسبب تسلط الفصائل المسلحة على كامل ادلب وعلى رأسها تحرير الشام، وتساءل هؤلاء إن كان عناصر الفصائل يقتتلون فيما بينهم، فكيف بين العناصر والناس العاديين الذين لا ينتمون لها أو للهيئة؟.
وبالحديث عن الحالة المعيشية والاقتصادية، وملاحقة تنظيم تحرير الشام للناس بالتضييق عليهم ، أكدت مصادر آسيا نيوز في ادلب بأن عناصر الهيئة يقومون بمصادرة الدخان الأجنبي من التجار الذي لا يشترون بضائعهم من تجار الهيئة، حيث تمت مصادر دخان بقيمة 2500 دولار من أحدهم كون بضاعته ليست من أحد التجار المحسوبين على تحرير الشام، حيث أودع السجن لأيام وأُطلق سراحه مع دفعه لغرامة ومصادرة بضاعته أيضاً، وسط أحاديث بين المصادر المحلية عن كون الدخان أحد أهم البضائع الحيوية والاستراتيجية التي تدر على الهيئة أموالاً طائلةً بعد النفط .
وسط الامتعاض الشعبي الذي لمسته آسيا نيوز في شوارع مدينة ادلب، لوحظ حديث الناس عن مظاهرات تعم مناطق درع الفرات احتجاجاً على الغلاء والفساد هناك، علماً بأن الأسعار في تلك المناطق هي أقل مما هي عليه الأسعار في ادلب، لكن أحد المصادر في المدينة أكد بأن الخوف هنا يسيطر على الناس رغم جوعها.
مخاوف من التجويع والهيئة ستختار وزراءً جدد
مع تصاعد المشهد العسكري في الشمال السوري ، وتكثيف الروس لغاراتهم ، باتت الناس يتساءلون عن عدم استهداف مواقع علنية تتبع لتحرير الشام رغم معرفة الروس بمكانها، فيما تقتصر الاستهدافات، على تجمعات صغيرة لمسلحي الهيئة، إضافةً للمداجن ومحطات المياه .
في هذا السياق قال مصادر آسيا نيوز بأن ما يحدث حالياً من استهداف للمداجن وغيرها هدفه تجويع ادلب وأهلها، والضغط عليهم وفق رأيهم، ليذهب آخرونب بالقول لمراسل آسيا بأن موسكو تريد الضغط على أنقرة من أجل تطويع تحرير الشام ودمجها بفصائل أخرى إن لم تكن تريد محاربتها.
بينما قال المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز أن تركيا لم تنجح في إزالة المجموعات المتطرفة والمصنفة إرهابياً من إدلب، وبالتالي فإن موسكو تريد تشكيل بيئة شعبية ضاغطة على تركيا ضد الهيئة، ولعل بوابة الجوع والحصار أحد مفاتيح تحقيق ذلك وفق رأيه.
الغضب الشعبي في ادلب والممزوج بالخوف لم يكن مقتصراً على الغارات الروسية، بل كان هناك استياء عارم من عدم استهداف المداجن التابعة لأمراء تحرير الشام، في حين عبرت مصادر محلية عن غضبها من التصريحات التي قالها قبل أيام رئيس المجلس المحلي في ادلب أبو يامن سيد عيس من أن الحرب انتهت، على الرغم من استمرار الغارات على المدينة.
وفي سياق متصل انتشر تسجيل صوتي لأحد النشطاء دون ذكر اسمه يحث فيه أهالي ادلب على الخروج ضد تنظيم تحرير الشام، لأنه وفقاً لرأيه أن المظاهرات الكبيرة السلمية تزلزل عروش دول كبرى، فكيف بعصابة يرأسها الجولاني وفق تعبيره، ليختم بالقول: على الأرض يوجد الجولاني لفرض الضرائب والاحتكار والقمع، وفي السماء طيران روسيا .
و مما زاد في غضب الناس الذين التقتهم آسيا نيوز هو أن مجلس شوري تحرير الشام يجتمع حالياً لتعيين أشخاص جدد تحت مسمى وزراء فيما الطيران الروسي يستمر بالغارات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1