مخاوف كردية من استانة والانشقاقات تعصف بالجسد القسدي

عمر قدور

2021.12.22 - 01:50
Facebook Share
طباعة

بالتزامن مع انعقاد محادثات استانة بين الحكومة السورية والمعارضة، تظهر مخاوف بعض الاوساط الكردية، من ان تتمخض تلك المحادثات عن اتفاق على حساب شرق الفرات، لاسيما بعد فشل المفاوضات الكردية التي رعتها موسكو مع دمشق، يضاف الى ذلك ظهور مشاكل جديدة بدأت تهدد الجسد العسكري للتنظيم الكردي.

انشقاقات وشائعات تعصف بقسد

لم يكن ينقص قسد الا مشكلة جديدة تضاف الى مشاكلها العديدة التي تعصف بالادارة الذاتية، فمن اغلاق الحدود معها من قبل حكومة كردستان العراق والحكومة السورية، الى النقص الحاد في الخبز والطحين، مرورا بغلاء الاسعار وانتشار ظاهرتي الاحتكار والبطالة، الى حوادث استهداف عناصر التنظيم الكردي من قبل مجهولين، فضلا عن المسيرات التركية وملف داعش، واخيرا و ليس اخرا باتت مشكلة الانشقاقات داخل قسد تطفو على السطح حتى باتت ظاهرة.
في هذا السياق اكدت مصادر خاصة من داخل ما تسمى بالادارة الذاتية لمراسل اسيا اسيا المعلومات التي تحدثت عن انشقاق عدد من عناصر قسد مع الياتهم واسلحتهم.
واضافت المصادر بالقول: ان العناصر انشقوا من أحد المقرات المحيطة في قرية الدبس بريف بلدة ‎عين_عيسى، واتجهوا إلى مناطق سيطرة ما يسمى بالجيش الوطني بريف الرقة الشمالي.
الى ذلك قال مصدر مقرب مما يسمى بالجيش الوطني المدعوم تركيا لاسيا نيوز بأن هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها، كاشفا عن انشقاقات عدة حصلت خلال الشهرين الماضيين، مضيفا: ان جميع هؤلاء المنشقين ينحدرون من عشائر عربية، والسبب في ذلك بحسب ما رووا لقادة بعض الفصائل هو التمييز العنصري والتجاوزات التي ارتكبها جهاز الاسايش بحق عشائرهم.
بدورها اكدت مصادر عشائرية ان العشرات من ابنائها في دير الزور والرقة قد انشقوا واتجهوا لمناطق ما تسمى بالحكومة المؤقتة.
وختمت تلك المصادر : لم نكن نتمنى ان نصل الى هذه المرحلة فالاكراد اخوتنا، لكن قسد لم تراعي ظروف البيئة العشائرية وخصوصيتها.
في حين اكدت اوساط كردية لاسيا نيوز ان كل الشائعات التي تتحدث عن تمييز عرقي هي محض افتراء، والدليل وجود ابناء العشائر في مواقع المسؤولية ضمن الادارة الذاتية، وهناك المئات َن العرب منخرطين في جهاز الاسايش فضلا عن قسد.
واردفت تلك الاوساط : لا نشك بوحود دور تحريضي وفتنوي تلعبه بعض الميليشيات بدعم تركي من احل اشعال فتنة عربية كردية، وقسد متيقظة لذلك وفق قولها.
و على صعيد متصل اكدت مصادر محلية من داخل الادارة الذاتية لوكالة اسيا بأن قسد الغت إجازات المجندين إجبارياً للحد من هروبهم، وذلك بعد انشقاق عدد من العناصر مع اسلحتهم كما مر انفا.

غضب قسدي من استانة والتسويات

بعد اعلان رئيسة مسد الهام احمد فشل المفاوضات التي ترعاها روسيا بين الاكراد والحكومة السورية، بدأت الاصوات الكردية ترتفع خوفا من مفرزات محادثات استانة بين المعارضة ودمشق، تلك المفرزات التي يمكن ان تكون على حساب الاكراد وتنظيماتهم وفق رأيهم.
في هذا السياق اشار مصدر محسوب على مجلس سورية الديمقراطي الذي ترأسه احمد، الى ان اعلان المعارضة عن اهم الملفات التي ستتطرق اليها في استانة بشكل سابقة خطيرة، حيث اقتصرت تلك الملفات على القرارات الدولية، وعودة النازحين والدستور، واخيرا وهو الاهم ما اسمته المعارضة بملف التنظيمات الانفصالية، وهي تسمية يجمع عليها كل من السلطات السورية في دمشق والفصائل المسلحة والمعارضة المدعومين من انقرة، وبرأي الاوساط الكردية ان ذلك مؤشر خطير وتطور غير مسبوق.
الاوساط الكردية اضافت لاسيا نيوز هناك مخاوف حقيقية من ان تقوم انقرة باستغلال تقاطع مصالحها مع دمشق رغم العداء بينهما، اذ هناك من يقول بأن مشكلة المعارضة السورية هي مع قسد اكثر مما هي مع الحكومة السورية، بالتالي ستؤثر انقرة على وفد المعارضة للتوصل الى تفاهم مع دمشق بشأن شرق الفرات.
في سياق متصل انتشرت معلومات تفيد بأن بعض الاوساط الروسية تتوقع تبلور الصورة في شمال سورية مطلع العام المقبل لجهة فتح المسار السياسي في جبهة، والمسار العسكري في أخرى، وان الفرصة المتاحة في الشرق أمام قسد ليست مفتوحة، وقد تودي إلى فتح فرصة معاكسة في الغرب يسعى إليها الأتراك وتنتهي بخسارة قسد.
مما دفع اوساطا مردية للرد على تلك المعلومات بالقول: تلك المعلومات مجرد شائعة تأتي في اطار الحرب النفسية على الاكراد، مضيفة: القصد من تلك التسريبات هو ان موسكو تريد ارسال رسالة سياسية الى قسد فقط لا غير كوسيلة ضغط عليها وبعلم واشنطن وفق رأيها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2