خسائر اقتصادية وبشرية… ما جنته لبنان من تآكل البنية التحتية للطرق

2021.12.15 - 12:41
Facebook Share
طباعة

منذ عامين، يمرّ لبنان بأزمة اقتصادية ونقدية، وصفها عدد من الخبراء بالأسوأ في تاريخ لبنان الحديث، وألقت تلك الأزمة بظلالها على كافة القطاعات بما فيها الطرقات التي تعاني في الأساس ومنذ سنوات من تردي أوضاعها.
ويرى خبراء اقتصاد أن سوء حال الطرقات له تداعيات كبيرة على الاقتصاد ويلحق به أضراراً أخرى. فإن قضاء المواطنين ساعات على الطرقات ليصلوا إلى أعمالهم بسبب زحام السير لا يرهق أعصابهم فقط، لكنه أيضا يتسبب في الخسارة لمن يتطلب عملهم التنقّل مما يتسبب في تدني إنتاجيتهم.

ويضيف الخبراء، يخسر الموظف، يومياً، ساعة على الأقل من أصل ثماني ساعات عمل، أي ما يعادل 12.5% تقريباً من إنتاجيته"، مشيراً إلى أن لهذا الأمر كلفة على الاقتصاد ككل تقدَّر بنحو ثلاثة مليارات دولار، على أساس اعتبار أن الناتج المحلي الإجمالي يساوي 30 ملياراً.

وفي تصريحات صحفية أشار النائب ميشال الضاهر، صاحب شركة "ماستر تشيبس"، إلى تراجع جودة الطرقات مؤخراً، ورجح أسباب ذلك إلى عدوم وجود صيانة أو مشاريع تنَّفذ، نتيجة انخفاض ميزانية الوزارات المعنية، بسبب انخفاض قيمة العملة.

وقد اعتاد اللبنانيون على تردي أحوال الطرقات في بلدهم ويحاولون دائما التعامل مع هذا الأمر رغم صعوبته. ويزداد سوء الطرق مع التوجه بعيداً عن العاصمة، حيث غالبية الطرقات مهملة بسبب رداءة أعمال التأهيل.
وتتصل بيروت بغيرها من المدن اللبنانية بشبكة طرق يغيب عنها التخطيط، وقد أُطلقت على بعضها تسمية "طرق الموت"، مثل أوتواستراد الزهراني-النبطية.

الخسارة التي تتسبب فيها سوء البنية التحتية في لبنان ليست فقط اقتصادية، وإنما أيضا هناك خسارة بشرية، حيث ترتفع نسب حوادث السير في لبنان، ولا سيما القاتلة منها، نتيجة تدهور البنى التحتية وعدم صيانتها بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمرّ بها البلاد.
وبحسب بعض الإحصائيات فإن طرقات لبنان تحصد شهريًا أرواح العشرات، فيما فاقمت الأزمة الاقتصادية الوضع سوءًا، إذ غابت الصيانة كليًا، لتنتشر حفر بعضها قاتل، لكنّ هذه الحفر ليست الفخ الأوحد، فهناك أيضًا أنفاق مظلمة لا يسهل المرور فيها نهارًا، بالإضافة لإشارات السير المعطلة، ناهيك عن الصرف الصحي الذي يصطاد المارة.
وسجل لبنان في النصف الأول من العام الحالي أكثر من 200 حالة وفاة، وتقول الجمعيات المعنية إن الأخطر يكمن في ارتفاع نسب الحوادث القاتلة.

في هذا السياق، يوضح رئيس جمعية اليازا للسلامة العامة زياد عقل أن هناك سوء إدارة فيما يتعلق بموضوع الطرقات في لبنان من قبل المعنيين منذ زمن، وقد تفاقمت اليوم بسبب الأزمة في البلاد.
ويلفت عقل في تصريحات صحفية إلى أن عدد حوادث السيارات بلبنان في تصاعد حاليًا، وقد يتصاعد أكثر في الأشهر المقبلة، مضيفًا أن أزمة الوقود وطوابير المحطات تسبب أزمة سير والكثير من المشاكل.
وحول الحلول التي من الممكن أن تقلل نسب الحوادث، يطالب عقل قوى الأمن الداخلي بنشر المئات من عناصرها على تقاطع الطرقات بسبب غياب الإشارات المرورية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7