حلفاء واشنطن من الأكراد يختطفون الأطفال.. فما السبب؟

إعداد – عبير اسكندر

2021.12.01 - 12:10
Facebook Share
طباعة

"أرجعوا أطفالنا"، صرخة أهلية تخرج من الشمال السوري لمطالبة المنظمات الدولية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بإعادة أبنائهم بعد أن علمت الأخيرة على تجنيدهم قسراً لدى صفوف منظمة الشبيبة الثورية.

وتخضع مناطق شمال سورية لسيطرة القوات الكردية المدعومة أمريكياً، ومنها مدن القامشلي وعامودا، التي شهدت حالات "اختطاف" للعديد من الأطفال والقاصرات من قبل قوات حماية الشعب الكردية وتجنيدهم لدى التشكيلات التابعة لها بشكل إجباري، وفق ما ذكر عدد من الأهالي.

عائلات الأطفال المجندين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في القامشلي لفضح ممارسات قسد التي كانت قد وقعت منتصف عام 2019، "خطة عمل" مع الأمم المتحدة لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال، إلا أن القوات الكردية لم تلتزم بهذه الخطة حسب ما قال عدد من المحتجين.

الأهالي رفعوا الصوت في الوقفة الاحتجاجية مطالبين بإعادة أطفالهم، وكتبوا لافتات تقول: "ارجعوا أطفالنا" و"التجنيد العسكري يبث الرعب في قلوب الأمهات"، و"أفين خليل تعشق الكتاب وتخاف من صوت الرصاص" وهي الطفلة التي تم اختطافها من أمام مدرستها في مدينة عامودا مطلع الأسبوع الماضي وتم نقلها وعدد من رفاقها في الثانوية إلى مكان مجهول، كما ذكر اهلها.

ووقعت فتيات كضحايا اختطاف أخرى، ومنهن آيا وصديقتها هدية، تم اختطاهما من أمام المدرسة في عامودا وزجهما ضمن معسكرات الشبيبة الثورية، وفتاة ثالثة بعمر 16 عاماً قام مجهولون باختطافهما من الشارع وتسليمها إلى "قوات حماية المرأة" التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية.

القوات الكردية بمختلف تشكيلاتها، تتقاذف المسؤولية عن عمليات التجنيد، مع التأكيد على وجود مكتب خاص يتبع للإدارة الذاتية مهمته تجنيد الأطفال في الصفوف العسكرية التابعة لها ولمنظمة الشبيبة الثورية، الأمر الذي تتملص منه قسد معلنة عدم مسؤوليتها عن المكتب أو المنظمة الشبابية التي يقول مسؤولون إنها " مدنية مستقلة"..

"الشبيبة الثورية"
وتأسست "الشبيبة الثورية" في عام 2011، تروّج لنفسها بالاسم الكردي "جوانن شورشكر"، على أنها منظمة مستقلة، إلا أن هناك مصادر محلية تؤكد تبعيتها بشكل إداري لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتتلقى الدعم العسكري من وحدات حماية الشعب الكردية الحليفة للإدارة الأمريكية.

وتذكر المصادر أن المنظمة تتألف من شباب وشابات أغلبهم قاصرون من موالين للحزب، ويتم غالباً قيادتهم من قبل كوادر ينتمون لقوات "حماية المرأة الكردية"، لتقوم بمهام خطف واغتيال نفذتها ضد تشكيلات كردية أخرى، وفق ما تشير له تقارير حقوقية.

كما استهدفت "الشبيبة" خلال العام الحالي عدة مقار ومراكز للأحزاب السياسية الكردية، بالقنابل وبالتحطيم وإطلاق النار، بحسب بيانات أصدرها "المجلس الوطني الكردي".

وتعمل المنظمة على استهداف الأطفال من أمام مدارسهم بهدف تجنيدهم وفق خطط محكمة تبدأ بالتقرب من المراهقين الأطفال في المدرسة أو الشارع، وإنشاء علاقات صداقة معهم، من ثم دعوتهم للمشاركة في محاضرات ودورات تثقيفية وفكرية تُنظمها الحركة في أكاديميات تابعة لها، لتتم عملية الخطف بذات الأسلوب في عدة مناطق من الشمال السوري. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10