الغارديان تتحدث عن الطريق الى اوروبا عبر بيلاروسيا

اعداد جوسلين معوض

2021.11.13 - 11:37
Facebook Share
طباعة

 
نشرت صحيفة الغارديان تحقيقا ذكرت في مطلعه قصة فرهاد نابو، الذي قتل الشهر الماضي خلال ملاحقة الشرطة البولندية للسيارة التي كان يستقلها إلى جانب مهرب للبشر وركاب سوريين ثلاثة، بعد أن "دفعوا الآلاف مقابل نقلهم إلى ألمانيا".
نابو، متزوج وأب لطفلين من مدينة عين العرب، يقول ابن عمه رشوان، وهو عامل سوري في المجال الإنساني "لقد غادر سوريا، مثل كثيرين غيره، للوصول إلى أوروبا".
وتشير الصحيفة إلى أن فرهاد "استقل رحلة جوية مباشرة إلى مينسك من أربيل في شمال العراق".
"في الرقة ودمشق وحلب، انتشرت الأخبار لشهور أن أسهل وأسرع وسيلة للوصول إلى أوروبا هي رحلة مباشرة إلى بيلاروسيا"، يقول رشوان ابن عم فرهاد.
ويلفت التحقيق إلى أن "ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، اتُهم بتعمد إثارة أزمة لاجئين جديدة في أوروبا من خلال تنظيم حركة الأشخاص من الشرق الأوسط انتقاما من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على نظامه الاستبدادي".
وتصف الصحيفة حال المهاجرين بالقول "يعيش الآلاف من العائلات الكردية والسورية والعراقية في خيام صغيرة مخبأة بين الأشجار بين البلدين، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا إلى ما دون الصفر، وما زال الكثيرون يستعدون لمحاولة القيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر، ويصطفون كل يوم خارج أبواب وكالات السفر، بينما تنتظر عائلة نابو إعادة جثته من بولندا".
ويقول وكيل سفريات في جنوب بيروت يقدم خدماته للسوريين الذين يحاولون الوصول إلى بيلاروسيا "لم يأت الكثير في البداية لأنهم كانوا مرتابين .. كان هذا في أبريل/ نيسان. ولكن بعد ذلك وصل العديد من الأشخاص إلى الأجزاء الجيدة من أوروبا، وبدأت الأعمال التجارية في التحسن".
"في شمال العراق الكردي، كان الجدول الزمني مشابها"، فقد قال أحد الوكلاء في أربيل "لقد تلقينا توجيها من وكيل في بغداد قبل الصيف بأن بيلاروسيا تصدر التأشيرات.. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن تنتشر الأخبار".
ويوضح التحقيق "في كلتا المدينتين، العملية والسعر متشابهان. يدفع العراقيون الراغبون في السفر 3500 دولار نقدا، ويخصص الجزء الأكبر منها لدفع ثمن التأشيرة نفسها".
وفي الاندفاع الأخير للحصول على التأشيرات، تقول الصحيفة إنه "تقدم ما يقدر بـ 3000 إلى 4000 سوري بطلبات في لبنان، بمساعدة السفارة السورية في بيروت".
وتنقل الصحيفة عن أبي فهد، عامل بناء من ضواحي دمشق الخارجية يعيش في بيروت منذ خمس سنوات "حان وقت المغادرة، وهذه هي الفرصة التي كنت أنتظرها. هل تعتقد أنني سأبقى في لبنان الآن؟ إنه أسوأ من سوريا".
و"يعبر مقدمو الطلبات الناجحون الحدود البرية عائدين إلى سوريا ويتجهون إلى دمشق للرحلات الجوية: بعضهم يمر في اسطنبول على شركات الطيران البيلاروسية والبعض الآخر، بشكل رئيسي على متن شركات طيران سورية، يطير مباشرة إلى مينسك"، وفق الصحيفة.
وقال دلوفان، 27 عاما، وهو شاب عاطل عن العمل من دهوك في كردستان العراق "أعلم أنه من الخطر للغاية المرور عبر بيلاروسيا .. لكنني سأذهب على أي حال إن شاء الله".
وقال مسؤول كبير في حكومة إقليم كردستان للصحيفة "نحن نبحث عن وكلاء سفر متورطين في ما يبدو أنه لعبة سياسية خطيرة من جانب بيلاروسيا تنكرت على أنها إصدار روتيني لتأشيرات سياحية .. إنه أمر مباشر للاتجار بالبشر، باستخدام الأسر الضعيفة كوقود للمدافع لتقوية يد بيلاروسيا في نزاع أوروبي ضروس".
أما شركة الطيران البيلاروسية المملوكة للدولة، بيلافيا، فقالت إنها لا تستطيع "تحديد أسماء وكالات السفر، حيث لا يمكننا التأكد بنسبة 100٪ من أن هذه الوكالات متورطة عن وعي في الاتجار بالمهاجرين".
وتحدثت الغارديان إلى العشرات من طالبي اللجوء السوريين والعراقيين والأفغان في مدينة بياليستوك البولندية الذين تمكنوا مؤخرا من عبور الحدود من بيلاروسيا، فيما "أكد جميعهم أنهم وصلوا عن طريق شراء حزم سفر عرضت عليهم من قبل وكالات السفر والتي، وفقا لطالبي اللجوء، يبدو أنها على صلة وثيقة بالسلطات البيلاروسية".
وتقول الصحيفة إنه لدى الوصول إلى الأسلاك الحدودية الشائكة بين بيلاروسيا وبولندا، "تتحول الرحلة عادة إلى كابوس". فقد أخبر المهاجرون الغارديان "كيف جمعت القوات البيلاروسية مجموعات تصل إلى 50 شخصا ثم قطعت الأسلاك الشائكة بالمقص للسماح لهم بالعبور"، بينما تم نشر ما يقرب من 20 ألفا من شرطة الحدود البولندية، محاطين بالجيش، في عرض للقوة غير مشهود في البلاد منذ نهاية الحرب الباردة".
"تم دفع مئات الأشخاص بعنف إلى بيلاروسيا، وحاول بعضهم العبور عشرات المرات. إنها مسألة حظ فيما إذا تمكنوا في نهاية المطاف من المرور بأمان"، تقول الصحيفة.
ما الذي يفعله الاتحاد الأوروبي لمنعهم من القدوم؟
تطرق الاتحاد الأوروبي إلى وضع شركات الطيران التي تشارك في جلب المهاجرين في القائمة السوداء، كجزء من إجراءات وقف تكدس المهاجرين على طول الحدود مع بولندا وليتوانيا.
وصرح بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي لا يراقب شركات الطيران الحكومية والخاصة فحسب بل أيضاً رحلات الطيران العابرة التي يتم ترتيبها أحياناً في اللحظة الأخيرة.
لا توجد تفاصيل حتى الآن بشأن الإجراء الذي يمكن اتخاذه، لكن الاتحاد الأوروبي يقول إنه يجري بالفعل محادثات مع نحو 12 دولة بشأن هذه المسألة.
وأغلب هذه البلدان شرق أوسطية وأفريقية، وقد جاء منها أغلب المهاجرين أو تنطلق منها رحلات جوية إلى بيلاروسيا.
لدى الاتحاد الأوروبي أيضاً قائمة أطول تضم حوالي 20 دولة قيد المراقبة، حيث يعتقد أنه من المحتمل أيضاً أن المهاجرين يستخدمونها كمنطلق للوصول إلى بيلاروسيا ثم إلى الاتحاد الأوروبي.
وتشمل هذه القائمة روسيا، حيث هناك رحلات يومية منتظمة إلى بيلاروسيا.
في أغسطس/آب، طلب الاتحاد الأوروبي من السلطات العراقية تعليق جميع الرحلات الجوية من بغداد إلى بيلاروسيا، وهو ما وافق عليه العراق لفترة محدودة.
وخلال إحدى جلسات البرلمان الأوروبي في أغسطس/ آب الماضي لمناقشة هذه المسألة تبين أنه لا تزال هناك بعض الرحلات الجوية بين بغداد ومينسك، وجميع بطاقات السفر على متن الخطوط الجوية العراقية من بغداد إلى مينسك كانت مباعة.
أظهرت بيانات فرونتكس تراجعاً حاداً خلال شهر سبتمبر/أيلول في عدد العراقيين الذين تم رصدهم وهم يعبرون الحدود البرية الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بشهر أغسطس/آب من 1345 إلى 181 شخصاً.
وهناك مؤشرات على أنه حتى لو تراجع عدد الرحلات الجوية المباشرة من العراق إلى بيلاروسيا، فإن المهاجرين يجدون طرقاً عبر البلدان المجاورة مثل تركيا أو لبنان للوصول إلى بيلاروسيا.
وقد تم بالفعل حظر طيران بيلافيا من دخول المجال الجوي للاتحاد الأوروبي بموجب العقوبات المفروضة على الشركة إثر تحويل مسار رحلة جوية لشركة رايان أير كانت متجهة من اليونان إلى ليتوانيا إلى العاصمة البيلاروسية.
وتفيد التقارير أن الاتحاد الاوروبي يناقش حالياً توسيع العقوبات على بيلافيا لتشمل حرمانها من إمكانية استئجار طائرات من شركات أوروبية خصوصاً من شركات إيرلندية ودنماركية ورومانية.
وقالت إيرلندا أنها تأييد فرض المزيد من العقوبات على بيلاروسيا، إلا أن هناك إلتزامات قانونية في عقود التأجير الحالية للطائرات لشركة لبيلافيا ويجب احترامها.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5