حادثة طرد السفيرة الاسرائيلية من جامعة بريطانية تثير تفاعلاً

اعداد جوسلين معوض

2021.11.12 - 10:29
Facebook Share
طباعة

 تصاعدت تداعيات مشهد خروج السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا من جامعة لندن للاقتصاد، محاطة بحراسة مشددة وسط هتاف العشرات من أنصار فلسطين، بعد إعلان الجامعة البريطانية العريقة فتح تحقيق فيما تقول إنها تهديدات تلقتها السفيرة.

وأثارت حادثة طرد السفيرة الإسرائيلية لدى بريطانيا، تسيبي هوتوفلي، من قبل طلبة كلية الاقتصاد في لندن، خلال مشاركتها في ندوة عن الشرق الأوسط بالكلية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي . ورحب الكثير من الناشطين على المنصات العربية بتصرف الطلبة في كلية الاقتصاد، واحتفوا بخطوة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاج على وجود السفيرة الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي.

ولم تتوقع السفيرة الإسرائيلية أن تُستقبل بهذا الاستهجان من الطلاب والنشطاء الذين دفعوها إلى الفرار، وسط هتافات مناهضة للكيان الاسرائيلي المحتل. وعلقت قائلة "أنا ممتنة لكل الدعم الذي تلقيته من الحكومة البريطانية والعديد من الأصدقاء والشركاء. لقد حظيت بحدث ممتاز في كلية لندن للاقتصاد ولن أرهَّب. سأستمر في مشاركة القصة الإسرائيلية وإجراء حوار مفتوح مع جميع شرائح المجتمع البريطاني".

من جهته قالت كلية لندن للاقتصاد إنها ستراجع عملياتها حول مثل هذه الأحداث. وقالت إن الحدث الذي جذب بعض الاحتجاجات في الخارج، استمر قرابة 90 دقيقة، حيث تحدثت السفيرة وتلقت أسئلة من الجمهور وغادرت في الموعد المحدد. 

الجامعة قالت ان السفيرة كانت على علم بوجود "تهديدات بالعنف خرجت في مواقع التواصل الاجتماعي"، في إشارة لتغريدة واحدة لحساب مجهول تم إنشاؤه قبل يوم، وفيه دعوة لرشق سيارة السفيرة بالحجارة، قبل أن يتم حذف الحساب.

لكن الجامعة لم تذكر في بيانها أنها تلقت طلبا موقّعا من 500 طالب من مختلف الجامعات في لندن، يطالبون فيه بعدم استضافة السفيرة التي سبق أن شغلت منصب وزيرة المستوطنات بالحكومة الإسرائيلية، ويقول الطلبة إن الحكومة البريطانية تعتبر الاستيطان غير قانوني، وبالتالي فالتعامل مع من يشرعن الاستيطان أمر غير قانوني.

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل من أوائل المسؤولين البريطانيين الذين تفاعلوا مع الحادث، وعبرت عن "اشمئزازها" من تلك المشاهد، مؤكدة دعمها الكامل لفتح تحقيق في الواقعة.

بدوره، غرد وزير الخارجية البريطاني لشئون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي قائلا "نحن نقدر النقاش المفتوح والاحتجاج السلمي. السلوك العدواني والتهديدي الموجه ضد السفيرة الإسرائيلية الليلة الماضية غير مقبول".

أما الأكاديمي عبد الله الشايجي فكتب "نعم، ألا تخجلين! طرد طلبة ناشطون ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين سفيرة الاحتلال تسيبي هوتوفلي -من حزب نتنياهو الليكودي- تحت حراسة مشددة من جامعة ’إل إس إي‘ (LSE) العريقة ومنعوها من إلقاء محاضرة في الجامعة، وهم يصرخون ’ألا تخجلين من نفسك؟‘ فيما بعض العرب يطبعون وينسقون مع الصهاينة!"

بدورها، كتبت الباحثة يارا هواري "طلاب كلية لندن للاقتصاد يطردون سفيرة النظام الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي من حرمهم الجامعي. يجب ألا يكون هناك منبر لممثلي أنظمة ’الأبارتايد‘ (الفصل العنصري)".

وأبدى الكاتب إدريس العمراني إعجابه بتصرف الطلبة فكتب "طرْد الطلبة سفيرة إسرائيل بشكل مهين، من إحدى جامعة لندن، ومنعها من إلقاء محاضرة، بسبب إجرام إسرائيل في حق فلسطين، يؤكد أن التطبيع مع أنظمة عربية هو كأمطار الصيف: تضر ولا تنفع. فاشلين في كل شيء. تشبث غريق بغريق فغرقا معا، والحمد لله رب العالمين".

يقول عضو في لجنة التضامن مع فلسطين إن الجامعات البريطانية تحوّلت إلى "ساحة صراع" بين الداعمين للحق الفلسطيني وبين اللوبي الإسرائيلي "الذي يحاول اعتبار كل دعم لفلسطين وانتقاد الاحتلال معاداة للسامية". وينبّه إلى أن هذا الخلط بدأ يعطي مفعوله من خلال التضييق على العمل الأكاديمي.

وتعكس واقعة جامعة لندن للاقتصاد، الجو المشحون الذي تعيشه الجامعات البريطانية بصفة عامة، بين أنصار القضية الفلسطينية ومؤيدي الاحتلال الإسرائيلي، في ظل جدل أكاديمي واسع حول تعريف "معاداة السامية" داخل الحرم الجامعي، وهي تهمة إسرائيل لمناهضيها حول العالم.

ويواجه الطلبة المدافعون عن القضية الفلسطينية كثيرا من المضايقات داخل جامعاتهم، وهو ما يؤكده عمر مفيد عضو تجمع فلسطين في جامعة "ويستمنستر" (Westminster) في لندن.

ففي كل مرة يشارك فيها ممثلون لدولة الاحتلال، يقول مفيد "يقوم الطلبة بفعاليات مختلفة للاعتراض، ويحضر هذه الفعاليات المئات منهم، إلا أن الجامعات تقوم بالتضييق على قادة هذه الأنشطة ويتم إصدار قرارات في حقهم قد تصل حد الطرد نهائيا من الجامعات".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6